الصين قلقة من الشراكات الأمنية والمناورات العسكرية في محيطها

1 week ago 8
ARTICLE AD BOX

تسارعت وتيرة الشراكات الأمنية في محيط الصين خلال الأشهر الأخيرة، وزادت كثافتها مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، مما أثار مخاوف لدى بكين بشأن تداعيات هذه الأنشطة وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة. في تعليقها على ذلك، حذرت وسائل إعلام صينية، أمس الأحد، من الشراكات الأمنية المتعددة في الجوار، لافتة في هذا السياق إلى الاتفاقية العسكرية المبرمة حديثاً بين الفيليبين ونيوزيلندا. واعتبرت أنها تعكس تعميق التعاون الدفاعي بين الديمقراطيات ذات التفكير المماثل، وتضع ويلينغتون في موقف أكثر نشاطاً في أمن جنوب شرقي آسيا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل أيضا تحولاً متشدداً من المرجح أن يؤدي إلى توتر العلاقات مع الصين. وتُمهّد اتفاقية وضع القوات الزائرة، المُوقّعة في مانيلا في 30 إبريل/نيسان الماضي، الطريق لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين. ووضع وزير الدفاع الفيليبيني جيلبرتو تيودورو الابن ونظيرته النيوزيلندية جوديث كولينز، اللمسات الأخيرة على الاتفاقية في حفل أشرف عليه الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن. وتُعد هذه الاتفاقية جزءاً من مسعى أوسع نطاقاً من مانيلا لتعزيز شراكاتها الأمنية، في ظل التوترات المستمرة مع بكين في بحر الصين الجنوبي.


لي تشونغ: الصين منخرطة في مناورات عسكرية مشتركة مع جيرانها

شراكات عسكرية فيليبينية

إضافة إلى ذلك، هناك ترتيبات مماثلة قائمة بالفعل مع الولايات المتحدة وأستراليا، كما اختُتمت محادثات بشأن اتفاقية دفاعية مع كندا. وقال ماركوس الابن خلال حفل التوقيع: أصبحت هذه الشراكات مهمة للغاية في مواجهة كل ما يحدث، في إشارة إلى الصدام مع بكين في بحر الصين الجنوبي. وفي الأثناء يبحث البرلمان الياباني مذكرة أمنية مع الفيليبين، وهي اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخباراتية، من المتوقع أن تعمل على تعزيز المراقبة الإقليمية لأنشطة بكين في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان. وقد صُممت الاتفاقية للسماح بتبادل محمي وواسع للمعلومات العسكرية السرية وتقنيات الدفاع بين حليفي الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن ومانيلا قد اختتمتا الجمعة الماضي، مناورات "باليكاتان" المشتركة السنوية بين جيشي البلدين في الفيليبين، والتي شارك فيها خمسة آلاف جندي فيليبيني وتسعة آلاف فرد أميركي، وشهدت نشر الجيش الأميركي نظامه الصاروخي المضاد للسفن، المعروف باسم نظام اعتراض السفن الاستكشافي البحري (NMESIS)، في مضيق لوزون، شمالي الفيليبين، كجزء من التدريبات، مسجلاً بذلك أول انتشار له على الإطلاق في المنطقة. وقبل ذلك، كان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، قد تعهد خلال جولته الآسيوية الأولى في إبريل الماضي، بنشر قدرات متقدمة إضافية لمساعدة الفيليبين في صدّ الصين، كما وصف اليابان بأنها شريك لا غنى عنه في ردع "العدوان العسكري الشيوعي الصيني". وخلال جولته التي شملت طوكيو ومانيلا وغوام وهاواي، شدّد هيغسيث على الحاجة إلى إعادة إرساء الردع ضد بكين في بحري الصين الشرقي والجنوبي، المتنازع عليهما، وبالقرب من جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

في تعليقه على زيادة وتيرة الأنشطة العسكرية في المنطقة، قال الباحث في الشؤون الدولية لي تشونغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الصين تدرك أبعاد هذه التحركات والغاية منها، لذلك تعمل بالتعاون مع الحلفاء الآسيويين على تشكيل جبهة مضادة تقوم على أساس المصالح الأمنية المشتركة، من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي والاتصالات مع هذه الدول التي تعارض بطبيعة الحال وبشكل مشترك الهيمنة والأحادية والحمائية. وأضاف: لقد لاحظنا أخيراً دخول دول تُعتبر حليفة لواشنطن على خط الشراكة والتعاون مع الصين، مثل كوريا الجنوبية واليابان، حيث عُقدت لأول مرة منذ عامين قمة وزارية ثلاثية في مارس/آذار الماضي بطوكيو، وقد ناقشت القمة التحديات الحالية في ظل السياسات العقابية والانتهازية التي تنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة.


نشر الأميركيون نظام اعتراض السفن في الفيليبين

الصين مستعدة لكل الاحتمالات

ولفت لي تشونغ، إلى أن الصين مستعدة لكل الاحتمالات، وبموازاة الحراك الدبلوماسي في المنطقة والذي برز من خلال جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى فيتنام وماليزيا وكمبوديا في إبريل الماضي، فإن بكين ماضية في تطوير وتحديث ترسانتها العسكرية، بما يتواءم مع التحديات والتهديدات الراهنة، وهي أيضاً منخرطة في مناورات عسكرية مشتركة مع جيرانها، سواء في محيطها الإقليمي أو في أعالي البحار، إلى جانب تدريباتها العسكرية الروتينية في مضيق تايوان، والتي تشارك فيها القوات البحرية والجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني بصورة مشتركة. وأضاف أن ذلك يعزز من قوة الردع، ويحمل رسائل مهمة للعناصر الانفصالية في الجزيرة (تايوان)، ولكل قوة تحاول الاستقواء بالولايات المتحدة. وأشار لي تشونغ إلى أن "بكين لطالما اتهمت واشنطن بدعم الحلفاء في منطقة جنوب شرقي آسيا لتقويض الاستقرار الإقليمي، وأنها تستغل المناورات العسكرية المشتركة لنشر المزيد من الأنظمة الصاروخية في محيط الصين"، موضحاً أنه "في إبريل 2024، استغلت الولايات المتحدة التدريبات العسكرية المشتركة لشحن نظام تايفون إلى الفيليبين، واستمرت في الاحتفاظ به هناك لفترة طويلة بعد انتهاء التدريبات، وأنه من خلال نشر نوعين من أنظمة الصواريخ، أنشأ الجيش الأميركي شبكة هجوم شاملة طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، بمدى أقصى يبلغ 1800 كيلومتر، تغطي المناطق الساحلية الجنوبية الشرقية للصين، ومضيق تايوان، وقناة باشي، وشمال بحر الصين الجنوبي".

Read Entire Article