ARTICLE AD BOX
بعد أكثر من عامين من المعارك، أعلن الجيش السوداني، أمس الثلاثاء، تحرير كامل ولاية العاصمة الخرطوم من قبضة قوات "الدعم السريع" التي كانت قد سيطرت على أجزاء واسعة منها منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/نيسان 2023، وهو ما قد يفتح الباب أمام تركيز الجيش على ولاية دارفور، حيث تتحصن "الدعم السريع" والموالون لها.
ونشر الجيش السوداني اليوم الأربعاء خريطة محدثة توضح مناطق سيطرة الحكومة السودانية ومناطق وجود "الدعم السريع" والحركات المسلحة الأخرى. وقال الجيش، في بيان مرفق بالخريطة، إن "القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تواصل دك أوكار المليشيا المجرمة (الدعم السريع) وتستمر في عمليات تطهير البلاد في طريق إنهاء التمرد ونشر الأمن والاستقرار والانطلاق لإعادة البناء والتعمير". وشملت الولايات الخاضعة لسيطرة الحكومة كلاً من ولايات الخرطوم، والبحر الأحمر، والشمالية، وكسلا، والقضارف، وسنار، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، ونهر النيل، والجزيرة، وأجزاء من ولايات شمال كردفان، وجنوب كردفان وشمال دارفور.
ولايات خاضعة لقوات "الدعم السريع"
في المقابل، تسيطر "الدعم السريع" على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، وهي جنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور، إلى جانب أجزاء من ولاية شمال كردفان، ومناطق واسعة في ولاية غرب كردفان، ما عدا مدينة الخوي وعدداً من القرى الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وفي ولاية جنوب كردفان، تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع "الدعم السريع" على مدينة كاودا وعدد من القرى، فيما يسيطر الجيش السوداني على مناطق حولها في ذات الولاية، بينما تخضع منطقة جبل مرة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تتخذ موقف الحياد من الحرب. ومنطقة جبل مرة سلسلة جبلية وعرة تمتد بين ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور.
يتوقع مراقبون أن تتركز العمليات العسكرية في إقليم دارفور
وتوقع مراقبون أن تتركز العمليات العسكرية في الفترة المقبلة في إقليم دارفور، حيث تحاصر "الدعم السريع" منذ الأشهر الأولى للحرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الوحيدة التي فشلت في السيطرة عليها في الإقليم. وسعى الجيش السوداني لفك الحصار عنها بمساندة رئيسية من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام مع الحكومة)، بينما تتخذ "الدعم السريع" حالياً مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور مركزاً رئيسياً لعملياتها.
وقال المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، العقيد أحمد حسين، لـ"العربي الجديد"، إن "الانتصار الكبير الذي تحقق بتحرير كامل ولاية الخرطوم يمثل خطوة ستكون حاسمة خلال الفترة المقبلة لتطهير المدن السودانية كافة من قبضة المليشيا الغاشمة ومرتزقتها الأجانب قريباً"، مؤكداً "مواصلة كل القوات العمل على تحرير كامل البلاد من مليشيا الدعم السريع وأعوانها".
ماجد علي: فقدان "الدعم السريع" لكامل ولاية الخرطوم يعني مزيداً من الضغوط الميدانية على قواتها في إقليم كردفان
مزيد من الضغوط على "الدعم"
وفي هذا الصدد، رأى الصحافي السوداني ماجد علي، أن فقدان "الدعم السريع" لكامل ولاية الخرطوم يعني مزيداً من الضغوط الميدانية على قواتها في إقليم كردفان المحاذي للخرطوم عبر ولاية شمال كردفان، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن من الواضح أن العمليات العسكرية ستتركز في الأيام المقبلة في دارفور، حيث تتمركز "الدعم السريع" وتستفيد من الحدود المفتوحة مع ليبيا وتشاد، وتحصل على الدعم من هناك عبر الصحراء. وأشار إلى أن الجيش والقوات المساندة له بدأوا بالفعل التحرك عبر محور الصحراء، وهاجموا خلال الفترة الماضية المناطق الاستراتيجية قرب المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد، مثل قاعدة الزرق العسكرية التابعة لـ "الدعم السريع" والتي هوجمت في ديسمبر/كانون الأول 2024 وعُثِر على كمية كبيرة من الأسلحة. كذلك هاجم الجيش والقوة المشتركة المساندة له الأحد الماضي منطقة العطرون، وهي من المواقع المهمة للدعم السريع في صحراء شمال دارفور. وتوقع ماجد أن يكثف الجيش من ضغوطه على دارفور انطلاقاً من ولايتي جنوب وشمال كردفان من جانب، والولاية الشمالية من جانب آخر. كذلك توقع أن تعود الحكومة المركزية إلى مباشرة أعمالها في الخرطوم قريباً، وكذلك قيادة الجيش، وهو ما سيكون له أثر واضح في قيادة المعارك من كثب، خصوصاً في ظل ضم العاصمة لأكبر المقارّ والقواعد العسكرية وأهمها، وعلى رأسها القيادة العامة للجيش.
