ARTICLE AD BOX
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن وزارة الاقتصاد الإسبانية، عن تنامي الاعتماد الإسباني على واردات التوت الأزرق (البلوبري) من المغرب بشكل ملحوظ.
فخلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، استوردت إسبانيا 7.180 طن من هذه الفاكهة من المملكة المغربية، وهو ما يمثل حوالي 22.7% من إجمالي الكمية التي استوردتها إسبانيا طيلة عام 2024 بأكمله، مما يعكس اتجاهًا متزايدًا نحو الاعتماد على الإمدادات المغربية.
يأتي هذا الارتفاع السريع في سياق تعزيز المغرب لهيمنته المتنامية على سوق التوت الأحمر، مدعومًا بقدرات إنتاجية متزايدة وموقع لوجستي استراتيجي يمنحه تفوقًا في فترة التصدير الحاسمة التي تمتد بين نهاية الموسم في أمريكا الجنوبية وبداية الإنتاج الأوروبي.
وتعتبر هذه الفترة حيوية للغاية بالنسبة لأسواق رئيسية مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول الخليج العربي.
وتشير التقديرات إلى أن ذروة إنتاج وتصدير التوت المغربي تكون خلال شهري مارس وأبريل، مما يرجح ارتفاع قيمة الفاتورة الإسبانية لواردات هذه الفاكهة من المغرب بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة.
ويؤكد هذا التوقع أن 69% من إجمالي واردات إسبانيا من التوت الأزرق في بداية عام 2025 كانت قادمة من المغرب وحده.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن قطاع إنتاج التوت في المغرب يستعد لتحقيق “موسم استثنائي” على صعيد الصادرات، مع توقعات بنمو سنوي يقارب 20%، وذلك على الرغم من التحديات التي تواجهه، وعلى رأسها ندرة اليد العاملة والضغط على البنية التحتية المينائية.
وعلى الجانب الإسباني، يتصاعد القلق بين المزارعين المحليين، خاصة في إقليم هويلفا الذي يمثل 97% من إنتاج التوت الإسباني.
وقد عبر هؤلاء المزارعون عن تخوفهم المتزايد من فقدان قدرتهم التنافسية أمام المنتجات المغربية القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي، والتي يرون أنها تستفيد من ظروف إنتاج وتصدير أقل صرامة من تلك المفروضة عليهم.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي صادرات التوت الإسباني قد حقق في العام الماضي مداخيل تقدر بنحو 555 مليون يورو. إلا أن هذا “الزحف المغربي” المتزايد، والمدعوم بتكاليف إنتاج منخفضة وتوسع زراعي سريع، أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لحصة إسبانيا في هذا السوق ذي القيمة العالية.