الشرع: محمد بن سلمان وعدني برفع العقوبات... وصدق

5 days ago 3
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">الرئيس أحمد الشرع موجها كلمته للشعب السوري (سانا)</p>

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده مرت بمرحلة مأسوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قُتل فيها الشعب وهُجر الناس وغُيبوا في سجون الظلام وارتفعت أصوات المعاناة عالياً، وهُدمت مقدرات الدولة ونُهبت بأيدي السراق القتلة وتحولت إلى بيئة طاردة ومنفرة لأهلها ولجيرانها وللمنطقة والعالم، ونُبذت وانزوت بعيداً من أشقائها وأبنائها وجيرانها.

وقال الشرع في كلمة تلفزيونية وجهها مساء اليوم الأربعاء للشعب السوري "باتت سوريا الحضارة غريبة عن تاريخها المشرف، وبعيدة من أصالتها وتأخرت عن مصاف الدول، لكن هناك في إدلب العز وفي ظل الثورة السورية المباركة كان يُبنى مستقبل سوريا الجديدة"، وفق وكالة الأنباء السورية.

وأضاف "تحررت البلاد وفرح العباد وفرح معهم أشقاؤنا في الدول المجاورة بل والعالم بأسره، وعادت روح الانتماء لشعبنا وظهر جلياً حرص الشعب على دولته الجديدة، وحرصت الدول الشقيقة وشعوبها على مشاركة السوريين فرحتهم، وبدأت نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد، غير أن بلادنا مكبلة بأعباء الماضي وآهاته".

إعلان دستوري

وفي كلمته، أوضح الرئيس السوري أنه "خلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية".

وأشار إلى الإعلان الدستوري وعقد المؤتمر الوطني وإلغاء القوانين الجائرة وتحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسساتي ووضع اليد على الخلل وطرق علاجها، وتزامن مع كل هذا جولات مكوكية للدبلوماسية السورية للتعريف بواقع سوريا الجديد.

وذكر "شاركت سوريا الجديدة في أهم المنتديات والمؤتمرات الدولية، ورفعت علمها في الأمم المتحدة، ونجحت في فتح أبواب مغلقة، ومهدت الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية".

وشدد على أن سوريا تلتزم تعزيز المناخ الاستثماري، مرحباً بجميع المستثمرين من أبناء الوطن والأشقاء العرب والأجانب. وأضاف "سوريا بعد اليوم لن تكون ساحة للصراع بين النفوذ، ولن نسمح بتقسيمها أو تفتيت شعبنا".

وعد الأمير محمد بن سلمان

تحدث الرئيس أحمد الشرع عن زيارته الرياض قبل أشهر عدة، قائلاً "التقيت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووعدني ببذل وسعه للسعي إلى إزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وعيون شعبه حباً كبيراً".

وزاد "ثم زرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وقف مع الشعب السوري وتحمل ودولته كثيراً خلال 14 عاماً، واستضاف فيها ملايين السوريين مع كل ما تحمله من أعباء. ورأيت أيضاً الحب والود والفرح والاستعداد التام لأن تقف سوريا على أقدامها، ثم زارني وزرت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجله التاريخ، ومنذ لحظة التحرير وهو يقف بجوارنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى في كلمته "ثم زرت رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي سارع بفتح أبواب الإمارات لإخوانه السوريين، وأبدى استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد. وكان أول من بارك لنا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطان عمان، ولا أنسى العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين وترحيبه الحار وموقف المملكة بالقضايا الساخنة".

وتابع "كذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رأيت بعينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقاء في اليمن السعيد، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات بين البلدين".

رفع العقوبات

وعن لقائه الرئيس الفرنسي، قال أحمد الشرع إن إيمانويل ماكرون أبدى استعداده مبكراً لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وسارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات.

وقال "أيها الشعب، لقد كانت وحدتكم وحبكم لبلدكم وتضحياتكم لأجلها، وإظهار فرحتكم بسوريا الجديدة والتفافكم حول قيادتها ذا أثر كبير في التأثير بالرأي العالمي. إن تفاعل الجاليات السورية في الخارج ومساهمتهم البناءة في المطالب برفع العقوبات كان له أثر كبير. أيها السوريون، إن تلاحم الشعب ووحدته بين الداخل والخارج وقربه من أشقائه وحسن جواره، هو رأس مال قوي".

وأكد أن "وحدة القرار والتوجه لا يخيبها الله، فقد صدق الأمير محمد بن سلمان بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الشيخ تميم بوفائه، وصدق الشيخ محمد بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعاً بمشاعرهم، واستجاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لكل هذا الحب فكان قرار رفع العقوبات تاريخياً شجاعاً. أيها السوريون، إن الطريق لا يزال أمامنا طويلاً، فاليوم بدأ العمل الجاد وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معاً نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل".

ترمب وحديث التطبيع

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال اليوم إن نظيره السوري أحمد الشرع أبدى تجاوباً حيال مسألة التطبيع مع إسرائيل عقب لقاء بينهما داخل الرياض، هو الأول من نوعه بين البلدين منذ 25 عاماً، حضره ولي العهد السعودي وشارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت.

وأردف ترمب لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية إلى الدوحة "قلت له، أي الشرع، آمل أن تنضموا إلى اتفاقات أبراهام بمجرد أن تستقر الأمور فقال نعم، لكن أمامهم كثير من العمل"، فيما لم تأت البيانات الصادرة عن السلطات السورية على أي ذكر لمسألة التطبيع.

وذكر الرئيس الأميركي "أبلغنا إسرائيل برفع العقوبات عن سوريا وأوضحنا لها سبب القرار".

وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على لقاء ترمب-الشرع في الرياض بالقول إنه "من قلب الشرق الأوسط أميركا منحت سوريا فرصة حقيقية".

ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية أميركا وتركيا وسوريا غداً الخميس إسقاط عقوبات واشنطن عن دمشق.

subtitle: 
وصف قرار ترمب في الرياض بـ"التاريخي والشجاع" وتعهد توفير مناخ ملائم للاستثمار داخل سوريا
publication date: 
الأربعاء, مايو 14, 2025 - 23:15
Read Entire Article