الإفراج عن ألكسندر يقلق الإسرائيليين: هل نحتاج جنسية مزدوجة؟

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

أعاد قرار حركة حماس الإفراج عن الجندي الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر بعد تفاهمات مع الولايات المتحدة، السجال في الشارع الإسرائيلي بشأن أهمية الجنسية المزدوجة، وهو نقاش سبق أن خاض فيه عقب إطلاق سراح محتجزين آخرين يحملون جنسيات أجنبية، إضافة إلى الإسرائيلية. كما حاول عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة في الأشهر الأولى من الحرب، تحصيل جوازات أجنبية، لعلها تكون سبباً في إطلاق سراح أبنائها، خاصة مع اعتبار الكثير من الإسرائيليين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، قررت التخلي عن المحتجزين.

وإلى جانب الترحيب الرسمي والشعبي بإطلاق سراح ألكسندر، يساور القلق عائلات المحتجزين الآخرين، ومنها من اتهمت نتنياهو بقتل أبنائها مع سبق الإصرار. وكتبت عيناف تسنجاوكر، والدة المحتجز ماتان، أن ابنها الذي كان محتجزاً إلى جانب ألكسندر في الأنفاق سيبقى الآن وحيداً. وقالت في منشور على منصة إكس: "إذا بقي ماتان وحده في النفق، فإن نتنياهو قد قرر قتل ابني، بدلاً من إطلاق سراح جميع المختطفين... ماتان حبيبي، رئيس الوزراء قرر التضحية بك مع مختطفين آخرين، وترككم خلفه".

ويعبّر عن المخاوف أيضاً ما قاله إيلي شتيوي، والد المحتجز عيدان شتيوي، في مقابلة مع "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الاسرائيلي: "إذا تم الآن إبرام صفقة لشخص واحد لأنه أميركي، فماذا سيقول أولئك الذين ليس لديهم جنسية أخرى...؟". وفي سياق متصل، قال روبي حين، والد الجندي الذي تحتجز المقاومة جثمانه إيتاي حين، في حديثٍ لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر أخبر عائلات محتجزين يحملون الجنسية الأميركية العام الماضي، أنه ينبغي عليها التواصل مع الإدارة الأميركية لتسهيل إطلاق سراح ذويها: "قال لنا إذا كنتم تريدون استعادة أحبائكم، ففرصكم ستكون أفضل إذا ذهبتم عبر الولايات المتحدة وليس عن طريقي".

ونقلت صحيفة هآرتس، قول يهودا كوهين، والد الجندي المحتجز نمرود كوهين: "ابننا نمرود أُرسل من قبل الدولة لحماية حدودها تماماً مثل عيدان. نمرود إسرائيلي ووطني فخور، ولم نفكر أبداً في البحث عن جواز سفر أجنبي لأي منا. حكومة إسرائيل قررت التخلي عن المختطفين لأسباب سياسية واضحة". ونشرت والدته فيكي صورة له بالزي العسكري على منصة إكس، وكتبت: "ليس لدي وطن آخر، وليس لدي جواز سفر أجنبي. لدي فقط دولة إسرائيل، وآمل ألا تتخلى عني".

ورقة خطيرة

وفي مقال في صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين، اعتبر مراسل الصحيفة للشؤون السياسية يوناتان ليس، أن الإفراج عن ألكسندر يُعدّ الورقة الأخيرة والخطيرة التي تلعبها الولايات المتحدة في محاولة للضغط على الأطراف لدفع صفقة أوسع. وإذا لم يؤدِّ هذا التحرك إلى صفقة إضافية شاملة، وفي ظل غياب محتجزين آخرين يحملون الجنسية الأميركية، فقد تفقد الإدارة الأميركية الحافز لمواصلة دفع المحادثات. وبرأيه، تعكس محاولات واشنطن المتكررة للإفراج عن المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأميركية دون التنسيق مع إسرائيل، إحباطها إمكانية توصل "حماس" وإسرائيل إلى تفاهمات تنهي الحرب وأزمة المحتجزين.

وأشارت هآرتس، إلى أنه في يونيو/ حزيران الماضي، درست إدارة الرئيس السابق جو بايدن إمكانية التوصل إلى صفقة منفصلة مع "حماس"، ولم تعارض حكومة الاحتلال ذلك. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، قولها إن الإدارة الأميركية عملت بشكل مكثف منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على قضية المحتجزين الأميركيين، وخاصةً للحصول على معلومات حول حالة هيرش غولدبرغ-بولين، الذي أصيب بجروح خطيرة وبُترت يده، قبل مقتله في قطاع غزة. وتتناقض الرسالة الرسمية التي تشير إلى عدم معارضة إسرائيل لصفقة أميركية مستقلة لتحرير المحتجزين الأميركيين، مع موقف الحكومة خلف الكواليس، بأنه لا ينبغي التمييز بين المحتجزين، أو إبرام صفقات منفصلة لتحرير أصحاب الجنسية المزدوجة وحدهم. وكان من بين المحتجزين لدى "حماس"، أشخاص يحملون إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، الجنسية الأميركية، والروسية، والألمانية، والفرنسية، والأرجنتينية. وبحسب مصدر مطّلع على المحادثات، لم تسمّه الصحيفة العبرية، فقد قررت الدول المعنية في حينه، عدم العمل على تحرير مواطنيها بشكل مستقل، حتى لا تعرقل الجهود المبذولة لإبرام صفقة شاملة، وذلك تماشياً مع رسائل مماثلة نقلتها إسرائيل لهذه الدول.

ومع ذلك، منذ بداية الحرب، تم إطلاق سراح ثلاثة محتجزين خارج إطار أي اتفاق مع إسرائيل. وكانت أولى المحتجزات اللواتي أُطلق سراحهن من غزة، في الشهر الأول من الحرب، يهوديت رعنان وابنتها ناتالي، وهما مواطنتان ومقيمتان في الولايات المتحدة، وأُفرج عنهما بضغط من إدارة بايدن وبوساطة قطرية. أما المحتجز رون كريفوي، وهو مواطن روسي، فقد أُطلق سراحه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بعد محادثات بين "حماس" والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بالإضافة إلى ذلك، أُطلق سراح مجموعة من المحتجزين من دول آسيوية في إطار ما جرى تعريفه على أنه صفقات منفصلة، بالتوازي مع تلك التي أُطلق فيها سراح محتجزين إسرائيليين.

البحث عن جنسية أجنبية

 تحت عنوان "لا تُختطفوا من دون جنسية إضافية"، كتب الصحافي والكاتب رعنان شاكيد، في يديعوت أحرونوت، اليوم، أن "الفشل المطلق يبدو تماماً هكذا: مختطف يحمل الجنسية الأميركية يُطلق سراحه مباشرة من قبل الرئيس ترامب، دون أي تدخل من حكومة إسرائيل. لا توجد طريقة لقياس أو حتى البدء في فهم ألم أي أمّ، يُترك ابنها في نفق في غزة لمئات الأيام، بينما يُقال لها إن بطاقة الخروج الوحيدة الممكنة له هي الشيء الوحيد الذي لا يملكه ولن يكون لديه أبداً: الجنسية الأميركية". واعتبر الكاتب أن ترامب يهتم بالمحتجزين الإسرائيليين أكثر مما يهتم بهم نتنياهو، ويختار تجاوز نتنياهو بالكامل والقيام بما يستطيع فعله في المنطقة بدونه، لأنه لا توقّعات لديه بأن يقوم نتنياهو بأي شيء أو ينفذ أي خطوة.

إدراك الإسرائيليين لحمل جنسية أجنبية، ليس وليد اليوم، وتعزز أكثر منذ الحرب الحالية. وفي الثامن من نوفمبر 2023، رصد "العربي الجديد" خبراً نشرته هيئة البث الإسرائيلية، قبل حذفه لاحقاً، حول مساعي عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة لاستصدار جنسيات أجنبية لهم. ووفق ما نُشر في حينه، عمل عدد من عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة على استصدار جوازات سفر أجنبية لذويهم المحتجزين، فيما قامت عائلات أخرى بإجراءات مماثلة. ومن أهداف ذلك بحسب ما نُشر، ممارسة ضغوط على دول أخرى للعمل في قنوات المفاوضات أمام حركة حماس. وبحسب الخبر ذاته كان لنحو 30 دولة بالإضافة إلى إسرائيل مواطنون محتجزون في غزة.

Read Entire Article