ARTICLE AD BOX
تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتكاسة داخلية من حزبه الجمهوري في إطار مساعيه لتمرير مشروع قانون ضخم يتعلق بالضرائب والإنفاق، ويُعتبر حجر الأساس في أجندته الداخلية، فقد فشلت لجنة المالية في الكونغرس، يوم الجمعة، في تمرير المشروع، ما شكّل ضربة قوية لخططه الاقتصادية.
وقد صوت خمسة نواب جمهوريون من أعضاء لجنة الميزانية في مجلس النواب ضدّ المشروع إلى جانب الديمقراطيين، ما حال دون انتقاله إلى قاعة المجلس لمتابعة النقاشات. وعلل هؤلاء النواب المحافظون موقفهم بالقول إنّ المشروع سيزيد من العجز في الميزانية، ولا يتضمن إجراءات كافية لخفض الإنفاق الحكومي.
وقال النائب تشيب روي عن ولاية تكساس: "نحن نكتب شيكات لا يمكننا صرفها، وسيدفع أبناؤنا الثمن"، مشيراً إلى أن القانون لا يحقق فعلياً الأهداف المعلنة بشأن تقليص العجز.
ويأمل ترامب في إقرار ما يسميه "مشروع القانون الواحد الكبير والجميل"، الذي يجمع بين تمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت في ولايته الأولى، وخفض كبير في الإنفاق العام، لكن من شأنه أيضاً أن يحرم ملايين الأميركيين الأكثر فقراً من الرعاية الصحية. ويعتبر هذا المشروع جزءاً محورياً من وعود ترامب الانتخابية، إذ يسعى لجعل الإعفاءات الضريبية دائمة، مقابل تقليص الإعانات الاجتماعية، وهو ما يواجه معارضة شديدة من الديمقراطيين.
لكن الانقسامات العميقة داخل الحزب الجمهوري، والتنافس بين أجنحته، تعرقل إمكانية تمرير المشروع في التصويت الشامل بمجلس النواب الأسبوع المقبل. وكانت لجنة الميزانية قد كُلّفت بدمج 11 مشروعَ قانون منفصلاً أُقرّت مؤخراً في لجان السياسة، وهي خطوة غالباً ما تكون شكلية. غير أن رفض اللجنة، رغم أنه لا يُعد نهائياً، أظهر حجم الخلاف بين الجناحين المعتدل والمحافظ داخل الحزب، ومن المقرر أن تُعاد صياغة المشروع ويُطرح مجدداً للنقاش في اللجنة ابتداءً من العاشرة مساء الأحد (02:00 بتوقيت غرينتش الاثنين)، مع احتمال إعادة التصويت عليه.
في هذا الإطار، كانت لجنة الطاقة والتجارة قد أقرت سابقاً خفضاً في ميزانية الرعاية الصحية بقيمة 880 مليار دولار على مدى عشر سنوات، معظمها من برنامج التأمين الصحي الحكومي (ميديكيد)، الذي يغطي نحو 70 مليون أميركي من أصحاب الدخل المحدود. وأظهر تقرير صادر عن مكتب الميزانية في الكونغرس أن هذه التعديلات قد تؤدي إلى فقدان 8.6 ملايين أميركي لتأمينهم الصحي، ما أثار قلقاً لدى بعض النواب الجمهوريين المعتدلين.
في المقابل، عبّر الجناح المحافظ في الحزب عن عدم رضاه من الحزمة، مشيراً إلى أن خفض الإنفاق لا يزال غير كافٍ، كما أن تطبيق شرط ربط المساعدات الصحية بالعمل لن يبدأ إلّا في نهاية ولاية ترامب القادمة، وهو ما يعتبرونه غير مقبول.
ويواجه رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، عطلة نهاية أسبوع شاقة في محاولة للتوفيق بين جناحي الحزب للتوصل إلى تسوية. غير أن أي تنازل يُقدمه للمتشدّدين قد يؤدي إلى خسارة دعم مزيد من المعتدلين. وفي الأثناء، أعلن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أنهم يعتزمون إدخال تعديلات جوهرية على الحزمة عندما تصل إلى مجلسهم.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)
