ARTICLE AD BOX
تتوالى التقارير العبرية حول خطة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد خمسة أيام من إطلاقه عملية "عربات جدعون" العسكرية، التي تمثل مرحلة جديدة من حرب الإبادة على قطاع غزة. ووفقاً لما أوردته يستهدف العدوان الحالي السيطرة على 75% من مساحة القطاع ومواصلة تقطيع أوصاله، وتحويله إلى "غزة صغيرة". ونقل موقع القناة 12 العبرية اليوم الخميس عن مسؤول أمني رفيع المستوى، لم يسمه، قوله إن "الهدف هو تقليص مساحة غزة وإخراج حماس من منطقة راحتها"، زاعماً أن تقليص مساحة غزة سيؤدي إلى عزل حركة حماس عن السكان. وأضاف ضمن تصريحه "سننشئ نقاط تفتيش وسيطرة لفرز عناصر حماس"، وفي نهاية العملية، سيكون فقط ربع قطاع غزة خارج السيطرة الإسرائيلية.
تتعارض هذه التصريحات، مع ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، الذي زعم فيه أن الهدف النهائي لعملية "عربات جدعون" هو السيطرة على كامل مناطق القطاع، قائلاً: "قواتنا تسيطر على المزيد والمزيد من المناطق في غزة. في نهاية العملية، ستكون جميع أراضي القطاع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية". ولفت الموقع العبري، إلى أنه "من خلال النظر إلى خريطة القطاع كما تبدو في الوقت الراهن، تمكن ملاحظة أن الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على أكثر من 50% من أراضي القطاع، بحيث يفرض سيطرة عملياتية في بعض المناطق، وموجود في معظمها، ولكن لا يوجد سكان فلسطينيون في هذه المناطق، بسبب نزوحهم من مكان إلى آخر، مثل مدينة غزة، ومخيمات الوسط، والمواصي، وخانيونس".
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم، أنه في إطار توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، يعتزم الجيش الإسرائيلي السيطرة على ما بين 70% إلى 75% من مساحة القطاع في غضون ثلاثة أشهر. ووفقاً للخطة، سيقسم جيش الاحتلال القطاع عند عدة نقاط باستخدام خمس فرق عسكرية، أربع من بينها للهجوم وواحدة للدفاع، كما سيعمل على تطبيق نموذج رفح في جميع المناطق التي تصل إليها قوات الاحتلال. وبعد الأشهر الثلاثة الأولى من العملية، يخطط جيش الاحتلال، لمواصلة نشاط "تطهير" المناطق لعدة أشهر إضافية. وقد لمّح رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، هذا الأسبوع، إلى أن الجيش يمكنه إنهاء العملية العسكرية في أي وقت وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية، وذلك في حال تم التوصل إلى صفقة تتعلق بإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
ووسع الاحتلال عدوانه في الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن يتصاعد أكثر في الأيام المقبلة. وبحسب التطورات، سيتم استدعاء جنود احتياط لم يتم تجنيدهم حتى الآن في هذه المرحلة. ويعتزم جيش الاحتلال دفع السكان الفلسطينيين في شمال القطاع نحو الوسط والجنوب. كما تعتزم إسرائيل تسريع وتيرة الجهود لتهجير سكان غزة إلى خارج حدود القطاع، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة العبرية في هذا السياق، عن مصادر رفيعة لم تسمّها، أن الجانب الأميركي لا يولي اهتماماً كافياً لهذه القضية (أي التهجير)، على نحو يسمح بتنفيذ هذه الخطوة بسرعة أكبر.
في غضون ذلك، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، إنذاراً عاجلاً وأوامر إخلاء إلى "كل سكان قطاع غزة الموجودين في شمال القطاع في أحياء غبن، الشيماء، فدعوس، المنشية، الشيخ زايد، السلاطين، الكرامة، مشروع بيت لاهيا، الزهور، تل الزعتر، النور، عبد الرحمن، النهضة ومعسكر جباليا". ووفقاً للبيان، فإن جيش الاحتلال "يعمل بقوة شديدة في مناطق وجودكم"، بزعم وجود عناصر للمقاومة، "وفي ضوء ذلك سيقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ". وأضاف جيش الاحتلال مخاطباً السكان: "تعتبر المناطق التي توجدون فيها مناطق قتال خطيرة.. أخلوا فوراً واتجهوا جنوباً".
