لم يتخلَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فكرته في إقامة ريفييرا جديدة على أرض غزة، بعد أن يتم تهجير أهلها إلا من أجل أن تحل محلها فكرة عنوانها "منطقة حرية"، في إشارة إلى أنه يفكر في ضم غزة إلى سلسلة أحلامه التي بدأها بمحاولة شراء جزيرة غرينلاند الدنماركية، ثم ألحق بها كندا وبنما. ذلك يعني بطريقة واضحة أن ترامب الذي سبق له وأن سبّب هزة عنيفة للأسواق العالمية حين قرر أن يفرض رسوماً جمركية مبالغاً فيها على البضائع القادمة من الصين وأوروبا يقول ما يناسب شخصيته المتعالية والمستخفة بالآخرين، غير أنه لا يفعل إلا ما يناسب السياسات المدرجة سلفاً في بنية العقل السياسي الأميركي وهو عقل لا يبرمجه شخص بعينه. ومثلما قدمت الولايات المتحدة تنازلات كبيرة في إطار الاتفاق التجاري الجديد مع الصين، فإن ترامب هو الآخر سيشيح بوجهه عن كل ما سببته تصريحاته السابقة من إنزعاج وقلق لدى حكومات الدنمارك وكندا وبنما التي ربما ستراجع ردود أفعالها المنفعلة من جهة كونها في غير محلها. كان ذلك مجرد مزاح ثقيل. غير أن مسألة غزة حتى وإن كانت نوعاً من المزاح تظل بمثابة موقف لا إنساني يتخذه رئيس الدولة الأعظم في العالم من شعب يتعرض للإبادة. وسيبدو الميزان الأميركي مختلاً إذا ما عرفنا أن ترامب قد أعلن بنفسه عن وقف الحرب الباكستانية والهندية وأن مسعى قيام هدنة بين روسيا وأوكرانيا هو من اختراعاته وأنه هو شخصياً من جعل إيران تقبل على ...