ARTICLE AD BOX
أقفلت صناديق الاقتراع، مساء اليوم الأحد، في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، بعد يوم انتخابي طويل خُصّص لإتمام الاستحقاق البلدي والاختياري، المؤجل منذ ثلاث سنوات. وقد سُجلت نسب اقتراع متدنية، مقارنة بتلك التي أُحصيت في انتخابات عام 2016، بحسب الأرقام الأولية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية.
وتوزعت نسب المشاركة على الشكل الآتي: بيروت 21.03%، بعلبك الهرمل 46.67%، البقاع 43.79%. أما بحسب الأقضية، فسُجلت النسب التالية: راشيا 37.02% (مقابل 43.5% عام 2016)، الهرمل 35.70% (45%)، البقاع الغربي 42.91% (42%)، زحلة 46.06% (52.6%)، بعلبك 48.61% (62%)، بينما بلغت في بيروت 21.03% مقارنة بـ20.14% في الدورة السابقة.
ولم تخلُ العملية الانتخابية من تسجيل العديد من الشكاوى والمخالفات والخروقات والإشكالات الأمنية، ولا سيما في البلدات والقرى التي تشهد معركة سياسية وحزبية وطائفية. وقد بلغ مجموع المراجعات إلى وزارة الداخلية نحو 398، معظمها ذات طابع إداري. وبدءًا من بيروت، سُجِّل في ساعات الصباح إقبالٌ ضعيف جدًّا على صناديق الاقتراع، قبل أن يرتفع بعد الظهر ليصل إلى عتبة العشرين في المائة، خصوصًا أن هناك بعض حالات الامتعاض الشعبي من تركيبة اللوائح، ولا سيما تلك الجامعة لأحزاب السلطة، التي رفعت مستوى خطابها الطائفي التجييشي للعب على وتر المناصفة المسيحية الإسلامية بأسلوب يُعتمد لكسب الأصوات والتحذير من إقصاء أي مكوّن، تحديدًا بعد تجربة طرابلس شمالي لبنان.
وقد عبّر العديد من الناخبين المؤيدين لتيار المستقبل (يرأسه سعد الحريري) عن انزعاجهم ممّا يحصل، وكيف تحالف الأضداد معًا في لائحة واحدة، وصمّم بعضهم، رغم انكفاء التيار عن المشاركة في الانتخابات، على خوض العملية، والتصويت للوائح ضد أحزاب السلطة، ما يبقيهم لاعبًا أساسيًّا في خريطة النتائج. وقد سُجّل إشكال بين مناصرين لحزب الله وتيار المستقبل في محيط مدرسة خديجة الكبرى، لكن سرعان ما جرى احتواؤه.
وفي البقاع، كانت أشدّ المعارك على مستوى مدينة زحلة، التي يخوض فيها حزب القوات اللبنانية (برئاسة سمير جعجع) الانتخابات بوجه لائحة مدعومة من الأحزاب بتلاوينها وأضدادها. وقد سعى مناصروه طوال عملية الانتخاب إلى التحذير من تغيير هوية زحلة، وذلك لقطع الطريق أمام وصول حزب الله، مع اتهامه بدفع الرشاوى للناخبين. وقد سُجلت إشكالات بين مناصرين لحزب الله والقوات في حوش الأمراء، ما دفع الجيش اللبناني إلى تكثيف انتشاره.
وفي محافظة بعلبك الهرمل، تتجه الأنظار إلى مدينة بعلبك، خصوصًا أن المعركة طاحنة بين حزب الله وحركة أمل بوجه مجموعة من المعارضين المستقلّين والمدنيين، الذين يسعون إلى كسر هيمنة الثنائي على المجلس البلدي، علمًا أنه بحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن الأرقام الأولية بعد بدء فرز الأصوات تصبّ لصالح لائحة الثنائي. وواجهت لائحة المعارضة "بعلبك مدينتي" العديد من التحديات والمشاكل مع بدء عملية الاقتراع، أبرزها كان اختفاء تصاريح عدد من المندوبين التابعين لها، وقد فُقِد الاتصال بأحد أعضاء الماكينة الانتخابية، قبل أن يجري إلقاء القبض عليه، ليتضح بحسب المعلومات أنه يعمل لصالح لائحة الثنائي.
كذلك، أُفيد عن سقوط إصابات من جراء إشكال كبير وقع بين ناخبين مناصرين لحزب القوات اللبنانية وآخرين لحزب الله في القدّام – قضاء بعلبك. وجال وزير الداخلية أحمد الحجار اليوم على بعض مراكز الاقتراع، وقد شملت جولته البقاع وبعلبك الهرمل، خصوصًا بعد إشكالات سُجلت عشية الانتخابات، أبرزها توقيف جهاز أمن الدولة قائمقام بعلبك الهرمل طلال قطايا على خلفية اختفاء دفاتر تصاريح للمندوبين، وذلك في وقت يحرص الحجار على الإشراف على عمليات الفرز أيضًا للحؤول دون تكرار تجربة طرابلس من فوضى ومخالفات وتأخّر في صدور النتائج.
مخالفات وإشكالات أمنية
ورصدت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "لادي"، العديد من المشكلات اللوجستية، والمخالفات، خصوصًا لجهة التأخير في افتتاح بعض الأقلام، وكذلك النقص في مستلزماتها، في الكثير من مراكز الاقتراع، فضلًا عن عدم تجهيزها للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب الدعاية المكثفة وخرق الصمت الانتخابي، ولا سيما طلب تصريحات من المرشحين والسياسيين، ونقل تصريحاتهم أمام مراكز الاقتراع، التي لم تخلُ من الدعاية الانتخابية، سواء بصورة مباشرة لبعض اللوائح، أو بصورة مبطنة، من خلال تأكيد عدم التشطيب أو الحفاظ على التنوّع والمناصفة في بيروت مثلًا، وهو ما يشكّل نوعًا من الضغط على الناخبين.
ورصد مراقبو "لادي" مثلًا قيام أحد مندوبي لائحة "لأجل عرسال" بتسليم أحد الناخبين ورقة الاقتراع أثناء وجوده خلف المعزل، وهو ما يشكّل مخالفة قانونية واضحة، فضلًا عن كونه خرقًا لسرية الاقتراع وضغطًا على الناخبين. وفي السياق نفسه، مرّرت مندوبة لائحة "التنمية والوفاء" أوراق اقتراع إلى بعض المقترعين داخل القلم رقم 2 في متوسطة إيعات الرسمية - بعلبك، ما يشكّل ضغطًا على الناخبين.
كذلك، سجّلت "لادي" العديد من الإشكالات الأمنية داخل العديد من مراكز وأقلام الاقتراع، ما أدّى إلى حصول فوضى وتوقف عملية الاقتراع في بعضها، كما شوّش على العملية الانتخابية. في هذا الإطار، اضطرت "لادي" إلى سحب مراقبيها من مركز الاقتراع في ثانوية غزة الرسمية في البقاع الغربي، إثر إشكال بين القوى الأمنية والمندوبين بعد منعهم من الدخول، وهو إشكال تطوّر إلى إطلاق الجيش النار في الهواء وتوقيف شخصين.
الأمر نفسه حصل في مدرسة سعدنايل الرسمية المختلطة، في البقاع، حيث سحبت "لادي" مراقبيها إثر إشكال أمني كبير تخللته أعمال عنف داخل مركز الاقتراع. كذلك، حصلت إشكالات عرقلت سير العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع في قاع الريم - زحلة، والقليعة - بعلبك، ومدرسة حي الفيكاني - زحلة.
