تبون إلى سلوفينيا.. أول زيارة من نوعها لأوروبا الشرقية منذ عقود

1 week ago 7
ARTICLE AD BOX

يبدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى سلوفينيا هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة من دول أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين، استجابة لدعوة رسمية كانت قد نقلتها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي السفيرة السلوفينية لدى الجزائر. ويعكس ذلك تطورا سريعا في العلاقات بين البلدين، تلعب فيه الطاقة على وجه الخصوص دورا رئيسا، حيث تعد الجزائر من أهم مزودي سلوفينيا بالطاقة.

وتفتح الجزائر وسلوفينيا صفحة علاقات جديدة بمناسبة زيارة تبون التي تعيد من خلالها الجزائر اكتشاف مجالات تعاون واسعة مع سلوفينيا وجوارها. وشهد البلدان تطوراً قياسياً للعلاقات بعد أقل من عامين من قرار تفعيل تبادل التمثيل الدبلوماسي بمناسبة زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى سلوفينيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وبعد أقل من عام من افتتاح سفارات للبلدين في كليهما، في أغسطس/ آب الماضي.

وجرى الترتيب لهذه الزيارة خلال الدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين البلدين التي عقدت في يناير/ كانون الثاني الماضي. ويلتقي تبون، الذي يرافقه وفد حكومي واقتصادي هام، الرئيسة ناتاشا بيرتس موسار وكبار المسؤولين في سلوفينيا، لبحث مجالات التعاون في القطاعات التي تهم البلدين، وعلى رأسها التكنولوجيا والمؤسسات الناشئة وخاصة في مجالات الطاقة. وتوجهت سلوفينيا إلى السوق الجزائرية لتوريد الغاز بالاستفادة من جانب لوجيستي مساعد يتعلق بالأنبوب الذي يربط بين الجزائر وإيطاليا. ففي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وقعت الجزائر وسلوفينيا اتفاقا لضخ إمدادات غاز تقدر بنحو 300 مليون متر مكعب سنويا عبر خط الأنابيب الحالية التي تربط الجزائر بإيطاليا، وهو ما يعزز وجود الجزائر في السوق الأوروبية.

 وفي مايو/أيار 2024، وقعت شركة سوناطراك الجزائرية اتفاقا مع الشركة السلوفينية "جيوبلين"، لزيادة كميات الغاز الطبيعي التي يتم نقلها إلى سلوفينيا عبر أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، بدأت سلوفينيا والمجر محادثات لتشييد خط أنابيب غاز لربط البلدين، ويسمح بضمان وصول الغاز الجزائري عبر إيطاليا، ما يسمح للمجر بخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.

وما يعزز هذه العلاقة على الصعيد السياسي تطابق المواقف بين الجزائر وسلوفينيا في مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمطالبة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، حيث تعد سلوفينيا من بين الدول التي تعترف باستقلال وسيادة الدولة الفلسطينية. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، زارت رئيسة الجمعية الوطنية لسلوفينيا أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش الجزائر، وأكدت ان البلدين "يناضلان من أجل القيم نفسها ويدعمان بعضهما بعضاً في مجلس الأمن".

توجه جديد نحو شرق أوروبا

ومن شأن زيارة تبون إلى سلوفينيا أن تعطي إشارة قوية إلى توجه الجزائر إلى منحيين أساسيين، يتعلق الأول بتنويع فعلي للشراكات مع الدول والمجموعات الاقتصادية، خاصة في وسط أوروبا وشرقها. ويتعلق المنحى الثاني بالرغبة في استعادة خط العلاقة مع دول أوروبا الشرقية التي كانت محسوبة على (المجموعة الشيوعية) قبل سقوط حائط برلين في نهاية الثمانينيات، والتي كانت تربطها بالجزائر علاقات رفيعة قبل التسعينيات، لاعتبارات تاريخية وسياسية، وجمعتها مسارات في منظمات إقليمية ومحطات تاريخية مشتركة.

 ومنذ تعيين أحمد عطاف وزيرا للخارجية، في مارس/آذار 2023، برز اهتمام لافت في هذا الاتجاه، ففي الفترة بين أغسطس/آب 2023 وحتى نوفمبر/ تشرين الأول الثاني، كان الوزير عطاف قد أجرى (عمل سابقاً سفيراً في يوغسلافيا)، سلسلة زيارات إلى دول أوروبا الشرقية شملت صربيا، حيث أعلن بوضوح أن الجزائر تتطلع لإحياء ما وصفها "العلاقات الراكدة" مع بلغراد، كما زار المجر وسلوفينيا والتشيك. كما أعلنت الجزائر عن رغبتها في المشاركة في اجتماعات "مجموعة فيسيغراد"، التي تضم إضافة إلى المجر كلاً من التشيك وبولندا وسلوفاكيا.

ويلعب التاريخ دورا كبيرا في هذا الاتجاه الجزائري نحو دول سلوفينيا وأوروبا الشرقية، والتي كانت ترتبط (بوضعها السابق قبل تقسيم يوغسلافيا وتشيكلوفاكيا) بعلاقات دعم لثورة التحرير قبل الاستقلال، وبعلاقات نوعية مع الجزائر في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث ساعدت في تكوين عدد كبير من الإطارات الجزائرية، وعلى إنجاز البنى التحتية الضرورية بعد الاستقلال، وكشف النقاب في الفترة الماضية عن ترتيب زيارة للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى الجزائر، وعن زيارة ستقوم بها الرئيسة المجرية كاتالين نوفاك إلى الجزائر في وقت لاحق.

Read Entire Article