ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">تهدف المحادثات الأميركية - الإيرانية إلى التوصل لاتفاق جديد يحول دون تمكين طهران من تطوير أسلحة نووية (رويترز)</p>
تستأنف الولايات المتحدة وإيران غداً الأحد المحادثات بينهما في شأن ملف طهران النووي وتعقدان جولة رابعة في سلطنة عمان قبل أيام من زيارة إقليمية يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت أنه إذا كان هدف الولايات المتحدة من المحادثات مع إيران هو حرمانها من "حقوقها النووية" فإن طهران لن تتنازل أبداً عن تلك الحقوق.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي قوله من العاصمة القطرية الدوحة إنه "في محادثاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة، تشدد إيران على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعلن بوضوح أنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية"، وأضاف أن "إيران تواصل المفاوضات بحسن نية، وإذا كان هدف هذه المحادثات ضمان عدم امتلاك أسلحة نووية، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق. أما إذا كان الهدف تقييد حقوق إيران النووية، فإن إيران لن تتراجع أبداً عن حقوقها".
اليورانيوم خط أحمر
في المقابل شدد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على أن تخصيب اليورانيوم "خط أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وذلك قبيل جولة جديدة من المحادثات مع إيران حول ملفها النووي غداً الأحد.
ويعقد الطرفان في سلطنة عمان غداً جولة رابعة من المحادثات تهدف للتوصل إلى اتفاق في شأن الأنشطة النووية لإيران، مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.
وتأتي الجولة التي يتوقع أن يقودها، كسابقاتها، ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل زيارة ترمب إلى الشرق الأوسط ترمب الذي كان حذر من قصف إيران في حال فشل المحادثات.
وسبق لويتكوف أن لمح إلى مرونة أميركية في شأن مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مخصصة حصراً للاستخدامات المدنية السلمية.
لكن في مقابلة مع موقع "بريتبارت" الاخباري الأميركي اليميني أمس الجمعة، اعتمد ويتكوف لهجة حازمة بقوله إن "برنامجاً للتخصيب لا يمكن أن يكون قائماً في دولة إيران مجدداً".
وتابع "هذا هو خطنا الأحمر. لا تخصيب"، موضحاً أن "هذا يعني التفكيك، ويعني عدم التسليح، ويعني أن نطنز وفوردو وأصفهان، وهي منشآت التخصيب الثلاث (في إيران)، يجب تفكيكها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت إيران والولايات المتحدة اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1980، محادثات خلال الـ12 من أبريل (نيسان) الماضي حول البرنامج النووي، بوساطة عمانية.
وفي بيان منفصل الجمعة قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إنه بعد التنسيق مع كل من إيران والولايات المتحدة، من المقرر أن تعقد الجولة الرابعة من المفاوضات الأحد في مسقط.
وعقدت ثلاث جولات استضافت مسقط اثنتين منها، بينما أقيمت ثالثتها داخل مقر للبعثة الدبلوماسية العمانية في روما. وكانت الجولة الرابعة مقررة في الثالث من مايو (أيار) الجاري في العاصمة الإيطالية، وأرجئت "لأسباب لوجيستية"، وفق عمان.
ورداً على سؤال الأربعاء الماضي حول إمكانية احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، قال ترمب إن هذه المسألة تبقى مفتوحة.
وفي المقابل، أدلى مسؤولون ضمن إدارته بمواقف متباينة في هذا الشأن.
أما وزير الخارجية ماركو روبيو فيشدد على ضرورة تخلي إيران عن كل أنشطة التخصيب، حتى إن كانت لغايات مدنية.
ترمب هدد بالقصف
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الجمعة إن بلاده وافقت على عقد جولة رابعة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة غداً الأحد في سلطنة عمان، مضيفاً أن المفاوضات تمضي قدماً.
وكان ترمب، الذي سحب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، هدد بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إدارته لحل النزاع طويل الأمد.
وأشار مصدر في واشنطن مطلع على سير المحادثات إلى أنه "كما في السابق، نتوقع عقد مناقشات مباشرة وغير مباشرة"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقول الدول الغربية إن البرنامج النووي الإيراني يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية في حين تصر إيران على أنه مخصص لأغراض مدنية بحتة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن عراقجي قوله "المفاوضات تحرز تقدماً. وبطبيعة الحال، كلما تقدمنا، زادت الحاجة إلى مزيد من المشاورات والمراجعات".
وأضاف "يحتاج الوفدان إلى مزيد من الوقت لدراسة القضايا المطروحة، لكن المهم هو أننا نمضي قدماً وندخل تدريجاً في التفاصيل".
تفكيك منشآت التخصيب
وقال ويتكوف في تصريحات صحافية لموقع "بريتبارت نيوز" إن الإيرانيين أقروا بأنهم لا يريدون سلاحاً نووياً، وإن واشنطن "ستصدقهم" في هذه النقطة.
ومضى يقول "إذا كان هذا هو شعورهم، فيجب تفكيك منشآت التخصيب الخاصة بهم. لا يمكنهم امتلاك أجهزة طرد مركزي. عليهم تخفيض نسبة مزج كل ما لديهم من وقود وإرساله إلى مكان بعيد، وعليهم التحول إلى برنامج مدني إذا أرادوا إدارة برنامج مدني".
وقال عراقجي إن زيارته المقررة إلى السعودية وقطر اليوم السبت تأتي في إطار "المشاورات المستمرة" مع الدول المجاورة لمعالجة الاهتمامات المشتركة في ما يتعلق بالملف النووي.
المحادثات تمضي على "المسار الصحيح"
بدأت إيران والولايات المتحدة اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ 1980 محادثات في الـ12 من أبريل (نيسان) حول البرنامج النووي الإيراني.
وتهدف المحادثات الأميركية - الإيرانية إلى التوصل لاتفاق جديد يحول دون تمكين إيران من تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات التي تشل اقتصادها.
ورأى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الأربعاء أن المحادثات مع إيران تمضي على "المسار الصحيح".
وقال فانس "لا نكترث إذا كان الناس يريدون الحصول على الطاقة النووية. لا مشكلة لدينا بذلك، لكن لا يمكنك أن تمتلك برنامجاً لتخصيب اليورانيوم يتيح لك الحصول على السلاح النووي، هنا نرسم الحد الفاصل".
التوتر منذ الانسحاب من الاتفاق
وتصاعد التوتر في شأن البرنامج النووي الإيراني منذ أن سحب ترمب في 2018 الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015 وأعاد فرض عقوبات عليها.
ونص الاتفاق على تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وبقيت طهران ملتزمة الاتفاق لعام بعد الانسحاب الأميركي، قبل أن تبدأ بالتراجع عنه تدريجاً.
ويجيز الاتفاق الذي تنتهي مدته في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، أي بعد 10 سنوات من دخوله حيز التنفيذ، إعادة فرض العقوبات الدولية في حال عدم إيفاء إيران بالتزاماتها.
وحدد الاتفاق سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة، إلا أن طهران تخصب عند مستوى 60 في المئة، غير البعيد من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وأفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أواخر فبراير (شباط) الماضي، بأن إيران زادت بطريقة "مقلقة للغاية" مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض أعاد ترمب فرض سياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها خلال ولايته الأولى والقاضية بفرض عقوبات على إيران. ولوَّح ترمب بقصف إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها.