الحكم على الممثل جيرار ديبارديو بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ

أصدرت محكمة الجنايات في باريس، اليوم الثلاثاء، حكماً بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ على جيرار ديبارديو الذي يُعَدّ آخر عمالقة السينما الفرنسية، بعدما أدانته بالاعتداء الجنسي على امرأتين في موقع تصوير فيلم عام 2021. كذلك أمرت المحكمة بإدراج ديبارديو (76 عاماً) الذي غاب عن الجلسة في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية.

وأكد محامي ديبارديو أن موكله سيستأنف هذا الحكم. اتُّهم ديبارديو من قبل امرأتين بتوجيه تعليقات خادشة للحياء ولمسهن بطريقة غير لائقة في أثناء تصوير فيلم "النوافذ الخضراء" للمخرج جان بيكر عام 2021. المدعيتان هما مصممة ديكور عمرها 54 عاماً، وعُرفت باسم أميلي فحسب، ومساعدة مخرج تبلغ من العمر 34 عاماً. 

مصممة الديكور أبلغت السلطات في فبراير/شباط العام الماضي بتعرضها لاعتداء جنسي وتحرش، وإهانات ذات طابع جنسي في أثناء التصوير. وفي تصريح لموقع ميديابارت الاستقصائي الفرنسي، أشارت إلى أن الممثل جيرار ديبارديو بدأ بالصراخ، طالباً مروحة تبريد خلال التصوير، لأنه "لم يكن قادراً على الانتصاب" بسبب الحرارة، وزعمت أنه تباهى بقدرته على "إيصال النساء للنشوة من دون لمسهن"، وبعد نحو ساعة "أمسك بها بعنف"، وحاصرها بساقيه، ثم بدأ بملامسة خصرها وبطنها وصدرها. وأضافت أن ديبارديو تلفظ بتعليقات فاحشة، قبل أن يتدخل حراسه الشخصيون لسحبه بعيداً، بينما كان يصرخ: "سنلتقي مجدداً، يا عزيزتي". أما المدعية الثانية، فاتهمت الممثل أيضاً بالعنف الجنسي.

وُجهت إلى ديبارديو الذي شارك في أكثر من 200 فيلم ومسلسل تلفزيوني اتهامات بسوء السلوك الجنسي من قبل نحو 20 امرأة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها قضية ضده أمام القضاء، لأن عدة قضايا أُغلقت بسبب تقادمها. والممثلة الفرنسية شارلوت أرنو أول من رفعت شكوى جنائية ضد ديبارديو عام 2018.

وينفي ديبارديو هذه التهم. وفي رسالة مفتوحة لصحيفة لو فيغارو نشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كتب: "لم أؤذِ أي امرأة قَطّ، لا الآن ولا في أي وقت مضى". وأضاف: "إلى محكمة الإعلام، إلى القرار التعسّفي بإعدامي، ليس لدي سوى أقوالي لأدافع عن نفسي".

وسانده نحو 60 فناناً فرنسياً شجبوا حينها ما وصفوه بـ"إعدام بلا محاكمة"، بينهم المخرج برتران بلييه والممثلات ناتالي باي وكارول بوكيه وشارلوت رامبلينغ، والممثلون جاك فيبر وبيار ريشار وجيرار دارمون، والمغنون روبرتو ألانيا وكارلا بروني وأرييل دومبال وجاك دوترون. كذلك دافعت عنه الممثلة الفرنسية كارول بوكيه التي كانت شريكة حياته لنحو عشر سنوات، وقالت في تصريحات إعلامية: "لا يمكن أن أكنّ أي حنان لشخص يتبين أنه وحش، لكنّ جيرار ليس كذلك"، وأقرّت بأن "جيرار يمكن أن يكون فظاً، والدعابة لديه يمكن أحياناً أن تكون قاسية، لكنه لا يستطيع إيذاء امرأة".