ترامب يستهدف مجلس الأمن القومي: تقليص نصف موظفيه وتحويل صلاحياته

12 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو، عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق لمجلس الأمن القومي، شملت تقليص عدد موظفيه إلى النصف تقريباً، وتحويل عدد من صلاحياته إلى وزارتَي الخارجية والدفاع. ونقل موقع أكسيوس الأميركي، اليوم السبت، عن مصادر في البيت الأبيض، قولها إنّ هذه التعديلات تهدف إلى "تفكيك البيروقراطية الثقيلة" التي طالما وُصِف بها المجلس، والتي اعتُبرت عائقاً أمام تنفيذ رؤية ترامب السياسية، واعتبر أحد المسؤولين الذين شاركوا في خطة الهيكلة أن هذه الخطوة تمثل "أحدث جولة في المعركة ضدّ الدولة العميقة في واشنطن"، مضيفاً أن "مجلس الأمن القومي هو الدولة العميقة بامتياز".

وترى إدارة ترامب أن مجلس الأمن القومي أصبح جهازاً بيروقراطياً متضخماً، تهيمن عليه قيادات مهنية لا تتوافق مع رؤية الرئيس، وهو ما دفعها لإعادة النظر في دوره وتقليص نفوذه.

وقال المسؤول عن هذه الخطوة، التي ستُقلّص عدد موظفي مجلس الأمن القومي إلى حوالى نصف عدد أعضائه الحاليين البالغ عددهم 350 عضواً: "مجلس الأمن القومي هو الدولة العميقة بامتياز. إنه صراع بين ماركو روبيو والدولة العميقة. نحن نعمل على تقليص حجم الدولة العميقة"، وأكد مسؤولون آخرون لـ"أكسيوس" إن من "سيجري تسريحهم من مجلس الأمن القومي سيُنقلون إلى مناصب حكومية أخرى".

وقال روبيو، في بيان لموقع أكسيوس، إن "إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي تتماشى مع هدفه الأصلي ورؤية الرئيس... سيكون مجلس الأمن القومي الآن في وضع أفضل للتعاون مع الوكالات، ويرى مسؤولون في البيت الأبيض أن مجلس الأمن القومي مليء باللجان التي تُبطئ عملية صنع القرار. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"أكسيوس": "هذا هو النهج الشمولي الذي لم يُجدِ نفعاً".

من جهته، أوضح مسؤول كبير آخر أن إعادة الهيكلة تهدف إلى إعادة تركيز دور المجلس ليقتصر على "تنسيق السياسات وتقديم المشورة بشأنها، دون التورط في تنفيذها"، فيما نقل الموقع عن مسؤول كبير في إدارة ترامب بأن "ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والمدعية العامة بام بوندي، جميعهم تربطهم علاقات جيّدة ببعضهم، ويتفقون على هدف واحد: تنفيذ إرادة الرئيس". وفي هذا السياق، أشار المسؤولون إلى مثال حديث لتحرك ترامب إلى رفع العقوبات عن سورية، إذ استجاب جميع المسؤولين المعنيين بسرعة لتوجيهات الرئيس دون الحاجة إلى لجانٍ أو مسارات بيروقراطية معقدة.

ونقل أكسيوس عن مصدرَين مطّلعَين، قولهما إنّ روبيو سيواصل تولي مهام مستشار الأمن القومي بالإنابة، وهو أمر يفضله ترامب الذي وصفه بأنه "المسؤول والمدير" ويرغب في بقائه "لأطول فترة ممكنة". ويُعرف عن روبيو دعمه لتقليص البيروقراطية، إذ سبق أن أشرف على تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ويسعى إلى تبسيط هيكلية وزارة الخارجية. 

وكان عشرات الآلاف من موظفي الحكومة الأميركية اختاروا الاستقالة بدلاً من تحمّل ما يعتبره كثيرون انتظاراً مؤلماً لتنفيذ إدارة ترامب لتهديداتها بفصلهم، حسب ما تقول النقابات وخبراء الحوكمة والموظفون أنفسهم. ووقّع الرئيس دونالد ترامب، فور توليه منصبه، أمراً تنفيذياً يقضي بخفض حجم وتكاليف الحكومة كثيراً. وبعد أربعة أشهر، لم تُنفَّذ عمليات تسريح جماعي للعمال في أكبر وكالات الحكومة الأميركية بعد، وقد أبطأت المحاكم هذه العملية.

وبدلاً من ذلك، لجأ معظم موظّفي الخدمة المدنية، البالغ عددهم نحو 260 ألف موظف، الذين غادروا أو سيغادرون بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، إلى عروض شراء أو حوافز أخرى للاستقالة، وقال بعضهم لرويترز إنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل ضغوط انتظار الفصل اليومي، بعد تحذيرات متكرّرة من مسؤولي إدارة ترامب بأنهم قد يفقدون وظائفهم في موجة التسريح التالية.

Read Entire Article