ARTICLE AD BOX
اتفقت باكستان والهند على إعادة تموضع قواتهما بحيث تعود إلى مواقعها المعتادة على طول الحدود في منطقة كشمير بحلول 30 مايو/أيار الجاري. وفي أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين باكستان والهند في 10 مايو، اتخذت إسلام آباد ونيودلهي خطوة أخرى لتخفيف التوترات، بحسب ما ذكرته قناة جيو نيوز الباكستانية نقلاً عن مسؤولين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم.
وذكر المسؤولون أنه في أعقاب وقف إطلاق النار، اتفقت باكستان والهند على إعادة تموضع قوات البلدين، بحث تعود إلى مواقعها المعتادة على طول خط السيطرة في منطقة كشمير على مراحل لغاية 30 مايو/أيار. وفي أعقاب شنّ الهند هجمات على باكستان في السادس من مايو/أيار وتصاعد التوترات بين البلدين، نُقل جنود من كلا البلدين من مواقعهم المعتادة على حدود كشمير إلى مواقع أقرب إلى خط الحدود.
مسؤول عسكري باكستاني: بلادنا لن تخضع للهيمنة الهندية
في السياق، قال مدير إدارة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، إن بلاده لن تخضع أبدًا للهيمنة الهندية، مشددًا على أن "الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين". وفي حديث لوكالة الأناضول، رد شودري على تصريحات هندية تقارن الوضع بين الهند وباكستان بما هو قائم بين دول أخرى، وتحدث عن التصعيد الأخير بين البلدين. وقال الفريق أحمد شريف شودري: "الواقع أن الهند ليست الولايات المتحدة، وباكستان ليست أفغانستان. الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين".
وأضاف: "لن يتم إرهاب باكستان أبدًا، ولن نخضع مطلقًا للهيمنة الهندية. وكلما فهمت الهند ذلك في وقت مبكر، كان ذلك أفضل للسلام الإقليمي وللعالم بأسره". وأكد شودري أن باكستان "لا علاقة لها مطلقًا" بالهجوم الذي وقع أخيرًا في منطقة باهالغام الواقعة في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير. وشدد على أن كل ما يجري داخل كشمير أو في أي مكان آخر داخل الأراضي الهندية "هو شأن داخلي ناتج من القمع وسياسات الظلم" التي تتبعها نيودلهي.
الهند توقف 11 شخصاً يشتبه في تجسسهم لصالح باكستان
من جهة أخرى، أوقفت السلطات الهندية 11 شخصاً يشتبه في تجسسهم لصالح باكستان، عقب مواجهة عسكرية كانت الأخطر بين البلدين منذ عقود، بحسب تقارير صحافية. وأوردت صحيفة "إنديا تايمز" أن إجمالي الموقوفين بلغ 11، مشيرة إلى أنهم "استدرجوا إلى شبكة التجسس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والحوافز المالية، والوعود الكاذبة، وتطبيقات المراسلة والزيارات الشخصية لباكستان". وأفادت قناة "أن دي تي في" الهندية الاثنين بتوقيف تسعة أشخاص يشتبه في أنهم "جواسيس" في ولايات هريانا والبنجاب وأوتر براديش بشمال البلاد. وأفاد المدير العام لشرطة البنجاب غوراف ياداف الاثنين بتوقيف شخصين يشتبه "في ضلوعهما في تسريب معلومات عسكرية حساسة"، مشيراً إلى تلقي "معطيات استخبارية موثوقة" بأنهما متورطان في نقل "تفاصيل مصنّفة سرية" مرتبطة بالضربات التي شنّتها الهند على باكستان ليل 6-7 مايو/أيار. وأوضح أن التحقيق الأولي كشف أن هذين الموقوفين كانا "على تواصل مباشر" مع عناصر في وكالة الاستخبارات الباكستانية، ونقلا "معلومات حساسة متعلقة بالقوات المسلحة الهندية".
باكستان: تظاهر الآلاف بعد مقتل 4 أطفال في غارة بطائرة مسيّرة
في سياق منفصل، قال شيوخ محليون في باكستان اليوم الثلاثاء، إن أربعة أطفال لقوا حتفهم في غارة مشتبه فيها بطائرة مسيّرة، وأصيب خمسة آخرون في شمال غرب البلاد المضطرب، الأمر الذي دفع آلاف السكان إلى تنظيم احتجاج عبر وضع جثث الأطفال على طريق رئيسي للمطالبة بتحقيق العدالة. ولم يتضح من يقف وراء الهجوم الذي وقع أمس الاثنين، في مدينة "مير علي" التي كانت معقلاً لحركة طالبان الباكستانية، ولم يصدر تعليق من الجيش على الحادث. وقال مفتي بيت الله، أحد شيوخ القبائل المحليين: "نحن لا نلوم أحداً، لكننا نريد تحقيق العدالة، ويتعين على الحكومة أن تخبرنا بمن قتل أطفالنا". وحذر المسؤول من أن الاحتجاج، الذي نُظِّم حالياً عند أحد الحواجز الإقليمية، قد يمتد ويتوسع إذا فشلت السلطات في الرد على التساؤل. وقال: "لن ندفن الجثث حتى نعرف من المسؤول عن قتل أطفالنا الأبرياء"، بينما كان المتظاهرون يهتفون: "نريد تحقيق العدالة". وجاءت الخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين وسط عمليات عسكرية مستمرة ضد حركة طالبان الباكستانية التي تحظى بوجود قوي في مدينة مير علي، وهي مدينة تقع في إقليم خيبر بختونخوا.
(الأناضول، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
