ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">مركبات قتالية مدمرة في أحد شوارع منطقة شرق النيل التي حررها الجيش السوداني في الخرطوم (رويترز)</p>
أعلن الجيش السوداني أمس الإثنين سيطرته على أجزاء واسعة من ضاحية صالحة بجنوب أم درمان بعد معارك ضارية مع قوات "الدعم السريع" التي كانت تنتشر بكثافة في هذه المنطقة عقب انسحابها من الخرطوم في نهاية مارس (آذار) الماضي، مما يعني قرب إعلان خلو مدينة أم درمان من "الدعم السريع". وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش وحلفاؤه نجحوا في تطهير منطقة صالحة بأكملها، "فضلاً عن الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد العسكري شمل ثلاث دبابات و20 مركبة قتالية وعدداً من مخازن الذخائر وكمية من الطائرات المسيرة التي وجدت داخل منازل المواطنين".
وتشهد المنطقة منذ أسابيع معارك وقصفاً مدفعياً بين طرفي القتال، فضلاً عن عمليات تطويق كبيرة من محاور عدة ممتدة بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، مما جعل سكانها يعيشون أوضاعاً كارثية بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل "الدعم السريع" وقصف الجيش المنطقة من وقت لآخر.
وأفاد مواطنون بأن القتال العنيف أدى إلى غلق الأسواق والمحال التجارية والصيدليات والمراكز الصحية، وفشل عديد من المواطنين في الهرب من المنطقة (صالحة)، مما عرضهم لأبشع أنواع التعذيب والاختطاف "بسبب الاعتداءات المتكررة عليهم وأسرهم من قبل (الدعم السريع)"، وأشاروا إلى أن الوضع الصحي في غاية السوء بسبب تدهور الوضع البيئي وتراكم النفايات، مما أدى لانتشار الأمراض وتزايد حالات الإسهال والكوليرا لعدم توفر مياه الشرب الصالحة.
محور النيل الأبيض
في الأثناء تمكن الجيش من السيطرة أمس الإثنين على بلدة العلقة التي تقع أقصى شمال غربي ولاية النيل الأبيض، في وقت ما زالت توجد فيه جيوب لـ"الدعم السريع" في مناطق جنوب غربي محلية الدويم التابعة لهذه الولاية، حيث تهاجم قرى المنطقة من حين لآخر.
وتنتشر "الدعم السريع" على نطاق واسع بمناطق غرب النيل الأبيض، بينما ينتشر الجيش على طول شرق النيل، ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن "(الدعم السريع) شنت هجمات متتالية على قرى الشيخ الصديق غرب النيل الأبيض، وقتلت شخصاً وأصابت ثلاثة بجروح بقرية السمرة التابعة لمحلية أم رمتة التابعة لهذه الولاية، كما تعرضت قرى الشطيب والسريحة والحجيراب التابعة لمحلية القطينة لعمليات نهب وسرقات متتالية من قبل (الدعم السريع) وعصابات محلية"، وأشارت المصادر نفسها إلى أن الهجمات المستمرة التي تشنها "الدعم السريع" على القرى الواقعة في ولاية النيل الأبيض بين الحين والآخر تهدف إلى نهب السلع الاستهلاكية والمواشي والأموال والهواتف وأجهزة الإنترنت الفضائي، مما أجبر سكان هذه القرى على النزوح بكثافة بعيداً من المناطق المستهدفة.
ويشكو سكان مناطق غرب النيل من شح وغلاء في السلع الرئيسة، إذ يفرض الجيش قيوداً مشددة على السلع التي تصل إلى مناطق غرب النيل لوقوعها تحت سيطرة "الدعم السريع".
محور دارفور
أما في محور دارفور فتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات متقطعة بين طرفي القتال، فضلاً عن تبادل القصف المدفعي بصورة عشوائية داخل الأحياء السكنية في وقت تتزايد فيه معاناة السكان والنازحين بدرجة تفوق التصور بسبب الحصار المفروض على المدينة من المحاور كافة لأكثر من عام.
من جانبه أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن هناك أربع خطوات متبقية لتطهير دارفور من "الدعم السريع"، وقال لدى مخاطبته تجمعاً من العسكريين في منطقة الشجرة العسكرية بالخرطوم "هذه الخطوات تتمثل في تحرك الجيش وحلفائه من الخرطوم إلى مدينة الفولة جنوب غربي كردفان، ومنها إلى الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، فنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثم زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وصولاً إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور"، وبين أن دخول الجيش إلى منطقة أم كدادة يمكن نساء الفاشر، وحدهن، من تحريرها بكل بسالة من قبضة "الدعم السريع"، مؤكداً أن الجيش وحلفاءه حرروا ما نسبته 90 في المئة من الخرطوم وتبقى فقط 10 في المئة لإعلان طرد "الدعم السريع" خارج حدود البلاد نهائياً.
في غضون ذلك توعدت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة "الدعم السريع" باجتياح كل إقليم كردفان، وصولاً إلى إقليم دارفور.
وقال القائد الميداني بالقوة المشتركة العقيد علي حامد بشر "ديمو" في مقطع مصور أمام حشد من الجنود في بلدة أم لبانة بولاية غرب كردفان إن استعادة قواته واحة العطرون الصحراوية بولاية شمال دارفور، من "الدعم السريع" من شأنه أن يمهد الطريق للقوة المشتركة للسير إلى المالحة، وصولاً إلى مدينة الفاشر التي ظلت محاصرة، فترة طويلة. وبين أن عقيدة القوة المشتركة وحياتها تقوم على المبادئ والأخلاق، وحماية المواطنين، مشيراً إلى أن ممارسات وانتهاكات "الدعم السريع"، "المتمثلة في الاغتصاب والنهب والتعذيب وقتل الأبرياء العزل المغلوب على أمرهم جزء من عقيدتهم".
محور بورتسودان
كما شهدت مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية الموقتة شرق السودان أمس إطلاقاً كثيفاً للمضادات الأرضية بعد رصد طائرة مسيرة تحلق في سماء المدينة في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية باستخدام الطائرات المسيرة بصورة يومية منذ أسابيع عدة، مما زاد من حدة التوتر والقلق بين سكان المدينة. وبحسب شهود، فإن انفجارات قوية سمعت في المنطقة ما يشير إلى تصاعد النشاط العسكري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
القصر الجمهوري
إلى ذلك أكد الأمين العام لمجلس السيادة السوداني محمد الغالي اكتمال المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل القصر الجمهوري بوسط الخرطوم، وانتهاءً عمليات الحصر والتأمين وإنجاز 90 في المئة من عمليات النظافة التي من المتوقع الانتهاء منها خلال يونيو (حزيران) المقبل. ولفت الغالي إلى أن المرحلة الثانية من عملية التأهيل والصيانة ستستأنف عقب عطلة عيد الأضحى.
تطوير التعليم
في جانب التعليم كشفت وزارة التربية والتعليم عن استقطاب منظمة "اليونيسكو" أكثر من 250 مليون دولار لمصلحة إعادة اعمار وتطوير التعليم في السودان. وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم أحمد خليفة عمر أن المنظمة إلى جانب استقطاب هذا الدعم تعمل لعقد مؤتمر دولي للشركاء بباريس في الـ26 من مايو (أيار) الجاري لحشد الدعم لهذا القطاع. وأشار عمر خلال مخاطبته ورشة إعداد الخطط التنفيذية للخطة الانتقالية للتعليم بالتعاون مع "اليونيسكو" إلى أن هذه الورشة تكتسب أهميتها كونها تناقش خطة طموحة اشتركت فيها كل ولايات السودان ونوقشت على مستويات عدة، وتم عرضها في الملتقى التنسيقي لوزراء التربية والتعليم بالولايات، كما أنها تعتبر ملتقى مصغراً لمناقشة اللمسات النهائية لإعداد الخطط التنفيذية التي تعبر عنها وزارات التربية والتعليم الولائية. وبين أنه بعد عرض الخطة على المتخصص الدولي سيتم توزيعها على مجموعة التعليم المحلية التي تعد شريكة أصيلة في إعداد الخطة الانتقالية تحت مظلة "اليونيسكو"، لافتاً إلى أن هذه الخطة ستهتم بأربع قضايا أساسية تتمثل في تدريب المعلمين وبناء القدرات للأطر التربوية والبيئة المدرسية وانتظام الدراسة تحت كل الظروف. ودعا وزارات التربية والتعليم بالولايات وإدارات التخطيط لإبراز ما دمرته الحرب وتحديد كيفية معالجة وإعادة تأهيل البيئة المدرسية، والعمل على استمرار الدراسة لعكس مدى صلابة وقوة إرادة الشعب السوداني وعزيمته في استمرار الحياة.