البحرية الصينية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرة سفنها على التخفي

أجرت قاعدة بحرية تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني مؤخراً تدريباً لإزالة مغناطيسية السفن، والذي استخدم لأول مرة الذكاء الاصطناعي، مما حسّن كثيراً من الكفاءة التشغيلية، وفقاً لتقرير نُشر أمس الأحد في تلفزيون الصين المركزي. وحسب التقرير، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرات التخفي للسفينة من خلال تقليل بصمتها المغناطيسية، ومن شأن ذلك أن يُساهم في بناء قدرات قتالية عالية. وشهد التدريب الذي أجرته القاعدة التابعة للبحرية التابعة لقيادة المسرح الشمالي لجيش التحرير الشعبي الصيني، تحرك وحدة دعم طارئة لإزالة المغناطيسية بسرعة مع معدات مثل أجهزة الكشف وأجهزة تحديد المواقع، لإزالة مغناطيسية سفينة حربية متضررة، خلال محاكاة حالة طوارئ.

ويُظهر التقرير أن السفينة التي تُحاكي "السفينة الحربية المتضررة" في التمرين هي فرقاطة صواريخ موجهة من طراز 054A. وتعمل العشرات من فرقاطات 054A في الخدمة لدى البحرية الصينية. ويمكن أن تُفعّل البصمات المغناطيسية المكشوفة ألغاماً بحرية. وأشار التقرير إلى أن إزالة المغناطيسية تُعيد التخفي للسفينة، ما يُقلل من خطر مثل هذه الهجمات. ونقلت وسائل إعلام صينية عن سونغ تشونغ بينغ، خبير الشؤون العسكرية الصينية، قوله إن إزالة المغناطيسية لطالما كانت محور تركيز بالغ الأهمية بين القوات البحرية. ومن المؤشرات أنه كلما كانت عملية إزالة المغناطيسية أسرع، زادت قوة القدرات القتالية للأسطول. وأوضح سونغ أنه من المتوقع أن يُحسّن استخدام الذكاء الاصطناعي عملية إزالة المغناطيسية ويُسرّعها من خلال تحديد الخوارزميات المثلى والتحقق من نتائجها.

من جهتها، قالت صحيفة جيش التحرير الشعبي الصينية إن إزالة المغناطيسية بانتظام أمرٌ ضروري، إذ تتراكم مغناطيسية السفينة تدريجياً بسبب المغناطيسية طويلة المدى من خلال المجال المغناطيسي للأرض وعمليات الآلات. وبالتالي فإن إزالة المغناطيسية تُمكّن السفن الحربية من تحقيق التخفي المغناطيسي، ما يحميها من تهديدات الأسلحة المغناطيسية ويجنبها الكشف المغناطيسي. ولفتت إلى أنّ هذه المناورة الأخيرة تُمثل أول نشر عملي لنظام اتخاذ القرار بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ما زاد من كفاءة العمل بنسبة 60%.

هذا وقد شاركت في التدريب مجموعة من المجندين الجدد، متوسط أعمارهم أقل من 23 عاماً، ونقل تلفزيون الصين المركزي عن أحد المشاركين في التدريبات قوله: "ساحة المعركة الحقيقية لن تمنحنا أي فرصة للتجربة والخطأ. عندما جرى توصيل تيار إزالة المغناطيسية، شعرتُ حقًا بأن موقعي القتالي كان على خط المواجهة"، بينما أوضح ضابط كبير في القاعدة البحرية إنه جرى تعيين اثني عشر مجنداً جديداً في وحدة دعم الطوارئ للتدريب على سيناريوهات عالية الخطورة، بما في ذلك تدريبات الاستجابة للطوارئ. وقال إن ذلك أظهر أن القاعدة تتحول إلى نموذج جديد لتنمية قوة الدعم، حيث يجرى تدريب المجندين الجدد ونشرهم في نفس الوقت، ما يعزز سرعة توليد القدرة القتالية من خلال دمجهم في الأدوار العملياتية الأساسية.

يشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أطلق منذ وصوله إلى السلطة في عام 2013 عملية تحديث الترسانة العسكرية للصين بصورة شاملة. وشهدت هذه العملية خطط بناء وإصلاحات كبيرة، كان أبرزها: خفض قوات الجيش في مقابل الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية، وزيادة موازنة الدفاع، وتعزيز القدرات القتالية، وكذلك إصدار قواعد جديدة للتجنيد في الجيش الشعبي، منها: استقطاب خريجي الجامعات الذين لديهم خلفيات علمية وهندسية، لتحقيق هدف شي، المتمثل في بناء جيش بقدرات عالمية بحلول عام 2050.