ARTICLE AD BOX
سوزان طاهر / بغداد
رغم ما وُصف بالتقارب الكبير بين الحزبين الكرديين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم تُفضِ اللقاءات السياسية الأخيرة إلى إعادة إحياء «التحالف الكردستاني» للمشاركة بقائمة موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وعُقدت أولى جولات التفاوض بين الحزبين في 17 نيسان الجاري، وجمعت هوشيار زيباري عن «الديمقراطي» وقوباد طالباني عن «الاتحاد الوطني»، بهدف وضع أسس تشكيل الحكومة العاشرة في إقليم كردستان. ورغم الاجتماعات المتعددة، لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق نهائي منذ انتخابات تشرين الأول 2024، ولا تزال حكومة مسرور بارزاني ونائبه قوباد طالباني تمارس مهامها بصيغة الأمر الواقع.
المشاركة بقوائم منفصلة
وأكد الاتحاد الوطني الكردستاني قراره خوض الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة بقائمة مستقلة، بعد تكهنات متكررة بإمكانية تحالفه مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقال المتحدث باسم الاتحاد، سعدي أحمد بيره، في تصريحات صحفية، إن «الحزب سيشارك في الانتخابات بعيدًا عن الديمقراطي الكردستاني، ضمن قائمة منفصلة».
وفي الوقت ذاته، تشهد قوى المعارضة الكردية نشاطًا ملحوظًا، حيث تجري «جماعة العدل الكردستانية»، و«الاتحاد الإسلامي الكردستاني»، و«جبهة الشعب» مشاورات لتأسيس ائتلاف انتخابي موحّد. ووفقًا لمصادر سياسية، فقد أبدى كل من «حراك الجيل الجديد» و«تيار الموقف الوطني» موافقة أولية على الانضمام إلى هذا التحالف المنتظر.
أسباب فشل التحالف
وحول أسباب عدم التوصل إلى اتفاق موحد، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، إن حزبه قرر خوض الانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة تشمل مناطق الإقليم والمناطق المتنازع عليها. وأوضح في تصريح لـ(المدى)، أن «الأمل كان معقودًا على تشكيل قائمة كردية موحدة، إلا أن المعارضة الكردية شكّلت تحالفًا خاصًا بها ورفضت الانضمام إلى التحالف الكردستاني».
وأضاف أن «الخلافات المستمرة مع الحزب الديمقراطي، لا سيما بشأن الوضع الداخلي في الإقليم، حالت دون تحقيق اتفاق شامل»، معتبرًا أن فرص تشكيل تحالف كردي بعد الانتخابات تبقى مستبعدة بسبب ما وصفه بـ«الخلافات العميقة».
ولم تطرأ تغييرات جوهرية على خريطة التحالفات السياسية في الإقليم خلال الدورات الانتخابية السابقة، رغم ظهور حركات وأحزاب جديدة. إذ احتكر الحزبان الرئيسان، الديمقراطي والاتحاد الوطني، المشهد السياسي عبر تحالف ستراتيجي دام لسنوات، قبل أن تنضم إليهما حركة التغيير في حكومة 2018.
أما في الدورة الانتخابية الأخيرة، فقد تشتت التحالف الكردستاني في بغداد إلى محورين؛ أحدهما انخرط ضمن «الإطار التنسيقي»، والآخر ضمن «التحالف الثلاثي» إلى جانب التيار الصدري ورئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.
إمكانية تحالف لاحق
من جهته، أشار عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيرزاد حسين، إلى أن «الأرضية كانت مهيأة لتشكيل تحالف انتخابي كردي موحد، لكن بعض النقاط الخلافية حالت دون الوصول إلى اتفاق نهائي».
وقال حسين في حديثه لـ(المدى) إن «باب التفاهم لا يزال مفتوحًا، وقد يُعاد تشكيل التحالف الكردستاني بعد الانتخابات». وأرجع سبب الفشل إلى «مطالب الاتحاد الوطني التعجيزية، وعدم الاتفاق على رئاسة القوائم في المناطق المتنازع عليها، إضافة إلى عدم اعتماد معيار واضح لتوزيع عدد المقاعد».
نتائج الانتخابات الأخيرة
وفي انتخابات برلمان كردستان التي جرت في 20 تشرين الأول من العام الماضي، حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 39 مقعدًا، مقابل 23 مقعدًا للاتحاد الوطني، و15 مقعدًا لحراك الجيل الجديد. كما حصل الاتحاد الإسلامي على 7 مقاعد، وتيار الموقف الوطني على 4 مقاعد، فيما نالت جماعة العدل الإسلامية 3 مقاعد، وجبهة الشعب مقعدين، وحركة التغيير مقعدًا واحدًا، وتحالف كردستان مقعدًا واحدًا أيضًا. أما المكونات الأخرى فقد حصلت على 5 مقاعد. وتبقى أبرز نقاط الخلاف بين الحزبين الكرديين متعلقة بمنصب رئاسة الجمهورية والمناصب الاتحادية المخصصة للكرد في بغداد، حيث أدّت هذه الخلافات إلى ظهور أكثر من مرشح كردي لمنصب الرئيس.
أزمة رؤساء القوائم
وفي السياق ذاته، أشار الباحث السياسي نوزاد لطيف إلى أن «العائق الأبرز أمام تشكيل التحالف الكردستاني هو عدم الاتفاق على رئاسة القوائم في المناطق المتنازع عليها، وعدد المرشحين لكل حزب».
وأوضح في تصريح لـ(المدى) أن «الطرفين ظنّا أن بقية المكونات ستدخل الانتخابات بقوائم موحدة، ما عجّل في مفاوضاتهما، لكن التغيرات الحاصلة دفعتهما إلى اتخاذ قرار المشاركة بقوائم منفردة في كل من كردستان والمناطق المتنازع عليها».
وأضاف أن «الذهاب بقوائم متعددة سيؤدي إلى ضياع آلاف الأصوات الكردية، لا سيما في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 من الدستور».
The post الكرد يخوضون الانتخابات بقوائم منفردة بعد فشل جهود إحياء التحالف الكردستاني appeared first on جريدة المدى.