الإيراني جعفر بناهي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان

17 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي يوم السبت بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي بنسخته الثامنة والسبعين عن فيلمه "مجرد حادث"، ليصبح رابع مخرج في العالم يفوز بثلاث جوائز كبرى في المهرجانات السينمائية الدولية بعد الفرنسي هنري جورج كلوزو، والإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، والأميركي روبرت ألتمان. وفيما دأب بناهي خلال أيام حضوره في مهرجان كان على توجيه انتقادات للسلطات الإيرانية في مقابلاته والإعلان عن دعمه لسجناء إيرانيين، دعا في كلمته أثناء استلامه الجائزة، الإيرانيين جميعاً من أي تيار أو مدرسة فكرية في الداخل والخارج من الساعين إلى الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية، إلى ترك الخلافات جانباً والحفاظ على البلد ووحدته.

وأعرب جعفر بناهي عن أمله "في حلول يوم لا يطلب منا أحد ماذا نفعل أو ما لا نفعل وماذا نلبس أو ما لا نلبس وماذا نصنع أو ما لا نصنع". وسبق أن حصل المخرج الإيراني على جائزتي الدب الذهبي في برلين عن فيلم "تاكسي طهران" والأسد الذهبي في مهرجان البندقية عن فيلم "ثلاثة وجوه". وتعاطى الإعلام الإيراني بشكل مختلف مع نبأ حصول بناهي كأحد ألمع المخرجين الإيرانيين على جائزة السعفة الذهبية، فبينما لقي الخبر ترحاباً كبيراً في وسائل إعلام معارضة وإصلاحية وشبكات التواصل الاجتماعي، تعامل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي مع الحدث ببرودة.

وقالت وسائل إعلام إيرانية محافظة، مثل وكالة فارس الإيرانية في تقرير لها إن "مهرجان كان في ظروف سياسية ونظراً إلى القضايا التي تدور حول جعفر بناهي داخل إيران منحه جائزة السعفة الذهبية في دورته الـ78"، مقللة من أهمية الفيلم. وقالت إنه "عمل فني عادي كما يقول كثير من الناقدين"، مشيرة إلى أن رئيس تحرير مجلة دفاتر السينما الفرنسية ماركوس أوزل قال إن فيلم "مجرد حادث" "يستحق نجمة فقط من أصل أربع نجوم.

في غضون ذلك، بعثت السجينة الإيرانية نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام برسالة تهنئة للمخرج من سجن إيفين في طهران، واصفة بناهي بأنه "مخرج إيراني شجاع وبارز"، قائلة إنه "وصل إلى هذا المقام الرفيع ليس فقط بإنتاجه فيلم مجرد حادث، بل بنهجه الذي لا يعرف التعب لتعميق مفاهيم إنسانية وحقوق الإنسان".

وأنتج بناهي (64 عاماً) فيلم "مجرد حادث" سرّاً من دون الحصول على إذن التصوير من السلطات الإيرانية. وتدور قصة الفيلم الدرامية التي توجه انتقادات حادة للسلطات الإيرانية، حول رجل اسمه إقبال يضرب كلباً بسيارته فيقتله ليتسبب هذا الحادث في تعطل السيارة بعد فترة وجيزة. يذهب إلى مرأب قريب يملكه رجل اسمه وحيد ويكتشف أن الرجل يشبه الضابط الذي عذبه في السجن ودمر حياته. يلاحق إقبال وحيدا الذي يمشي بساق اصطناعية ويختطفه.

يستعد إقبال لدفنه حياً لكنه يشك في هوية الرجل ويذهب إلى أحد السجناء للتأكد. يلتقي بسالار بائع الكتب والفتاة شيفا مصورة حفلات الزفاف والعروس جولي والعريس علي والعامل الغاضب حميد. تحتل شاحنة وحيد التي يتم ركوبها ليلاً ونهاراً من قبل هؤلاء الضحايا، ويسعون جميعاً للانتقام من الرجل الذي أساء معاملتهم بوحشية. خلال الرحلة، يفكرون في التبعات الأخلاقية لقتل أسيرهم وما إذا كان هو حقاً ذلك الضابط.

وحضر جعفر بناهي هذا العام لأول مرة منذ 15 عاماً في فعاليات مهرجان كان بعد منعه من الخروج من البلاد إثر إدانته في عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، ما منعه من المشاركة في أي من الأحداث السينمائية الدولية. ولا أحد يعلم المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد عرض فيلمه الروائي الـ11، والذي يهاجمها بشكل مباشر وينتقد الإجراءات التعسفية المرتكبة من قوات الأمن. وقال بناهي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "الأهم هو أنّ الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأنني حيّ ما دمت أصنع أفلاماً. إن لم أصنع أفلاماً، فلا يُهمني ما يحدث لي بعد الآن".

Read Entire Article