ARTICLE AD BOX
في جارديني ديلا بينالي، إحدى أشهر حدائق مدينة البندقية الإيطالية وقلب بينالي مدينة الفنون، دشّنت قطر، يوم السبت الفائت، جناحها الدائم في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة، عبر معرض "بيتي بيتك"، الذي يسلّط الضوء على كيفية تلبية العمارة الحديثة والمعاصرة لاحتياجات المجتمعات، ويطرح تصوّرات جديدة لشعور الانتماء.
يتتبّع المعرض، الذي يتواصل حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كيف تتجسّد صور الضيافة وتقاليد الترحيب بالزوار في العمارة والمساحات الطبيعية الحضرية في أنحاء العالم العربي وجنوب آسيا، وهو من إنتاج متاحف قطر وتنظيم متحف مطاحن الفن المستقبلي.
ويضم العمل التركيبي "المركز المجتمعي" (2024) للمعمارية الباكستانية ياسمين لاري، والمثبَّت في جارديني ديلا بينالي، نموذجها للتنمية الإنسانية والاجتماعية والثقافية والمعمارية.
يستخدم هذا العمل التركيبي المؤقت – وهو هيكل من الخيزران – تقنيات طوّرتها لاري ضمن جهود الإغاثة التي أطلقتها مؤسسة التراث الباكستانية، والتي شاركت في تأسيسها عام 1980، ولا تزال المؤسسة تبني الملاجئ والقرى للمتضررين من الزلازل المدمّرة والفيضانات المتكرّرة في باكستان.
يسلط تصميم "المركز المجتمعي"، بما في ذلك الشرفة المحيطة وهيكل القبة المتوَّج بسقف مقاوم للماء مصنوع من سعف النخيل، الضوء على قدرة الخيزران على التكيّف، حيث استُخدم لبناء المركز كاملاً عبر مجموعات هيكلية متنوعة.
وتركّز الفعاليات التي ستُقام داخل "المركز المجتمعي" طوال فترة بينالي العمارة 2025 على تقاليد الضيافة القطرية، بما في ذلك تقديم القهوة والتمور أيام السبت والأحد من الساعة 4 إلى 6 مساءً.
وقد كُلّفت ياسمين لاري (1941) بإنشاء العمل التركيبي "المركز المجتمعي" (2024) من قبل متحف مطاحن الفن المستقبلي، وثُبّت العمل مؤخراً في متحف قطر الوطني ضمن معرض "منظر: الفن والعمارة في باكستان من الأربعينيات إلى اليوم".
تُعرَف مشاريع لاري باستخدامها لمواد صديقة للبيئة، تعتمد على الموارد المحلية كالخيزران، والطين، والجير، مما يجعل مبانيها منخفضة التأثير البيئي، ومقاومة للكوارث، وهادفة إلى تمكين المجتمع من خلال تدريب السكان – وخاصة النساء – على تقنيات البناء.
قسم للعمارة والتخطيط الحضري في الدوحة، بما في ذلك المدينة القديمة
أما المعرض المقام في آرت كابيتال بارتنرز – قصر فرانكيتي، فيعرض أعمال أكثر من 30 معمارياً، بينهم العديد ممن لم تُعرض أعمالهم من قبل في البندقية.
يقدّم ثلاثة أجيال من المعماريين رسومات وصوراً ونماذج ووثائق أرشيفية مهمة، ومن خلالها يستكشف معرض "بيتي بيتك" موضوعات متقاطعة تتعلّق بالترابط والانتماء، موزعة على أقسام مخصصة لموضوعات مثل: إعادة ابتكار الواحات، والإسكان الحضري، والمراكز المجتمعية، والمساجد، والمتاحف، والحدائق.
كما يضم قسماً مخصصاً للعمارة والتخطيط الحضري في الدوحة، ويتضمن عدة أبواب من المدينة القديمة، تم ترميمها بدعم من صندوق الآغا خان للثقافة.
ومن بين المعماريين المعاصرين الذين يُمثَّلون في المعرض: الهندي راج ريوال (1934)، المعروف بتصاميمه المتجاوبة مع المناخ، التي تمزج بين المبادئ الحداثية والعمارة الهندية التقليدية، ويتميّز عمله باستخدام الأشكال الهندسية، والتصميم المعياري، وفهمه العميق للتراث الثقافي.
كما يضم المعرض أعمال نيار علي دادا (باكستان)، وعبد الواحد الوكيل (مصر)، ومينيت دا سيلفا (سريلانكا)، إلى جانب مجموعة من المعماريين والمصممين المعاصرين مثل: مارينا تبسم ونبيل حق (بنغلاديش)، وسميب بادورا [sP + A] وبلكريشنا دوشي، مؤسسة فاستو شيلبا (الهند)، واستوديو دااز (إيران)، وعبير صيقلي (الأردن)، وسمية دباغ (السعودية)، وديلر سكوفيديو + رينفرو (الولايات المتحدة)، ومريم شعباني مع نيو ساوث (فرنسا)، وغيرهم.
يسلط المعرض الضوء أيضاً على إرث المعماري المصري الرائد حسن فتحي (1900–1989)، الذي عُرف بأعماله التي عززت المشاركة المجتمعية، ودمجت بين التقنيات التقليدية والعمارة الحديثة.
يتولى التقييم الفني لمعرض "بيتي بيتك" أوريليان ليمونييه، قيّم متحف مطاحن الفن للهندسة المعمارية والتصميم والحدائق، وشون أندرسون، الأستاذ المشارك بجامعة كورنيل، بمساعدة فيرجيل ألكسندر. أما تصميم المعرض فقد تولّاه استوديو كوكيز (Cookies)، وهو مكتب معماري مقره باريس وروتردام، أسسه كل من فيديريكو مارتيلي، وكليمان بيريسي، وأليس غريغوار.
وعلّق شون أندرسون قائلاً: "الترابط والانتماء هما تعبيران يجسدان قيم الضيافة في جميع أنحاء العالم اليوم. وبينما نشهد التحولات التي يعيشها كوكبنا – والتي تدفع التكنولوجيا نحو مستقبل أكثر تواصلاً وأيضاً أكثر انقساماً – يجسد معرض "بيتي بيتك" تصورات المعماريين والمصممين حول كيفية اجتماعنا وتفكيرنا ومشاعرنا تجاه بعضنا البعض".
يستكشف تصميم المعرض الإمكانيات المكانية التي يوفرها الشبك، وهو عنصر معماري شائع في عدة ثقافات. يعرف في العالم العربي باسم "المشربية"، كما يحمل أسماء أخرى مثل "كلوسترا"، "كوبوغو"، "روشان"، "شنشول"، "جالي"، "أغاسي"، "تخريمة"، و"مشبك"، بحسب المناطق المختلفة. وقد تم دمجه في هندسة المعرض بما هو أداة عرض تخلق علاقات شفافة ومتعددة المستويات بين المحتوى والموضوعات.
