الملتقى الاعلامي العربي في الكويت: ‏‎ ‎من يُحسِن استخدام الذكاء الاصطناعي ‏سيتفوّق

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

الكويت - موناليزا فريحة


 

اكتسبت الدورة العشرين للملتقى الاعلامي العربي الذي انعقد في الكويت ميزة ‏خاصة لتزامنها مع اختيار الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025، فاحتفى ‏الاعلاميون العرب بالارث الثقافي والاعلامي الغني لهذه الدولة، مع إسهابهم في ‏مناقشة شؤون المهنة وشجونها‎.‎


ولم تغب ﺗﺤﺪﯾﺎت اﻹﻋﻼم عن الملتقى وخصوصاً "ﻓﻲ ظﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ‏واﻟﺘﺤﻮل اﻟﺮﻗﻤﻲ". وشهدت الجلسات نقاشات حادة في شأن دور الذكاء الاصطناعي ‏في غرف الأخبار وصناعة المحتوى، وانقسم المتحدثون بين مدافع عن هذا ‏‏"الصديق" الجديد للإعلاميين وبين من اعتبره "مضلّلاً" ومعادياً للابتكار‎"‎‏.‏


وفي خطوة لافتة، خصص الملتقى حيزاً مهماً لصناع المحتوى الشباب الذين ‏عرضوا تجاربهم المنوعة، ونجحوا أحياناً في استفزاز "الحرس القديم". ‏


وعلى مدى أكثر من عشر جلسات جلسة فيها نحو خمسين متحدثاً، بدا واضحاً أن ‏صناع المحتوى يتقدمون بثبات لتكريس مكانهم في المشهد الاعلامي الجديد، وأن ‏بعض الاعلام التقليدي بات متفتحاً على "محتواهم" من خلال الشراكات التي تعود ‏بالفائدة على الجانبين. ومع ذلك، ارتفعت في الجلسات أصوات تنتقد الـ"4 مليار ‏صحافي" على وجه الأرض والمحتوى "التافه". وبرز إجماع على ضرورة وضع ‏تشريعات اعلامية لتنظيم المشهد الفوضوي الذي بات ينذر بمضاعفات خطيرة على ‏المجتمعات‎.‎


السجال الأكبر كان حول الذكاء الاصطناعي، وإن يكن لم يعد يقتصر على ما اذا ‏كان هذا "الساحر" سيأخذ مكان الاعلامي في غرفة الأخبار أو وراء الشاشة‎.‎


بعد الاختراق الصاروخي الذي حققه "تشات جي بي تي" بين البشر في وقت ‏قياسي ودخوله القوي الى قطاعات عدة، بدأ الذعر الذي ساد أوساط الصحافيين ‏الذين رأوا فيه منافساً قوياً، ينحسر‎. ‎


وهذا التحول انعكس في الملتقى عندما أصر متحدثون، بمن فيهم وزير الاعلام ‏البحريني على أن التحدي الأكبر يكمن في التحول في الوظائف، لا استبدالها. ‏وذهب الى القول إن استبدال الوظائف سيكبد الاقتصادات خسائر كبيرة، لذا فإن ‏الحل يكمن في تحويلها‎.‎


حل الذكاء الاصطناعي في الكثير من غرف أخبار المؤسسات الاعلامية، وصار ‏‏"صديقا" وفياً لكثير من الاعلاميين، وهو ما أقر به إعلاميون كبار في الملتقى‎. ‎


وبلهجة صارمة، حاول أستاذ العلوم في كلية التربية الأساسية في الكويت محمد ربيع ‏العنزي حسم الجدل قائلاً إن "الفرد أو المؤسسة أو الدولة التي ستحسن استخدام ‏الذكاء الاصطناعي ستتفوق على الجميع".‏

 

التحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تشهدها دول الخليج تحتم اعلاماً ‏عصرياً يواكب التحولات الكبيرة ويستطيع نقل الصورة الحقيقية وكسر الصور ‏النمطية التي كانت سائدة عن تلك المجتمعات‎.  ‎


ولعل اختيار الامارات ضيف شرف الملتقى ينسجم تماماً مع شكل الاعلام الجديد، ‏نظراً الى ادماج الدولة التقنيات الحديثة في مؤسساتها وصولاً أخيراً الى ادراج ‏الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية في المدارس‎.‎


 

مشاركون في الملتقى الاعلامي العربي في الكويت (النهار)‏

 

 

ووسط هواجس على أمن المعلومات والامان الشخصي في ظل ثورة الذكاء ‏الاصطناعي، طمأن رئيس الامن السيبراني لحكومة الامارات محمد الكويتي في ‏مداخلته إلى أن البنى التحتية للخدمات الذكية في الإمارات، وهي من أوائل الدول ‏في استخدام الذكاء الاصطناعي، محصنة، ولا يتم نشر أي خدمات جديدة ‏واستخدامها الا بعد التأكد من سلامتها. وذهب إلى القول إن  "هدفنا الاستباقية للتنبؤ ‏بالهجمات المحتملة".‏


‎ ‎واستأثر تنظيم المشهد الاعلامي الجديد بحيز مهم من المداخلات. ودعا وزير ‏الاعلام اللبناني بول مرقص الى تأسيس مرصد عربي لأخلاقيات الإعلام ‏الرقمي، يواكب التحولات، ويرصد الانتهاكات، ويقترح أطرًا مرنة لتنظيم العمل ‏الإعلامي الجديد، بعيدًا عن الرقابة التقليدية، وبما يحمي الحريات والحقوق‎.‎


وزير الاعلام الكويتي عبد الرحمن المطيري وفي مداخلة سريعة لـ"النهار" أقر ‏بالتحديات التي تواجه الاعلام الا أنه بدا متفائلاً أيضاً بالفرص المتاحة والتي يمكن ‏استثمارها والافادة منها من خلال استراتيجات وخطط تواكب التكنولوجيات ‏الجديدة‎.‎

Read Entire Article