بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن

16 hours ago 4
ARTICLE AD BOX

متابعة المدى

أقيمت الجمعة الماضية جلسة لتأبين الصحفي والمسرحي علاء حسن، في بيت المدى في شارع المتنبي، حضرها الكثير من زملاء وأصدقاء الراحل، وبدأها الزميل رفعة عبد الرزاق مقدما الجلسة، والتي استهلها والمحتفلون بتأبين الصحفي علاء والشاعر الذي غادرنا أول امس موفق محمد، بالوقوف دقيقة حداد وقراءة سورة الفاتحة، ثم رحب بالحضور من زملائه وعائلته وكذلك حضور ممثل العراق في الجامعة العربية الدكتور حسين الهنداوي، وأضاف: الحديث عن علاء حسن هو الحديث عن الفجيعة التي تلم بمثقفي هذا البلد حين تفقد أحد رموز ثقافتها، هذا الرجل كرس حياته للصحافة والمسرح، كان كاتبا ساخرا، وسخريته اللاذعة في النقد الاجتماعي والسياسي، عرفناه في جريدة (المدى) بعموده (نص ردن) الذي يذكرنا بتاريخ هذا النوع من الأعمدة، تميزت حياته أنه كان مبتسما دائما، وذو خصال حميدة جلبت له حب الناس، ولا يدفعني إلا تذكر بيت شعر للتهامي الذي يقول فيه:
حب المنية في البرية جاري ما هذه الدنيار بداري
والعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
بعدها بدأ الاحتفاء بكلمة عائلة الفقيد قرأها إبن أخ الفقيد فرات جمال العتابي حيث قال: أود ان أعبر عن شكرنا لحضوركم، ولا بد من تقديم الشكر والعرفان لمؤسسة المدى التي تحتضن هذا التأبين لأحد أبنائها المتميزين المرحوم علاء حسن. وأضاف؛ كان عمي علاء يطل علينا بوجهه المبتسم ويزيل عنا كروب الأيام بضحكه ونوادره، كان متألقا في كتاباته الملتزمة بقضايا الانسان والمجتمع العراقي ولم يهادن ابدا فكسب احترام المؤسسات الصحفية التي عمل فيها، نم قرير العين يا علاء فأنت ذكرى طيبة في نفوس اصدقائك ومعارفك.
ثم قرأ الدكتور محمد غازي الأخرس الكاتب والقاص كلمة قال فيها: كانت علاقتي بالصديق الراحل علاء حسن قد بدأت في قناة الحرة، وهو يعمل في إذاعة سوا واستمرت العلاقة لمدة عقدين. كان علاء حسن يشتغل على التقارير الصحفية وكأنها نصوص مسرحية هربت من دفتر مذكرات قديم، وتمثل جزءا من حياته، تقارير تشبهه هو، وخاصة تلك التقارير التي تهم تفاصيل بلده وشعبه. واضاف: في منتصف التسعينيات دخل الى المقهى مع مجموعة من الشعراء التسعينيين، وكان حينها ينوي اعداد ملف عن الجيل التسعيني في الشعر في أحد الصحف العراقية بعنوان (التسعينيون يطرقون أبواب القرن القادم) ونشر الملف حينها، وكان أول ملف يبشر بالجيل التسعيني، كان علاء يحدثني عن المسرح الذي كتب فيه نصوصا كثيرة، لكن الاعلام سرقه من المسرح الذي أحب.
ثم قرأ الأستاذ الدكتور زهير البياتي عن انشغال علاء حسن بالمسرح في بعض من سنوات حياته قائلا: الحديث عن الراحل علاء حسن هو حديث عن الإعلامي والمسرحي والكاتب والمثقف الموسوعي. ولا غرابة في ذلك فهو ينتمي الى عائلة اعتمدت الادب والفكر التقدمي أساسا لها، تعرفت على علاء حسن اول مرة عندما كان يتردد على فرقة المسرح الشعبي ومسرح اليوم، نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، فاقتربت منه بشكل أكثر، وتحدثنا عن كتاباته المسرحية وعن المسرحيات التي كتبها ومنها مسرحيته عن الفنان ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي استشهد في لندن، وهي مسرحية (وراء الباب خلف الجدران) وموتيفه حنظلة.. عندها اقترحت لهذه المسرحية تقديمها في المسرح الشعبي، لكن احداث الكويت أجلت مثل هذا المسعى.
ثم قدم لي نصا مسرحيا للقراءة عنوانه (الموت قسرا) يتحدث عن اغتيال أنور السادات، وعن شخصية سلمان الخاطر، وقدمت هذه المسرحية فعلا مع المسرحية في منتدى المسرح، وقمت بأخراجها مع المسرحي الراحل كاظم العبودي، وضمنها الراحل اسقاطات وأفكار عن الوضع الذي كنا نعيشه.
وتحدث الناقد السينمائي علاء المفرجي عن ذكرياته مع الراحل علاء حسن حيث قال: توثقت علاقتي بالراحل علاء حسن بداية التسعينيات، حيث أن علاقتي معه كانت عائلية، وكنا نتبادل أخبار زيارات واستدعاءات الامن في تلك الفترة على عائلتينا. وعملنا في بداية التسعينيات في مؤسسة صحفية واحدة، حيث كان يعمل هو مصححا فيها وانا محررا في قسم المنوعات، بعدها كنا سوية في الصحف الأسبوعية مع رهط من زملاء المهنة: شقيقيه د. فلاح حسن، ود. جمال العتابي، علي حسين، عبد العليم البناء، عبد الخالق كيطان وآخرين. كان علاء معروفا بتندره وسخريته في كثير من الأمور، وكان حاضر البديهية، حتى انني اقترحت عليه كتابة عمود ساخر، وهو ما حصل عندما بدأ بكتابة عموده الأسبوعي في جريدة (المدى) والمعنون (نص ردن). ثم وجه الكاتب والإعلامي عامر حمزة للراحل رسالة قال فيها: صديقي الاغلى عليك ان تعرف انني لا املك الحديث عنك، اطمئن صديقي حضر الى عزائك جميع اصدقائك ومعارفك، انت محظوظ يا صديقي فانت رحلت اما نحن فمن يبكي علينا.
الإعلامي أياد الملاح قال عن الراحل: أتفق مع علاء المفرجي ومحمد غازي الاخرس، في أنني لا استوعب اني هنا لأتحدث عن علاء حسن غائبا، لكن عزائي أنه حاضرا فينا بكل طيبته وأخلاقه، رافقته عشرين عامل، دخلت راديو سوا لا اعرف في الصحافة شيئا وتتلمذت على يديه، كنت معه بالكثير من المواقف وربما تعرضنا للموت أكثر من مرة، فلا اعتقد انني اجلس اليوم لاؤبن علاء حسن، فما زلت احتفظ بالقميص الذي أهداه إياه شقيقه صفاء المقيم في النرويج، ولي معه عدة مواقف صعبة منها هذه الجلسة مؤبنا صديقي الراحل والموقف الثاني عندما جلست لرسم بورتريه له، وكان داعما لي اثناء إصابة زوجتي بمرض السرطان. والموقف الثالث كان عندما رقيت الى مدير إذاعة سوا، فكان عليّ أن اناقش علاء في تقاريره وانا تلميذه، فكان حقا موقفا صعبا. وأيضا كنت شاهدا على عموده (نص ردن) الذي استمر بنشره في (المدى)، فقد كنت شاهدا على طبخه وكتابته.
ثم تحدث الإعلامي زيدان الربيعي، الزميل الذي شاركه العمل في مكتب جريدة الخليج حيث يقول: تعرفت على علاء حسن، عام 1998 في جريدة ألوان ثم في مكتب جريدة الخليج، ونقطة التحول الأساسية في علاقتي مع علاء عندما رشحني للعمل من الصحفي وليد الزبيدي، فكان خيرا لي.. وقبل ان يتوفى قبل أيام دعاني للعمل في احدى المؤسسات ولم اكن أملك وقتا لذلك.. ثم قرأ الشاعر حيدر خضر قصيدة رثاء عنه. واعقبه الشاعر محمد موسى بقراءة قصيدة شعبية عنه.

The post بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article