ARTICLE AD BOX
بغداد / تميم الحسن
انتهت "قمة بغداد"، القمة العربية الأكثر جدلًا، بنقاط إضافية لصالح المعترضين داخل "الإطار التنسيقي" على عقد الاجتماع في العراق.
وكان مستوى التمثيل "مفاجئًا"، حسب تعبير مسؤول عراقي، حيث لم يحضر سوى 5 زعماء عرب، بينهم رئيس يعيش خارج بلده.
ومن منتصف يوم أمس، أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، رفع حالة الإنذار "ج" التي رافقت أحداث عقد القمة.
واعتبر الوزير في تسجيل صوتي، أن الجهود التي بُذلت أثناء تأمين "قمة بغداد" بأنها "تليق بحجم حدث لا يتكرر إلا كل 10 إلى 15 عامًا".
بالمقابل، شكر محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، المشاركين في اجتماع القمة، متمنيًا أن تعمل مخرجاتها على "تحقيق تطلعات شعوبنا في كل مكان من أرجاء العالم العربي".
وأضاف في تدوينة على منصة (إكس)، عقب انتهاء الاجتماع، أن "بغداد ستبقى دائمًا ساحة للعمل العربي المشترك، ومصدر قوة واقتدار، وركيزة في صنع القرار العربي".
وأعلن المجتمعون في نهاية "القمة" عن دعم الاستقرار في سوريا وإنقاذ غزة من "حرب إبادة مستمرة".
مفاجآت القمة!
ويقول قيادي في أحد أحزاب "الإطار" لـ(المدى)، إن "القمة الأخيرة لم تأتِ بجديد عن سابقاتها، وإن اعتراض بعض أطراف الإطار التنسيقي كان صحيحًا".
ويشير القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه لعدم تخويله بالتصريح، إلى أن "رفض جزء من الإطار التنسيقي عقد القمة كان بسبب معرفتنا مسبقًا بعدم حضور أغلب الزعماء العرب".
وكانت (المدى) قد كشفت، قبل أكثر من أسبوع على عقد "قمة بغداد"، عن اقتراح جهات شيعية بـ"نقل الاجتماع" إلى دولة أخرى.
ويؤكد القيادي أن عدم حضور الزعماء كان بسبب "انعقاد قمتين بوقت قريب في الرياض والقاهرة".
كما يرجّح القيادي أن رئيس الحكومة "يريد وضع العراق في محور قطري-تركي، وهو ما أزعج الإمارات والسعودية والأردن، التي لم يحضر ملوكها وأمراؤها إلى القمة".
ويعتقد نصف تشكيلات "الإطار" على الأقل، أن محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، أصرّ على عقد القمة في هذا التوقيت لـ"دواعٍ انتخابية".
وكان السوداني قد أعلن الأربعاء الماضي (قبل انعقاد القمة بيومين)، عن مفاجآت قد تتضمنها القمة العربية في الحضور والتمثيل والقرارات.
وقرر أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، أن يرسل وزير الخارجية أسعد الشيباني بدلًا عنه، كما غاب نحو 15 زعيمًا عربيًا آخر.
اختبار القوة
وفي كلمة منفعلة، قال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، بعد انتهاء أعمال القمة، إن العراق أراد من خلال القمة أن يبين للناس "نحن أقوياء وعدنا فلوس وجيش يؤمّن 40 زعيمًا".
وأضاف العوادي في حوار تلفزيوني: "احنا الي يندك بينا نندك بيه"، معبرًا عن ذلك بالقول الشعبي: "احنا جذع نخلة الي نوكع عليه انقتله..".
وأبرز الرؤساء العرب الغائبين عن القمة العربية في بغداد، كان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة الكويت مشعل الأحمد.
بالإضافة إلى غياب ملك البحرين، ورئيس دولة الإمارات، وملك الأردن، والرئيس اللبناني، وملك المغرب، والرئيسين التونسي والجزائري، وسلطان عُمان.
وبحسب هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية، فإن الحكومة العراقية كانت تتوقع غياب بعض القادة العرب "لكننا تفاجأنا بغياب آخرين".
وأضاف العلوي في حوار تلفزيوني: "لم نتوقع غياب العاهل الأردني الملك عبد الله، حيث كان هناك اتفاق على قمّة ثلاثية. كما لم نتوقع غياب ملك البحرين، ومن المفترض بروتوكوليًا تسليمنا رئاسة القمّة".
وأوضح العلوي أنه "لا نعرف سبب غياب الزعماء والقادة عن قمة بغداد، وبعض الوفود سلّمت كلماتها ولم ترغب في إلقائها. نحتاج إلى وقت لمعرفة أسباب ذلك".
وكان لافتًا انسحاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع بدء كلمة محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة في القمة، بحسب مقاطع فيديو بثت على مواقع اخبارية، دون معرفة الأسباب.
ووفق مستشار رئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، فإن مغادرة أمير قطر جاءت "بناءً على اتفاق بسبب التزامات".
وقال الشمري في تصريح لإحدى وسائل الإعلام المحلية إن الشيخ تميم "قام بما عليه"، وإن الوفد القطري تابع مجريات القمة.
ونشر أمير قطر، بعد تداول خبر مغادرته قاعة الاجتماع، تدوينة على منصة "إكس"، شكر فيها العراق على دعم قضايا الدول العربية، دون أن يتطرق لدوافع انسحابه.
إيران وترامب
وكانت أحداث سريعة قد سبقت القمة، منها زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الخليج، ولقاؤه مع أحمد الشرع، الرئيس السوري.
وفي العراق، كانت تظاهرات قد جرت في البصرة ضد زيارة الرئيس السوري، فيما وصل إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، بشكل مفاجئ إلى بغداد.
واعتبر مراقبون حضور الجنرال الايراني قبل يومين من عقد القمة الى بغداد، بانه رسالة بوجود "نفوذ ايراني" في العراق.
ويقول هوشيار زيباري، وزير الخارجية الأسبق، تعليقًا على مستوى التمثيل في "قمة بغداد"، إن "قمة بغداد العربية في دورتها الـ34، تمت مع مشاعر مزدوجة، فالحكومة والأمانة العامة للجامعة وسعادة الأمين العام بذلوا جهودًا استثنائية".
وأضاف: "إلا أن المواقف السياسية للفصائل المسلّحة وبعض السياسيين العراقيين المتشنجة من العرب، أفقدت القمّة الحضور العربي اللائق في بلد الرشيد، ولا بدّ من مراجعة وإفادة".
The post بغداد تبحث سبب غياب الزعماء المفاجئ عن "القمة".. ما علاقة قاآني؟! appeared first on جريدة المدى.