الدمار في ريف حلب الشمالي... قرى منكوبة ومبانٍ بلا أسقف

1 week ago 5
ARTICLE AD BOX

رغم سقوط نظام بشار الأسد، غير أن مناطق ريف حلب الشمالي، وتحديداً في بلدتي ماير ورتيان، ما زالت تعاني من الدمار، إذ تبدو القرى كأنها أطلال مهجورة بلا أسقف ولا مأوى، مما يجعل عودة النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية تواجه معوقات كثيرة. وتكشف لقطات جوية حديثة لـ"العربي الجديد" عن حجم الدمار الهائل الذي خلفه قصف قوات النظام السابق والمليشيات الموالية، إذ طاول التخريب الممنهج المنازل والبنية التحتية، ولم تسلم حتى أسقف البيوت، التي جُرِّدت من الحديد، في عمليات نهب منظم.

يقول محمد طحان، وهو من سكان بلدة رتيان لـ"العربي الجديد"، إن نسبة الدمار في البلدة تجاوزت 98%، مضيفاً: "لا يوجد منزل صالح للسكن، وكل ما لم يُدمّر بالكامل، تعرض للنهب". وأضاف: "الأهالي عاجزون عن الترميم، فلا قدرة على شراء البلوك أو الإسمنت".

من جهته، أوضح أسامة حاج خليل أن منزله مدمر بالكامل، ويحاول ترميم جزء صغير منه فقط لنصب خيمة تؤويه وعائلته، مضيفاً: "نعيش اليوم في الخيام، والقرية بلا كهرباء، ولا ماء، ولا حتى مستوصف أو مدرسة. كتل الإسمنت مدمرة كلياً، ولا يوجد حتى قضبان حديد فيها. والوضع يشبه غزة، دمار شامل ولا مقومات للحياة".

أما أحمد حاج خليل، الذي عاد من تركيا بعد تهجيره إليها عام 2014، فيؤكد أن بلدته تغيرت كلياً: "بيوتنا كانت واقفة، واليوم عدنا فوجدناها مدمرة بالكامل، حتى أشجار الزيتون قُطعت، لكن رغم كل شيء، فرحتنا بالرجوع كبيرة، وسنعيد بناء قريتنا بأيدينا". ويختتم محمود صاموع، وهو يقف أمام منزل أولاده الشهداء، قائلاً: "انظر كيف صار البيت... بيت أولادي الشهداء، لا نملك شيئاً لإصلاحه. لم يتركوا لنا حديداً ولا شجراً. النظام دمّر جزءاً، والشبيحة أكملوا الباقي ونهبوا كل شيء".

وأظهرت إحصاءات نشرها معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) في عام 2019 أن محافظة حلب هي الأكثر دماراً في سورية، بوجود 4773 مبنى مدمراً كلياً، و14680 مبنى مدمراً بشدة، و16269 مدمراً جزئياً، ليبلغ مجموع المباني المتضررة 35722.

وتعرضت قرى ريف حلب الشمالي لعدة حملات عسكرية من قوات النظام السوري خلال الأعوام السابقة، أدت إلى تدميرها وتهجير أهلها. وحتى يناير/ كانون الثاني الفائت، كان أكثر من 3.4 ملايين نازح داخلي يعيشون في شمال غرب سورية، بما في ذلك 1.95 مليون في 1500 مخيم وموقع نزوح آخر في محافظتي إدلب وحلب، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

Read Entire Article