ARTICLE AD BOX
انقلب الحال داخل نادي الزمالك خلال موسم 2024-2025 بشكل غير متوقع، بعدما كانت الطموحات كبيرة في البداية لتتبدل الأمور في الفترة الأخيرة، إذ لم يعد الفريق العريق يملك سوى فرصة الفوز ببطولة واحدة فقط، وهي كأس مصر، حينما يلتقي بيراميدز في المباراة النهائية يوم الخامس من شهر يونيو/ حزيران المقبل، فيما تبخرت أحلامه في الحفاظ على لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وفقد اللقب حين ودّع البطولة من الدور ربع النهائي، وغادر كأس رابطة الأندية من الدور الأول، وحلّ وصيفاً في كأس السوبر المصري، وهو في الوقت الحالي يحاول الحصول على تأشيرة اللعب في الكونفيدرالية بالدوري المحلي والبقاء ضمن فرق المربع الذهبي، في صدمة صعبة بالنسبة لجماهيره العريضة.
ويدفع نادي الزمالك الثمن باهظاً لمشاهد مؤسفة عرفها موسمه المخيب للآمال، الذي شهد حالة عدم استقرار فني واضحة، تمثلت أولى ملامحها في هروب المدير الفني "المستقيل من منصبه" البرتغالي جوزيه غوميز بعد تلقيه عرضاً للعمل في نادي الفتح السعودي، بداعي عدم حصوله على مستحقاته المالية بانتظام، وحصوله على عرض مالي أكبر، ليأتي السويسري كريستيان غروس، الذي سبق له التتويج في ولايته الأولى بالكونفيدرالية، ولكنه لم يستمر سوى عدة أسابيع، وجرت إقالته، وجاء بدلاً منه البرتغالي جوزيه بيسيرو، الذي أثارت تجربته أحزاناً كبيرة، بسبب إخفاقه في وضع الزمالك ضمن دائرة المنافسة على لقب بطل الدوري، وودع منافسات كأس الكونفيدرالية الأفريقية، ورفضت الجماهير بشكل كبير في المدرجات استمراره في منصبه، وهو بالفعل ما حصل، حين أقيل من منصبه قبل أيام.
ولم تتوقف مشاهد الزمالك الحزينة والدرامية في موسمه الكارثي عند هذا الحد من فشل في حصد الألقاب، أو إقالات واستقالات المدربين، وظهرت مشكلة، وهي فشله في الحفاظ على أهم لاعبيه في آخر ست سنوات وهدافه الأول وعدم التجديد له أو بيعه والاستفادة من المقابل المالي الضخم. وتسبب نجم الزمالك أحمد مصطفى زيزو في أزمة داخل النادي خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد اكتشاف اتفاقه مع نادي الأهلي على الانتقال في ختام الموسم الجاري، وصنع خسارة مالية ضخمة للفريق الأبيض، الذي رفض قبل أشهر بيعه إلى نادي نيوم السعودي مقابل ستة ملايين دولار أميركي (أي أكثر من 300 مليون جنيه)، وكان يراهن على التجديد له.
ودخل أحمد مصطفى زيزو في خلافات واسعة مع إدارة النادي، وانقطع أكثر من 20 يوماً عن التدريبات، وهو يطالب الآن بمستحقات مالية تتخطى 70 مليون جنيه، فيما يلجأ الزمالك بدوره لشكواه حالياً لتفعيل عقوبات مالية ضده وضد الأهلي، بسبب التعاقد معه من دون إخطار الزمالك رسمياً، ولتجنب المستحقات المتأخرة. ويمثل الإخفاق في تجديد عقد زيزو مع الزمالك مشهداً مؤسفاً، وخاصة أن رئيس النادي حسين لبيب أكد في تصريحات متلفزة سابقة له اعتباره زيزو أصلاً من أصول النادي. وعانى الزمالك أيضاً من هروب لاعبيه وتقديم شكاوى رسمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والبطل هذه المرة هو المحترف المعار منذ بداية الموسم من أحد السعودي البولندي كونراد ميشالاك. ويطالب كونراد الزمالك بغرامة مالية 700 ألف دولار تمثل مستحقاته المالية المتأخرة، بالإضافة إلى تعويض آخر، خاصة أنه لم يكن يحق له اللعب لنادٍ آخر بعد الزمالك، ومن قبله أحد في الموسم الجاري.
كما عانى فريق القلعة البيضاء من ملف فشل الصفقات الجديدة المنضمة للنادي في "ميركاتو" صيف 2024 وشتاء 2025، إذ يعتبر الزمالك أحد أكثر الأندية التي لم تستفد من الصفقات الجديدة التي استُقدمت لدعم صفوفه، مثل المهاجم الفلسطيني عمر فرج الذي جلس بديلاً في النصف الأول من الموسم ثم أعير إلى نادي ديغر فورس السويدي، أو المعار من إنبي محمد حمدي الذي تعرّض لأكثر من إصابة، وكذلك المحترف التونسي أحمد الجفالي الذي غاب طويلاً للإصابة عن المباريات منذ شرائه من المنستيري التونسي، وأيضاً الثنائي محمود جهاد وأحمد حسام اللذين جلسا بديلين، وأخيراً فشل تجربة الاستعانة بمحترفين تحت السن لاختفاء جيفرسون كوستا وسيدي ندياي عن الصورة في مباريات الزمالك الرسمية.
ولم تتوقف مشاكل الزمالك ودراما موسمه الكارثي عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل خسائر مالية ضخمة، بعدما تعرّض لأكبر موجة عقوبات دولية منذ مدة، وبدأت بإيقاف القيد لصالح النجم المغربي خالد بو طيب، الذي يحق له الحصول على مليونين و499 ألف دولار، ثم جاءت عقوبة المدير الفني السابق البرتغالي جايمي باتشيكو الضخمة، ووصلت إلى 880 ألف دولار، فيما يطالب لاعب الزمالك السابق إبراهيما نداي بنحو مليون و800 ألف دولار بعد رحيله عن النادي عام 2024. ودفع النادي عبر تسوية ودية 600 ألف دولار للمحترف البينيني سامسون أكينيولا، رأس الحربة، لفسخ العقد بالتراضي بين الطرفين بعد مفاوضات طويلة وشاقة، كان اللاعب يطالب فيها بالحصول على مليوني دولار.
وتسبب جزء من هذه الغرامات في تعرض الزمالك لعقوبة إيقاف القيد أكثر من مرة، وصلت إلى حد العقوبة الأخيرة، وتمثلت في إيقاف القيد ثلاث فترات انتقال بداعي عدم سداد مستحقات المدرب البرتغالي باتشيكو. وعانى الزمالك من تخبط إداري كبير، حيث جرى إلغاء الإشراف على الكرة من جانب مجلس الإدارة، وتحديداً الثلاثي حسين لبيب رئيس النادي، وعضوي المجلس أحمد سليمان وحسين السيد، وانتقلت إلى لجنة تخطيط تضم ثلاث شخصيات من خارج المجلس هي رئيس اتحاد الكرة السابق عمرو الجنايني ونجما الكرة السابقان حازم إمام وأحمد حسام ميدو، ولكن من دون بصمة حقيقية لإنقاذ الموقف.
