الجيش السوداني و"الدعم السريع" يتأهبان لمعارك فاصلة بغرب كردفان

6 days ago 5
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">نازحون فروا من مخيم زمزم للنازحين (أ ف ب)</p>

تحول محور غرب كردفان إلى أكثر المحاور سخونة في مسار الحرب السودانية، إذ يقترب كل من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" من خوض معارك حاسمة ومفصلية في الصراع على مدينة النهود الاستراتيجية بولاية غرب كردفان، وسط استعدادات وحشود متبادلة من الطرفين على تخوم ومشارف المدينة تنذر باندلاع وشيك لمعارك عنيفة وفاصلة بالمنطقة.

توغل وتطويق

وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش ومجموعات مقاتلة أخرى مساندة له أكملت، مساء أمس الإثنين، زحفها وتطويقها مدينة النهود من أكثر من محور. وأوضحت أن طلائع قوات الجيش تقدمت نحو جبل حيدوب على تخوم المدينة وتوغلت باتجاه مقر اللواء 18 - مشاة التابع للجيش الذي كان قد انسحب من المنطقة مطلع الشهر الجاري.

في المقابل، أكدت مصادر محلية أن "الدعم السريع" استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة حشدتها للدفاع عن المدينة، وتعتبر أن إبقاء المدينة تحت سيطرتها مسألة مصيرية.

تبادل الاتهامات

ونفت "الدعم السريع" إشاعات ومزاعم تحدثت عن دخول الجيش مدينة النهود، ووصفتها بأنها ادعاءات تهدف إلى التغطية على الهزائم المتكررة التي منيت بها في عدد من محاور وجبهات القتال. واتهمت في بيان، الجيش والقوات المشتركة بارتكاب انتهاكات وجرائم وحشية خلال الهجوم الدموي الذي شهدته منطقة الخوي بولاية غرب كردفان.

وكانت قوات الجيش وحلفاؤها قد أعادت السيطرة على مدينة الخوي قبل يومين، وأكدت اكتمال تطهير المنطقة ومنع أي انتهاكات في حق المدنيين.

كما نفت "حركة تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، المشرف على القوات المشتركة، "ادعاءات الميليشيات الباطلة للتشويه والتغطية على هزائمها في كل من الخوي وأم صميمة".

نزوح ومآسٍ

وللأسبوع الثاني على التوالي تستمر عمليات النزوح من مدينة النهود، والقرى المجاورة لها، عقب سيطرة "الدعم السريع" على المدينة، في الثاني من مايو (أيار) الجاري.

ويعيش النازحون بحسب الناشطين، أوضاعاً إنسانية مأسوية، في ظل انعدام الإيواء والمواد الغذائية ومياه الشرب والدواء وانقطاع شبكات الاتصال والإنترنت وغياب أي تدخل لإنقاذ الموقف المتأزم بالمنطقة.

وكشفت منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، عن فرار 7 آلاف أسرة من مدينتي النهود والخوي بغرب كردفان بسبب المعارك والمواجهات التي شهدتها المنطقة في الأيام الماضية. وأشار بيان للمنظمة إلى أن كثيراً من الفارين كانوا، بالأصل، نازحين تعرضوا لنزوح ثانوي من مدينة الخوي وقرية أم سردابة التابعة للمحلية.

وكانت "الدعم السريع" قد سيطرت على المدينتين مطلع مايو الجاري قبل أن يستردها الجيش قبل يومين.

مسيرات ببورتسودان

في الأثناء، عاودت الطائرات المسيرة أمس، التحليق مجدداً في سماء العاصمة الإدارية بورتسودان، ولها دفاعات الجيش الجوية. وأكد الفريق الركن مصطفى محمد نور والي البحر الأحمر أن الولاية آمنة براً وبحراً وجواً وأن السودان لن يؤتى من بوابته الشرقية، ونفى وجود أي أزمات في الوقود أو غاز الطبخ والدقيق بالبحر الأحمر.

حركة الطيران

بدورها نفت إدارة مطار بورتسودان الدولي وجود أي تأثيرات للأحداث التي شهدتها المدينة في حركة الطيران، وطمأنت، في بيان، المسافرين بأن الرحلات الجوية بالمطار تسير بصورة طبيعية وفق الجداول المعلنة، داعية المسافرين إلى التواصل مع المكاتب الرئيسة لشركات الطيران، من أجل توفيق أوضاعهم وتأكيد حجوزاتهم قبل التوجه إلى المطار نتيجة إعادة برمجة الرحلات السابقة.

وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً كبيراً لهجمات مسيرات "الدعم السريع" على المطار ومستودعات الوقود ومحطة الكهرباء ومنشآت عسكرية وبنية تحتية أخرى في بورتسودان ومدن أخرى بالبلاد.

غارات وقصف 

في محور دارفور تابع الطيران الحربي للجيش، أمس، غاراته الجوية على مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور مستهدفاً مخازن الأسلحة والعتاد الحربي لـ"الدعم السريع" داخل المدينة، وأكد شهود اندلاع حرائق وانفجارات في أنحاء متفرقة من المدينة.

في المحور نفسه شهدت مدينة الفاشر موجة من القصف المدفعي الثقيل المتبادل بين الجيش في شمال المدينة و"الدعم السريع" في المحور الشرقي.

وأسفر قصف مدفعي عشوائي جديد لـ"الدعم السريع" على أحياء المدينة، عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

ودعت الفرقة السادسة - مشاة للجيش بالفاشر المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب التجوال أثناء عمليات القصف، مؤكدة أن الأوضاع بالمدينة تحت السيطرة مع الاستعداد للتصدي لأي عدوان يستهدفها.

بدورها قالت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر" إن الجيش والقوات المشتركة وبقية الحلفاء، وبعد سيطرتهم على مدينة الخوي على الطريق البري المؤدي إلى النهود والممتد حتى شمال دارفور، تتقدم إلى دارفور لإنهاء حصار المدينة.

ضربات بأم درمان

في محور العاصمة أكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والقوات المشتركة تتقدم عبر ثلاثة محاور لتحرير منطقة الصالحة. وأوضح العميد محمود علي أمين قائد عمليات السيطرة في أم درمان أن الجيش ينفذ خطة ثابتة ويحقق تقدماً مطرداً في محور جنوب المدينة.

وأكد قائد الكتيبة الأولى للقوات المشتركة العقيد محمد حسب الله أن القوات تعمل الآن على إكمال تحرير جنوب وغرب أم درمان.

تقدم وتوترات

في النيل الأبيض كشفت مصادر ولائية أن قوات العمل الخاص التابعة للجيش حققت تقدماً جديداً بتحرير عدد من مناطق قرى غرب وشمال الولاية التي تبعد نحو 88 كيلومتراً جنوب مثلث جبل أولياء بالخرطوم.

وكانت مدينة ربك عاصمة الولاية قد شهدت، خلال اليومين الماضيين، توترات أمنية بوقوع احتكاكات مسلحة بين قوات "حركة تحرير السودان" قيادة مصطفى تمبور وقوات تتبع للقائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور. وأفاد شهود بأن الخلاف وقع نتيجة إطلاق النار في الهواء، مما أدى إلى إصابة قائد المجموعة الأولى بجروح أثناء اعتراضه على هذا السلوك، ولاحقاً أفيد عن مطاردات بين القوتين داخل المدينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معارك فاصلة

في السياق اعتبر المراقب العسكري الجيلي إدريس أن المعارك التي يُحضر لها في مدينة النهود بغرب كردفان محورية وفاصلة، "وستمهد لتقدم قوات الجيش والقوات الأخرى المتحالفة معها لبسط هيمنتها على الولاية والتقدم نحو مدينة الفاشر ودارفور عموماً"، وتابع شارحاً "بينما تمثل مجموعة قوات ’الدعم السريع‘، الموجودة بغرب كردفان، القوة الصلبة الحقيقية لها، وكان قد جُمعت وحُشدت منذ فترة طويلة للاستيلاء على عاصمة شمال كردفان مدينة الأبيض الاستراتيجية، نجد أن القوات المكونة لمتحركات الجيش تضم، إلى جانب القوات المشتركة، فصائل مقاتلة متمرسة وشرسة على رأسها متحرك الصياد، وقوات درع السودان، وفيلق البراء، فضلاً عن قوات الفرقة الخامسة - مشاة بمدينة الأبيض (الهجانة) التي هزمت ’الدعم السريع‘ ومنعته، أشهراً طويلة، من الاقتراب ودخول المدينة"، وتوقع إدريس أن يكون للغطاء الجوي للعمليات الحربية للجيش والمجموعات المتحالفة معه دور كبير في حسم المعارك حول مدينة النهود في غضون الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن هزيمة "الدعم السريع" في هذه المعارك ستشكل ضربة قاصمة ستؤثر في مجمل عملياتها في المحاور الأخرى.

ترحيب بالإدانات  

إلى ذلك رحبت وزارة الخارجية السودانية بالإدانات الصادرة "من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية للعدوان الخارجي الذي تتعرص له البلاد من طريق الهجمات الجوية ضد المرافق المدنية الحيوية، والمطارات والموانئ التي تمثل شريان الحياة للمواطنين"، وقالت في بيان "بات جلياً أن هدف العدوان تدمير الدولة السودانية، وتحويل البلاد لمكان لا يمكن العيش فيه، لمنع عودة النازحين واللاجئين، وإطالة أمد الحرب، بعدما حرر الجيش والقوات المساندة له معظم الأراضي التي كانت تحتلها الميليشيات الإرهابية"، وتابعت أنها رصدت، بكل تقدير، ما أبرزه بعض البيانات في شأن البعد الخارجي الواضح الذي انطوت عليه تلك الهجمات، وفق ما أشار إلى ذلك بيان الاتحاد الأوروبي، مثمنة كذلك ما اعتبرته مواقف قوية من منظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمي، المتخصصة بقضايا الأمن بالمنطقة، وكذلك بيان الولايات المتحدة الأميركية.

ساحة للصراع

على نحو متصل أعرب "حزب الأمة" بقيادة مبارك الفاضل المهدي عن قلقه البالغ تجاه التطورات الخطرة في الحرب الدائرة بالسودان، "التي تنذر بتحول البلاد، بخاصة شرقها، إلى ساحة للصراع الدولي حول النفوذ بالبحر الأحمر، لا سيما أن الغارات الأخيرة على بورتسودان تتجاوز قدرات ’الدعم السريع‘ وتشير إلى تدخلات خارجية"، حذر بيان للحزب من خطورة "عودة الإسلاميين الموالين للنظام السابق إلى المشهد السياسي والعسكري بدعم من قوى خارجية مثل إيران، مما يهدد الأمن الإقليمي والدولي"، وشدد البيان على ضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب المدمرة ومنع انتقالها إلى غرب البلاد بعد تسببها في أكبر كارثة إنسانية بالعالم، مع رفض إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية على السواحل السودانية.

حوار أفريقي

إقليمياً أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف عن بدء الاتحاد حواراً مع المجلس السيادي الانتقالي لبحث الأزمة السياسية وعودة السودان إلى عضوية الاتحاد. وشدد يوسف في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على أن المفوضية لن تقبل بأي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وترى أن الحل يجب أن يكون بقيادة أفريقية.

subtitle: 
المسيرات تقصف بورتسودان مجدداً ومقتل مدنيين في الفاشر
publication date: 
الثلاثاء, مايو 13, 2025 - 13:00
Read Entire Article