ARTICLE AD BOX
انحراف الفتيات في العراق: المال السهل، تطبيقات الإيحاء، وغياب رقابة الأهل
بقلم: موقع عراق الحرية
في مجتمع محافظ كالعراق، كان الحديث عن الانحراف السلوكي للفتيات من التابوهات التي يُخشى الاقتراب منها. لكن اليوم، ومع تفاقم الظاهرة أمام أعين الجميع، لا بد من دق ناقوس الخطر، وتسليط الضوء على ما يحصل بعيدًا عن أعين المجتمع... أو بتغاضٍ منه.
الانترنت لم يعد مجرد وسيلة تواصل، بل أصبح نافذة لبعض الفتيات لاستغلال جسدهن أو تلميحاتهن من أجل جني المال السهل، عبر تطبيقات مثل Bigo Live وTikTok وLikee، في مشهد لا يشبه لا تقاليدنا ولا قيمنا، ويكشف هشاشة الرقابة، وسطحية بعض الطموحات، وغفلة الأهل.
Bigo ورفاقه: ساحة مفتوحة لـ "الشهرة مقابل التلميح"
يتيح تطبيق Bigo Live، وغيره من التطبيقات المشابهة، إمكانية البث المباشر والمحادثة مع الغرباء مقابل تلقي "هدايا رقمية" تتحول إلى أموال حقيقية.
لكن ما يحصل في الواقع أبعد من مجرد دردشة:
-
ملابس فاضحة، رقص موحٍ، إيحاءات جنسية مبطّنة.
-
محادثات مع غرباء في غرف مغلقة مقابل المال.
-
التحايل على قوانين المنصات بتبريرات "الترفيه" أو "الفن".
في النهاية، هي عملية استغلال مزدوجة: فتاة تبحث عن المال السهل، ومشاهد يدفع مقابل الوهم، وسط بيئة رقمية بلا ضوابط حقيقية.
ما الأسباب؟ لماذا تلجأ بعض الفتيات لهذا الطريق؟
المشكلة ليست وليدة لحظة، بل نتيجة تراكمات اجتماعية ونفسية واقتصادية، منها:
1. الفقر وسوء الوضع المعيشي
أغلب من يظهرن في هذه البثوث يبررن ذلك بالحاجة للمال، في ظل قلة الفرص والبطالة.
2. الهوس بالشهرة
الجيل الجديد، المتشبع بثقافة "الترند"، يرى أن الظهور على تطبيق شهير أهم من التعليم أو الكرامة.
3. غياب الرقابة الأسرية
في كثير من الحالات، لا يعرف الأهل أصلاً أن ابنتهم تبث مباشرًا كل ليلة أمام آلاف الغرباء. وقد يكتشفون بعد فوات الأوان.
4. تحلل بعض القيم بسبب الإعلام ومنصات التواصل
الفضائيات ومنصات المحتوى تُروّج لأفكار السهولة والانفتاح غير المنضبط، ما يجعل البعض يربط الحرية بالتفلت.
أين رقابة الدولة؟ وأين دور الأهل؟
في الوقت الذي تحظر فيه بعض الدول مثل الأردن أو مصر هذه التطبيقات أو تراقبها بصرامة، نجد أن العراق يفتقر لأي قانون ينظم أو يردع هذا النوع من الاستخدام المنحرف.
وما يزيد الطين بلة، هو أن كثيرًا من الأسر لا تتابع سلوك أبنائها وبناتها على الإنترنت، ولا تدرك مخاطر ما يفعلونه في العالم الافتراضي.
المفارقة المحزنة: في بعض الحالات، أهل يعلمون لكن يغضّون الطرف، طالما أن المال يدخل البيت!
الحل لا يكون بالمنع فقط… بل بالفهم والمعالجة
صحيح أن الحظر قد يوقف بعض التجاوزات، لكن المشكلة الأعمق تتعلق بـ:
-
بناء وعي أخلاقي وقيمي حقيقي في العائلة والمدرسة.
-
توفير بدائل اقتصادية ومهنية للفتيات.
-
إطلاق برامج توعية رقمية تحدد الخطوط الحمراء.
-
سنّ قوانين تحاسب التطبيقات المسيئة والمروجين لهذا المحتوى.
كلمة "عراق الحرية"
نحن في موقع عراق الحرية نؤمن بأن الحرية لا تعني التفلت، ولا أن تكون الفتاة أداة في سوق العري الرقمي من أجل "اللايكات" والدولارات.
الفتاة العراقية نموذج للذكاء والصبر والطموح، ولا يجب أن تختزل كرامتها في بث مباشر من هاتف رخيص.
صوتنا اليوم لكل فتاة: لا تبيعي نفسك تحت شعار "حرية" زائفة.
ولكل أب وأم: استيقظوا... الإنترنت ليس بريئًا كما تظنون.
الخاتمة
تطبيقات مثل Bigo قد تكون واجهة للترفيه، لكنها تحوّلت إلى بوابة لانحراف أخلاقي علني. ما لم تتدخل الدولة والمجتمع والأسر بشكل فعلي، فنحن أمام جيل جديد قد يضيع اسمه وسمعته في لايف قصير... لا يُنسى أبدًا.