ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">تستورد الهند ما يصل إلى 4.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام (أ ف ب)</p>
بدأت حركة الملاحة البحرية للسفن التجارية والناقلات التي يتطلب مسارها الرسو في موانئ الهند وباكستان بالتضرر الشديد نتيجة الصراع العسكري بين البلدين في الأيام الأخيرة.
وذكر تقرير لشركة "غلوبال كوموديتي انسايتس" التابعة لمؤسسة "ستاندرد أند بورز" العالمية للتصنيف الائتماني أن كلف الشحن البحري والتأمين على السفن ارتفعت بالفعل، إضافة إلى تأخر وصول البضائع مما يزيد من الأضرار نتيجة الحرب وتأثيرها في اقتصاد البلدين وربما أوسع من ذلك.
واعتمد التقرير على ردود الشركات العاملة بهذه السوق وشركات التأمين على السفن والمحللين من أوسلو وسنغافورة ومومباي، وخلص إلى أن الصراع العسكري بين الهند وباكستان زاد بالفعل من كلفة البضائع والسلع المشحونة بحراً ويتوقع أن يضر بالتجارة عبر المنطقة على المدى القصير.
ويضاف هذا التطور السلبي الأخير إلى الأضرار الموجودة بالفعل نتيجة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ بدء رفع رسوم التعريفة الجمركية، وكذلك ضريبة الكربون التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سفن الشحن البحري والناقلات، كل ذلك في ظل ارتفاع كلفة الشحن البحري ورسوم التأمين على السفن وطول مدة الإبحار مما يزيد كلفة التشغيل نتيجة هجمات الحوثيين على السفن المارة بمضيق باب المندب وتضرر مسار البحر الأحمر – قناة السويس، كما أن كلفة التأمين ومن ثم كلف الشحن لا تزال مرتفعة على مسار الخليج – مضيق هرمز أيضاً.
تفادي موانئ الهند وباكستان
رفعت شركات التأمين على النقل البحري بالفعل تقييمها للأخطار في مسار شرق بحر العرب من "منخفض" إلى "متوسط"، مما يعني زيادة أقساط التأمين على السفن والناقلات التي تستخدم ذلك المسار، وبدأت السفن بالفعل تتفادى موانئ الهند والباكستان القريبة من مناطق القصف خشية التعرض للأذى.
ومع تردد طواقم السفن في دخول تلك الموانئ هناك أيضاً تأخير في رسو السفن على أرصفة الموانئ الباكستانية والهندية. وتخشى شركات النقل البحري من تعرض سفنها للأضرار الجانبية من القصف المتبادل نتيجة أي سوء فهم وتقدير أو الحوادث العرضية أو الخطأ التقني أو البشري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت إدارات الأمن والسلامة في شركات الشحن البحري زيادة مطالباتها لمستأجري السفن وعملاء الشحن البحري بتوفير تفاصيل أكثر عن السفن التي يتضمن مسارها الرسو في ميناء كراتشي والموانئ الهندية خلال الأسابيع المقبلة.
ويقول أحد المصادر من شركة ناقلات، إن "هذا سيناريو مختلف تماماً، إذ نعد حياة طواقمنا مهمة جداً، ولن ترسو أي من سفننا في ميناء كراتشي لما تبقى من هذا الشهر"، مشيراً إلى أن معظم الطواقم على سفن الشركة هم من أصول هندية.
إلى ذلك تعد التجارة الهندية أكثر تضرراً، إذ إن الهند من كبار مصدري المشتقات البترولية المكررة وتشحن من موانئها ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً من منتجات تكرير البترول، وتستورد الهند ما يصل إلى 4.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام. وتستورد الهند أيضاً الفحم وزيت الخضراوات وغيرها من المنتجات التي تنقل إليها بالشحن البحري، أما باكستان فتستورد النفط الخام والمشتقات المكررة القادمة إليها عبر الخليج.
توقع زيادة الأضرار
وما لم تتوصل الهند وباكستان إلى اتفاق لخفض التصعيد العسكري ستظل موانئ البلدين مغلقة ليلاً ولا تعمل سوى في النهار، إذ لن تدخل السفن للرسو في أرصفة موانئ البلدين أو تتم عمليات الشحن والتفريخ إلا في ضوء النهار.
وبحسب مصادر التقرير المختلفة فإن موانئ سيكا وكاندالا ومودرا في الهند حالياً مغلقة ليلاً، ويؤدي ذلك إلى تأخر شحن وتفريغ حمولات السفن مما يؤخر الإمدادات ويرفع الكلف.
في اليوم الأخير من الأسبوع، أمس الجمعة، زادت شركة "بلاتس" تقديراتها للكلفة على المسار البحري من الخليج إلى شمال آسيا وسنغافورة بصورة كبيرة.
وبالفعل، رفعت شركات التأمين على الشحن البحري الرسوم بصورة واضحة في اليومين الأخيرين بإضافة ما تسمى "علاوة أخطار حرب إضافية".
وكان المشاركون في مؤتمر الأمن البحري الدولي "امدكس آسيا" مطلع الأسبوع حذروا بالفعل من ارتفاع تأمين أخطار الحرب في حال تصاعد الصراع في جنوب آسيا.
ويخشى الجميع من أن تصعيد الصراع العسكري بين الهند وباكستان يمكن أن يحول مسار التجارة بالشحن البحري في بحر العرب إلى وضع يماثل مسار البحر الأحمر، كما أن ذلك سيضيف إلى الأخطار الجيوسياسية التي تضر بالفعل ليس فحسب بالنقل البحري ولكن بالتجارة العالمية ككل، خصوصاً بين الشرق والغرب.