تصعيد كلامي بين كييف وموسكو وترمب: لن يحدث شيء حتى ألتقي بوتين

4 days ago 4
ARTICLE AD BOX

<p>الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستقبلاً نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ ف ب)</p>

تصاعدت الحرب الكلامية اليوم الخميس بين روسيا وأوكرانيا قبيل محادثات سلام مرتقبة بينهما في إسطنبول، إذ اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوفد الذي أرسلته موسكو "صوري ومهزلة"، فردت عليه الأخيرة بوصفه بـ "المهرج والزعيم المثير للشفقة".

ولا تزال ترتيبات اللقاء الروسي - الأوكراني غير واضحة، في حين يواصل الجيش الروسي السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية التي تبقى مهمة على صغرها.

وقال الرئيس الأوكراني إن كييف سترسل وفداً إلى إسطنبول برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف لحضور محادثات مع فريق روسي.

وأكد زيلينسكي، الذي دعا إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً مع روسيا، في مؤتمر صحافي في أنقرة أنه لن يذهب إلى إسطنبول لحضور المحادثات بعد أن قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور، وأرسل بدلاً من ذلك ما وصفه الزعيم الأوكراني بفريق منخفض المستوى.

ترمب: لن يحدث شيء حتى ألتقي بوتين 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم إنه لا يتوقع إحراز تقدم في مساعي إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا إلا بعد لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي من غير المقرر أن يحضر محادثات مقررة بين موسكو وكييف اليوم في إسطنبول، في موعد غير محدد بعد.

وأوضح ترمب لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من قطر إلى الإمارات، "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو"، في إشارة إلى بوتين، مضيفاً "لكن علينا حل المشكلة لأن كثيراً من الناس يموتون".

وسافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أنقرة اليوم بعدما دعا بوتين إلى الحضور شخصياً لمحادثات من المقرر أن تستضيفها إسطنبول، وكان بوتين اقترح إجراء محادثات مباشرة هي الأولى منذ ربيع عام 2022، لإيجاد تسوية للحرب التي بدأت بالهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) من العام ذاته.

وعندما سُئل ترمب عما إذا كان يشعر بخيبة أمل إزاء مستوى الحضور الروسي عبر وفد يتقدمه مستشار في الرئاسة، قال "لم أتحقق حتى من الأمر"، قائلاً عن بوتين إنه "من الواضح أنه لم يكن ليذهب، كان سيذهب ولكنه ظن أنني سأذهب، ولم يكن ليذهب لو لم أكن هناك".

وعلى رغم ذلك قال ترمب إن احتمال توجهه إلى تركيا غداً الجمعة لا يزال قائماً إذا ما أحرزت المحادثات بين روسيا وأوكرانيا تقدماً، مضيفاً "إذا حدث أي شيء فسأذهب الجمعة"، مضيفاً "بإمكاننا مساعدة العالم نفسياً، لذا نظن أننا سنحقق نتائج جيدة مع روسيا وأوكرانيا".

وكان الرئيس الأميركي وعد خلال توليه منصبه بإنهاء الحرب فوراً، لكن روسيا رفضت اقتراحاً أميركياً أيدته أوكرانيا بوقف إطلاق نار غير مشروط مدة 30 يوماً، وعلى رغم تحسن العلاقات بين أوكرانيا والإدارة الأميركية لكن ترمب تحدث مجدداً في قطر باستخفاف عن زيلينسكي قائلاً "أعتقد أنه أعظم بائع في التاريخ"، مشيراً إلى أن إدارته خفضت المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وموضحاً أن "ذلك كان سهلاً للغاية، مثل انتزاع الحلوى من طفل".

 

بوتين لن يتجه إلى إسطنبول

في الأثناء قال الكرملين اليوم إن الرئيس الروسي لا يعتزم حالياً السفر إلى إسطنبول لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، لكن الوفد الروسي موجود هناك ومستعد للقاء الفريق الأوكراني، وأرسل بوتين وفداً يضم مستشاراً رئاسياً ونائبين لوزيري الخارجية والدفاع ونواباً لرؤساء إدارات ومدير الاستخبارات العسكرية لإجراء محادثات مع أوكرانيا، وعندما سُئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عما إذا كان بوتين سيذهب إلى إسطنبول إذا فعل الرئيس الأميركي ذلك، قال إن روسيا لا تعرف بعد كيف ستسير المفاوضات، مضيفاً أنه "من السابق لأوانه تحديد نوع المشاركة المطلوبة ومستوى هذه المشاركة، لأننا لا نعرف إذا ما كان المفاوضون الأوكرانيون سيحضرون أم لا، وكيف ستسير المفاوضات".

وفي السياق نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن اللقاء المحتمل بين ترمب وبوتين لا يعتمد بصورة مباشرة على التقدم المحرز في محادثات السلام مع أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقاء بين زيلينسكي وأردوغان

وفي أنقرة أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان محادثات على هامش المحادثات الأوكرانية - الروسية المرتقبة في إسطنبول، وأكد المتحدث باسم زيلينسكي، سيرغي نيكيفوروف، لصحافيين أن "الاجتماع مع أردوغان انتهى"، فيما أوضح مسؤول أوكراني كبير أن الاجتماع استمر أربع ساعات وكان جيداً، وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية زيلينسكي يغادر مكان الاجتماع.

وكان مصدر دبلوماسي أوكراني قال إن بلاده تدرس إرسال فريق لاستطلاع موقف وفد موسكو، وكذلك لتحديد إذا ما كان الوفد مخولاً باتخاذ أية قرارات، وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا كان الوفد الروسي مستعداً لإجراء محادثات جادة فإن الجانب الأوكراني قد يتواصل مع الفريق.

وبحسب المصدر فإذا لم يتمكن الوفد الروسي من إظهار أي نوع من الجدية تجاه المحادثات "فإننا سنملك الحق في الاستنتاج بأن هذه مسرحية روسية وليست عملاً ذا معنى من أجل السلام".

من جهته، أكد فلاديمير ميدينسكي، وهو أحد كبار مستشاري بوتين وكبير المفاوضين في وفد موسكو إلى محادثات السلام مع كييف في إسطنبول، أن روسيا تسعى إلى "سلام طويل الأمد ومستدام من خلال إزالة جذور النزاع".

 

روسيا تصف زيلينسكي بـ "المهرج الفاشل"

في غضون ذلك وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الرئيس الأوكراني بـ"المهرج والفاشل"، بعيد انتقاده تشكيلة الوفد الذي أرسلته موسكو إلى إسطنبول، وقالت إن "من يستخدم كلمة مهزلة، مهرج؟ فاشل؟ شخص بلا أي عِلم"، كما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس الأوكراني بـ "المثير للشفقة" لتوقعه حضور بوتين للقائه.  

وكان زيلينسكي انتقد الوفد الروسي إلى إسطنبول معتبراً أن مستوى تمثيله مهزلة، ومشككاً بقدرة أعضائه على اتخاذ أي قرار في المحادثات، ومؤكداً أن كييف بعثت وفداً "على أعلى مستوى"، مشيراً إلى أنه سيدرس "ما سنقوم به، وما ستكون عليه خطواتنا المقبلة بعد الحديث إلى أردوغان".

كما قالت زاخاروفا إن موقف روسيا إزاء اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا قد تغير ليعكس التغيرات على خطوط الجبهة حيث تتقدم روسيا، ورداً على سؤال لـ "رويترز" عما إذا كان موقف روسيا قد تغير منذ يونيو (حزيران) 2024 عندما قال بوتين إن على كييف أن تتخلى رسمياً عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تسحب قواتها من كامل أراضي أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها، قالت زاخاروفا "نعم، لقد تغير الموقف الروسي بهذا الشكل"، مضيفة أن "هذه التحولات تعكس ما حدث من تغيرات على أرض الواقع".

واستعادت زاخاروفا تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عام 2024 قال فيها إن أوكرانيا تخسر مساحات من أرضها في كل مرة تبتعد فيها من المحادثات مع روسيا.

وتسيطر موسكو حالياً على ما يقل قليلاً عن خُمس أراضي أوكرانيا، وتقول إن هذه المناطق صارت الآن رسمياً روسية، وهو موقف لا تقبله أوكرانيا ولا أوروبا الغربية.

وحول المحادثات المحتملة في إسطنبول قالت زاخاروفا إنه "بالنسبة إلى الجانب الأوكراني، فما مدى استعداده؟ وما الذي هو مستعد له؟ أعتقد أن هذا سيظهر اليوم في إسطنبول"، فيما ذكرت أوكرانيا مراراً أنها لن تعترف رسمياً أبداً بسيطرة روسيا على مساحات من أراضيها.

من جهته قال السفير الخاص لوزارة الخارجية الروسية روديون ميروشنيك اليوم إن مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا لن تكون ممكنة إلا بعد الاتفاق على إستراتيجية لتسوية الصراع.

تركيا متفائلة

وتحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم عن وجود "ما يكفي من الأسباب للأمل" في نجاح محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وقال في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أنطاليا جنوب تركيا، إن "الرئيس الأوكراني زيلينسكي في أنقرة للقاء رئيسنا، ووصل وفد تقني روسي إلى إسطنبول، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو معنا هنا في أنطاليا، وتثبت هذه الزيارات وحدها الرغبة في إرساء السلام، وأنا شخصياً أعتقد أن لدينا ما يكفي من الأسباب للأمل"، مضيفاً أن على روسيا وأوكرانيا "التوصل إلى تسوية" في شأن السلام.

وخلال اجتماع الـ "ناتو" أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تتطلع لحصول تقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وهي مستعدة للبحث في "أية آلية" للتوصل إلى إنهاء الحرب بصورة مستدامة.

subtitle: 
روسيا تصف زيلينسكي بـ "المهرج والفاشل" قبيل محادثات إسطنبول وبوتين لن يتجه إلى تركيا
publication date: 
الخميس, مايو 15, 2025 - 17:30
Read Entire Article