ARTICLE AD BOX
خلال لقاء عاصف مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في البيت الأبيض، الأربعاء، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقطع فيديو زعم أنه دليل على اضطهاد المزارعين البيض في الدولة الأفريقية، لكن تحليلاً أجرته صحيفة نيويورك تايمز، أثبت تحريف ترامب لمحتوى المقطع. وشنّ ترامب خلال الاجتماع هجوماً على جنوب أفريقيا بسبب ما وصفه بـ"الفشل" في مواجهة قتل المزارعين البيض. وبحضور الصحافيين، طلب الرئيس الأميركي من موظفي البيت الأبيض عرض تقرير مدته أربع دقائق على شاشة كبيرة، قائلاً إنه يُظهر سياسيين سوداً من جنوب أفريقيا يدعون إلى اضطهاد البيض.
اختتم التقرير بمقطع من احتجاج في جنوب أفريقيا، تظهر فيه صلبان بيضاء على جانب طريق ريفي، زعم ترامب أنها تُظهر "مقابر" لأكثر من ألف مزارع أبيض قتلوا لأسباب عنصرية في جنوب أفريقيا، بحسب "نيويورك تايمز". وتوصل التحليل الذي أجرته الصحيفة الأميركية إلى أن المقطع يوثّق في الحقيقة موكباً تذكارياً في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2020، بالقرب من مدينة نيوكاسل، في جنوب أفريقيا. ووفقاً لموقع إخباري محلي، كان الهدف تكريم زوجين من المزارعين البيض في المنطقة قالت الشرطة إنهما قُتلا في أواخر أغسطس/ آب من ذلك العام. نُصبت الصلبان في الأيام التي سبقت الحدث، ثم أُزيلت لاحقاً.
وخلال عرض المقطع، قال ترامب لنظيره الجنوب أفريقي: "هذه مقابر هنا. مقابر. أكثر من 1000 مزارع أبيض". لكن البحث أثبت أن الصلبان ليست مقابر للمزارعين، ولم توضع بشكل دائم. وصلت "نيويورك تايمز" إلى صور ومقاطع منشورة على الشبكات الاجتماعية في الأيام السابقة على الموكب التكريمي، تظهر أشخاصاً يقومون بنصب الصلبان البيض. ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن استخدام الصلبان البيضاء أمرٌ متعارف عليه في الاحتجاجات ضد قتل المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وترمز عادةً إلى المزارعين القتلى.
وفي حين تشهد جنوب أفريقيا ارتفاعاً في معدل جرائم القتل، إلا أن إحصاءات الشرطة المحلية لا تشير إلى أن البيض أكثر عرضةً من غيرهم لهذا النوع من الجرائم. وهو ما استعان به رامافوزا وفريقه للدفاع عن موقفهم، مؤكدين أن مشكلة العنف متفشية في أنحاء البلاد، وليست محصورةً في المناطق الريفية أو بالمزارعين البيض. كما نفوا اتهامات ترامب لهم بالمسؤولية عن قتل البيض، وألقوا باللوم على الإجرام "المنتشر في أنحاء البلاد".
وكانت العلاقة بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا قد شهدت خلافات متزايدة في الآونة الأخيرة، خاصةً بسبب موقفها الرافض لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي فبراير/ شباط الماضي، وقع ترامب قراراً بوقف المساعدات لجنوب أفريقيا، مرجعاً قراره إلى "قانون مصادرة الأراضي" الذي صدر في عام 2024، وقضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إضافةً إلى "علاقاتها الوثيقة" مع إيران. وقال ترامب، آنذاك، إن "الولايات المتحدة لا تستطيع دعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة في جنوب أفريقيا على أراضيها، فضلاً عن تقويضها السياسة الخارجية الأميركية والتهديد الأمني الذي تشكله لحلفائنا".
