الإيرانيون بين الغضب والنقد الذاتي بعد تصريحات ترامب

21 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

أثارت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية والإمارات وقطر الأسبوع الماضي، وتوقيعه عقوداً بقيمة 2800 مليار دولار مع هذه الدول، إضافة إلى الاستقبال الحافل الذي حظي به، صدى واسعاً في العالم، ولا سيما في إيران.


خلال هذه الزيارة، التي تزامنت مع مفاوضات نووية بين طهران وواشنطن، انتقد ترامب بشدة السياسات الداخلية والإقليمية للجمهورية الإسلامية. وقال في كلمته في الرياض مخاطباً القادة ورجال الأعمال العرب: "بينما حوّلتم الصحاري الجافة إلى أراضٍ خصبة، حوّل قادة إيران المراعي الخضراء إلى صحارٍ جافة".


ورغم تجنّب التلفزيون الرسمي الإيراني تغطية الزيارة بشكل كامل، تابع الإيرانيون مجرياتها باهتمام عبر القنوات الفضائية والإنترنت.


وعبّر كثير من الإيرانيين، عبر منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديثهم اليومية، عن استيائهم من سوء إدارة الحكومة، مستشهدين بمواقف ترامب تجاه إيران. فبينما أشاد بعضهم بتقدّم دول الخليج، رأى آخرون أن تصريحات الرئيس الأميركي كانت "مهينة وغير واقعية".

 


وكتب سيد مجتبى حسيني على تطبيق "تلغرام": "دول الخليج تتنافس مع الدول الأوروبية بفضل رؤيتها المستقبلية، بينما شعرنا نحن الإيرانيين بالإهانة عندما سمعنا الحقائق عن بلادنا من فم عدوّ".

 

 

وقال آرش غفاري: "لو كانت إيران أكثر انفتاحاً على السيّاح الأجانب بدلاً من القوانين المقيّدة، لما استطاع ترامب أن يقدّم أيّ صورة يشاء عن إيران".


وفي هذا السياق، طالب بعض الإيرانيين بنشر صور جميلة للمناطق المختلفة في إيران عبر الإعلام، لتفنيد الصورة السلبية التي قدّمها ترامب عن البلاد.


أما محمد علي آهنغران، وهو إيراني مقيم في الإمارات، فكتب: "يفتخر مواطنو الإمارات بزيارة ترامب لبلدهم، فهم يرون حكّامهم صادقين، ويلمسون نتائج السياسات الصائبة في حياتهم المريحة الخالية من الهموم".
واعتبر بعض الإيرانيين أن هذه الزيارة كشفت بوضوح "تخلّف إيران عن جيرانها الخليجيين"، مرجعين ذلك إلى "سوء الإدارة والأيديولوجيا المسيطرة على الحكم" في البلاد.

 


وكان محمود سريع القلم، أستاذ العلوم السياسية في إيران، قد حذّر قبل أشهر في محاضرة طويلة، من أن إيران إن لم تراجع سياساتها في مجالات عدّة، فلن تتخلف عن التقدّم العالمي فحسب، بل ستفقد القدرة على منافسة دول الخليج أيضاً.

 

 

من جهته، قال الصحافي حميد آصفي في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز": "تمتلك إيران موقعاً جغرافياً مميزاً، وموارد طبيعية، وقوى بشرية تؤهّلها لأن تصبح قوة اقتصادية كبرى، لكن بعض الأيديولوجيات، مثل العداء لأميركا، أعاقت هذا التقدّم".

 

وعبّر نائب الرئيس الإيراني السابق إسحاق جهانغيري عن شعوره بـ"الخجل" عندما قال الرئيس الأميركي إن إيران لا تملك ماءً ولا كهرباء. وأضاف: "كنا قادرين على أن نكون القوة الأولى في المنطقة، لكن العقوبات والضغوط وبعض الشعارات الداخلية حالت دون ذلك".وعن ذلك، قال عبد الله باباخاني، وهو خبير إيراني في الاقتصاد والطاقة مقيم في ألمانيا، لقناة "يورونيوز"، إن "الصناعة والاقتصاد يعتمدان مباشرةً على وضع الطاقة، ومع النقص الحاد في الكهرباء والغاز الناتج عن العقوبات وسوء الإدارة، بات التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أكثر إلحاحاً".

 

وأعلنت الحكومة الإيرانية، الأربعاء، عبر رسالة نصّية، أن مصانع الصلب والإسمنت ستواجه انقطاعاً تاماً للكهرباء لمدة 15 يوماً.


وفي الأسابيع الأخيرة، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء، قرّرت الحكومة تقليص ساعات عمل الدوائر الرسمية، بما فيها البنوك، لتبدأ من الساعة السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً. وأصدرت وزارة التربية تعميماً ببدء الدوام المدرسي في الساعة السادسة صباحاً، ما أثار استياء أولياء الأمور والمعلمين الذين رأوا أن من غير المقبول أن يستيقظ الأطفال في الرابعة فجراً بسبب أزمة الكهرباء.

 

المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي. (أ ف ب)

 

وربما لهذا السبب، ردّ المرشد الأعلى آية الله خامنئي على تصريحات ترامب بعد أربعة أيام، دون الإشارة إلى المفاوضات الجارية، قائلاً إن "تصريحات الرئيس الأميركي سطحية ومخجلة للمتحدث وللشعب الأميركي، ولا تستحق الرد".


وفي المقابل، تبنّى بعض الإيرانيين مواقف مشابهة لموقف قادة الجمهورية الإسلامية ضد ترامب.
واقتبس سيد مهدي نيازي تصريح ترامب بشأن إنفاق أميركا 9 تريليونات دولار على الحروب في الشرق الأوسط، قائلاً إن هذه السياسة تسببت بزعزعة استقرار المنطقة، بينما تُتهم إيران بذلك.


ورأى آخرون أن ترامب تحدث عن بعض جوانب الواقع الإيراني، لكنه تجاهل العامل الأهم، وهو أن العقوبات الأميركية كان لها دور كبير في تفاقم الأزمات الحالية.


وأشار البعض إلى أن تصريحات ترامب توحي بأنه لا ينوي التوصّل إلى اتفاق مع إيران، وأنه لا ينبغي الوثوق به في أيّ مفاوضات مقبلة.

Read Entire Article