ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">جندي سوداني يتفقد أحد المواقع المتضررة جراء المعارك المستمرة (أ ف ب)</p>
في وقت فرض الجيش السوداني سيطرته الكاملة على منطقة الدكة القريبة من كاودا معقل الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بولاية جنوب كردفان، فضلاً عن تضييقه الخناق على قوات "الدعم السريع" بمدينة الدبيبات بنفس الولاية من خلال غارات جوية شنها الطيران المسير على مواقع وتمركزات عدة لتلك القوات، أكد مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية ياسر العطا عدم وجود أي مفاوضات سرية لوقف الحرب المندلعة في البلاد لأكثر من عامين، قائلاً إن "قرار حكومة بلاده واضح بالقضاء الكامل على الميليشيات المتمردة".
وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش خاض معارك عنيفة ضد القوات المتمردة بمنطقة الدكة التي تعد ذات أهمية استراتيجية بالغة، تمكن خلالها من إلحاق خسائر فادحة في صفوف العدو، واستعادة عدد من المواقع الحيوية التي كانت تحت سيطرة الحركات المسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن السيطرة على هذه المنطقة تأتي ضمن العمليات العسكرية المستمرة التي أطلقها الجيش لتأمين ولايات الهامش، خصوصاً جنوب كردفان، حيث تشكل المنطقة محوراً لوجيستياً مهماً، إضافة إلى أنها كانت تستخدم من قبل الحركات المسلحة كقاعدة خلفية لانطلاق الهجمات وزعزعة الأمن.
ونوهت المصادر إلى أن الجيش كثف عبر وحداته المنتشرة في محاور جبال النوبة من هجماته على منطقة الدكة خلال الأيام الماضية، وتمكن من إحراز تقدم جديد من دون خسائر كبيرة في صفوفه، وسط حال من الانهيار والتراجع وسط المتمردين.
وبينت ذات المصادر أن غارات سلاج الجو التابع للجيش على مدينة الدبيبات أسفرت عن تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية والمركبات القتالية التابعة لـ"الدعم السريع"، فضلاً عن عدد كبير من القتلى وفرار مجموعات منهم باتجاه مدينتي الفولة وأبوزبد.
إبطال المسيرات
في الأثناء، جزم مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عضو مجلس السيادة ياسر العطا، بعدم وجود أي مفاوضات سرية مع "الدعم السريع" لوقف الحرب الجارية في البلاد، مشدداً على أن قرار حكومة السودان واضح بتنفيذ إرادة الشعب في القضاء الكامل على الميليشيات المتمردة.
وقال العطا في تصريحات صحافية، "لن يشمل الحوار السوداني– السوداني الداعمين للتمرد، فهؤلاء مكانهم الطبيعي السجون بعد محاكمات عادلة".
وأشار إلى أن هناك ترتيبات عسكرية جارية من القيادة لإنهاء فعالية الطائرات المسيرة التي تستهدف مدن ومكتسبات البلاد، لافتاً إلى أن المقاومة الشعبية لعبت أدواراً بطولية في جبهات القتال، وأن المعارك المقبلة ستكون مفصلية وستشكل صدمة لداعمي التمرد".
واتهم العطا الإمارات بتزويد المتمردين بطائرات مسيرة صينية الصنع ذات مدى بعيد وتقنيات متطورة تشمل الاتصال بالأقمار الاصطناعية، مشيراً إلى أن هذه المسيرات كانت وراء الهجمات الأخيرة.
وبين أن المعارك الكبرى انتقلت من العاصمة الخرطوم ومناطق الوسط (الجزيرة وسنار) إلى إقليم كردفان، حيث تخوض القوات المسلحة وحلفاؤها هذه الأيام معارك شرسة ومتواصلة في هذه الجبهة حتى يتم إعلان كردفان منطقة آمنة وخالية من الميليشيات المتمردة.
خريطة طريق
من جانبه طالب عضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر، بضرورة وقف دول إقليمية إمداد "الدعم السريع" ورفع الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لتنفيذ خريطة الطريق التي قدمتها حكومة بلاده إلى الأمم المتحدة.
وقال جابر، خلال مخاطبته أعمال القمة العربية ببغداد، إن "الحكومة السودانية ملتزمة تنفيذ خريطة الطريق التي قدمت إلى الأمم المتحدة والوسطاء، والتي تشمل وقف إطلاق نار مصحوب بانسحاب الدعم السريع من المناطق والمدن التي تحتلها ورفع الحصار عن الفاشر الذي امتد لأكثر من عام".
وأشار إلى أن الخريطة تتضمن عودة النازحين واللاجئين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستئناف العملية السياسية الانتقالية بتعيين حكومة مدنية من كفاءات مستقلة، مع حوار سوداني- سوداني شامل يؤسس للوصول إلى الانتخابات.
ونوه إلى أنه لا يتأتى ذلك إلا بوقف إمداد ميليشيات "الدعم السريع" بالسلاح والمرتزقة من داعميهم الإقليميين، حتى يصبح تطبيق خريطة الطريق ممكناً، حفاظاً على سيادة السودان ووحدته وأمن القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، داعياً رؤساء الدول والمنظمات المشاركة في القمة العربية إلى دعم الحلول الوطنية التي ستفضي وحدها إلى إنتاج سلام مستدام يمتد أثره للمنطقة كلها، كما دعاهم إلى المساهمة في إعادة إعمار السودان.
ونبه عضو مجلس السيادة إلى أن انعقاد القمة فرصة لتجديد التزام السودان بمبادئ العمل العربي المشترك تحقيقاً لتطلعات شعوب المنطقة، التي تعاني والعالم من تحديات، منها تصاعد الصراعات العسكرية والأزمات الاقتصادية والفقر، وتنامي ظواهر اللجوء.
محور دارفور
في محور دارفور، قالت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إن القصف المدفعي المستمر من قبل قوات "الدعم السريع" زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية بالمخيم، علاوة على الظروف الصحية الصعبة التي يعانيها معظم سكانه.
وأشارت الغرفة إلى أنها رصدت خلال الأيام الأربعة الماضية، أكثر من 18 قتيلاً و30 مصاباً بإصابات خطرة، لافتة إلى خروج أقسام المركز الصحي والعيادات الخاصة عن الخدمة نسبة إلى انعدام الأدوية، إضافة إلى انعدام المواد الغذائية حيث أصبح المواطن يعتمد على شرب ماء الدقيق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت الغرفة أن عدداً من المطابخ الجماعية الخيرية المعنية بتصنيع الوجبات الغذائية قد توقف عن العمل بسبب توقف الدعم والمنح، مبينة أنها تمتلك مطبخاً واحداً فحسب، كان قد تم افتتاحه أخيراً بدعم من منظمة "موفز" إلا أنه لا يستطيع وحده تغطية جميع المخيم الذي يضم أعداداً كبيرة من النازحين.
وذكرت أن القصف والجوع والعطش، إلى جانب المرض يقتل المواطنين بصورة يومية، مؤكدة أنها قامت بحصر أكثر من 300 مواطن من ذوي الحاجات الخاصة، وكبار السن داخل مخيم أبوشوك لا يستطيعون الخروج خوفاً من خطورة الطرق، وعدم مقدرتهم المالية على التحرك، في حين طالبت بضرورة إغاثة أطفال المخيم، والعمل على فتح الممرات الآمنة.
غرف الطوارئ
إلى ذلك أعلنت غرف الطوارئ بولاية الخرطوم، رفضها محاولات إدخالها في الصراع السياسي والعسكري، مؤكدة أنها ترفض هذا النوع من المناورات السياسية الرخيصة.
وعدت في بيان لها أن ادعاءات حماية "الدعم السريع" إهانة للدماء التي سالت إبان سيطرتهم على الخرطوم والانتهاكات التي ارتكبتها القوات في حق المتطوعين والمواطنين.
وأكدت أنها تنظيم مستقل لا تربطه أي علاقة بأي فصيل أو تحالف عسكري ولا ينتمي لأي جهة غير العمل الإنساني، مطالبة بالامتناع عن الزج بغرف الطوارئ في أي صراع سياسي أو عسكري احتراماً لحق السودانيين في الحياة.
وأشارت إلى رفضها القاطع لمحاولات تسييس العمل الإنساني أو استخدامه منصة للترويج لأطراف الصراع، وحذرت من تبعات هذا السلوك الذي يهدد سلامة المتطوعين.
وبحسب البيان، فإن غرف الطوارئ تشغل أكثر من 800 مطبخ جماعي في ولاية الخرطوم، إضافة إلى خدمات الصحة والمياه والدعم النفسي والاجتماعي، بعيداً من أي توجه سياسي أو أجندة خارجية، منوهاً بأن غرف الطوارئ تتابع محاولات الكيانات السياسية والعسكرية لاستغلالها والزج بها في صراعات، سواء عبر بيانات مضللة أو الإيحاء بدعم أو انتماء مزعومين.
وتأسست غرف الطوارئ من متطوعين بعد اندلاع النزاع في 15 أبريل (نيسان) 2023، حيث عملت على تقديم الطعام لملايين السودانيين على رغم تحديات نقص التمويل والعراقيل والانتهاكات التي تعرض لها أفرادها والتي شملت القتل. وتحظى هذه الغرف بدعم دولي كبير، نظراً إلى تقديمها الغذاء وخدمات الصحة للفئات الأكثر احتياجاً في مناطق النزاع، علاوة على كشف الانتهاكات.
إبعاد دبلوماسيين
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن السلطات الإماراتية أبعدت دبلوماسيين يتبعون إلى قنصليتها العامة في دبي، وتعاملت معهم بطريقة غير لائقة شملت الاحتجاز والتفتيش والاستجواب.
وذكرت الخارجية السودانية في بيان لها أن "السلطات الإماراتية أصدرت خلال الأيام القليلة الماضية قراراً بإبعاد معظم طاقم القنصلية العامة للسودان في دبي، من دون أي أسباب".
ونوه البيان إلى انتهاك الإمارات اتفاقات فيينا التي تحكم العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، باحتجازها الدبلوماسيين المبعدين بعد إكمالهم كل إجراءات المغادرة في مطار دبي، لمدة ثماني ساعات.
ولفت البيان إلى إخضاع الدبلوماسيين للاستجواب والتجسس على هواتفهم وأجهزة الحاسوب المحمولة، مما تسبب في تفويت رحلاتهم واضطرارهم إلى شراء تذاكر جديدة، مؤكداً أن ما حدث يعد استخفافاً بالغاً بالالتزامات الني يكفلها القانون الدولي، الذي يحتم على الإمارات حماية الدبلوماسيين ومنحهم الحصانات والامتيازات اللازمة.
وأشار إلى أن هذه الممارسة تجسد الرغبة في إلحاق الضرر بالسودانيين المقيمين في الإمارات، على عكس ما تدعيه سلطاتها، بدليل إبعادها المسؤولين من الخدمات القنصلية والجوازات والوثائق الشخصية للسودانيين، وانتهاك حقوقهم وخصوصياتهم.
وتوترت العلاقات بين السودان والإمارات في أعقاب الاتهامات الصريحة لأبوظبي بدعم وإسناد قوات "الدعم السريع" عسكرياً خلال حربها ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عامين.