ARTICLE AD BOX
السليمانية/ سوزان طاهر
أخيراً وبعد طول انتظار، وقعت وزارتا التعليم العالي الاتحادية، ووزارة التعليم العالي في حكومة إقليم كردستان اتفاقاً يقضي بتبادل قبول الطلبة في الجامعات الاتحادية، وجامعات الإقليم.
وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الاتحادية في يوم 5/5/2025، عن توقيع اتفاق مع وزارة التعليم العالي في حكومة إقليم كردستان، لتنظيم آليات تبادل قبول الطلبة بين جامعات المركز والإقليم.
ووفقاً لبيان وزارة التعليم فإن "الاتفاق يتضمن تخصيص مقاعد دراسية ضمن برامج الدراسات الأولية والعليا للطرفين، تشمل التخصصات الطبية والهندسية والإنسانية والتقنية على وفق الضوابط المعتمدة لدى الجانبين وإجراءات التقديم والتنافس الرسمي بدءًا من العام الدراسي 2026- 2025".
وأكد الجانبان، حسب البيان، أن "الاتفاق يحصل للمرة الأولى على مستوى تحديد الإجراءات وآليات تنفيذها، ويأتي ضمن مسار حكومي يهدف إلى تسهيل حركة الطلبة والباحثين وتعزيز التفاهم والشراكة العلمية وأواصر التعاون والتكامل بين المؤسسات الأكاديمية في عموم العراق".
وفي السنوات السابقة كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق تنشر دليل قبول الطلبة في الجامعات العراقية دون الإشارة لجامعات إقليم كردستان، كون لا يحق للطلبة الدراسة في تلك الجامعات.
تطوير الجامعات
وبهذا الصدد يقول الأستاذ المساعد في جامعة السليمانية أوميد محمد، إن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة لتطوير الجامعات في الإقليم والمركز.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "هذا الاتفاق كان لا بد من حصوله قبل سنوات، لأنه يعزز فرصة الطلبة، وخاصة في المجموعات الطبية والتقنية، وخاصة لطلبة إقليم كردستان، باعتبار أن خيارات الطالب محدودة في 5 جامعات فقط".
وأضاف أن "الطالب في محافظات الوسط والجنوب سيستفيد من هذا الاتفاق، كون جامعات الإقليم أصبحت متقدمة علمياً، بفعل اتفاقيات الشراكة التي وقعتعها مع جامعات عالمية رصينة، أدت لتطوير واقعها العلمي والتقني".
وكانت مؤسسة انديكس العلمية الدولية قد وضعت جامعة السليمانية في المرتبة الأولى على مستوى جامعات كردستان والثانية على الصعيد العراقي.
ووفقا للمؤسسة الدولية فإن جامعة السليمانية تفوقت في العام ٢٠٢٤ على مجمل الجامعات الحكومية والأهلية بكردستان وحلت في المركز الأول بينما جاءت في المركز الثاني على مستوى الجامعات العراقية ككل، وتعتمد المؤسسة في تقييماتها وتصنيفاتها على المعايير التي يعتمدها الباحث العلمي "غوغل سكولر".
ويعتمد التصنيف والتقييم الذي تعتمده مؤسسة “انديكس” على الدقة والموضوعية من خلال عدة مؤشرات ومعايير تقيم فيها المهام الشاملة للجامعة والمراكز البحثية ومن ضمنها جودة التعليم والتعلم وتميز أعضاء هيئة التدريس ورصانة البحوث والدراسات التي يقدمونها، مما يساعد على وضع برنامج عمل للإصلاح والتطوير، والبحث العلمي، والابداع والريادية والابتكار.
تعزيز الشراكة
وفي سياق آخر تصف النائبة في البرلمان العراقي عن الاتحاد الوطني الكردستاني سروة محمد خطوة الاتفاق بين وزارتي التعليم الاتحادية والتعليم في حكومة كردستان بالمهمة والمفيدة.
وأوضحت في حديثها لـ(المدى) أن "هذه الخطوة ستطور من واقع الجامعات في الإقليم والمركز، كون كل جامعة فيها نقص في جانب معين، ويمكن لها ان تستفيد من الجامعات الأخرى، وتسد النقص الذي تحتاجه، سواءً من الأجهزة أو الكوادر أو المختبرات".
وأشارت إلى أن "السماح بقبول الطلبة، يعد خطوة مهمة، كون هذا الأمر لم يكن معمولا به سابقاً، بسبب إشكاليات تقنية، تتعلق باللغة العربية والكردية، وهذا الأمر يمكن تجاوزه مع التطور التكنولوجي الحاصل".
إشكاليات اللغة
وشهد إقليم كردستان توسعاً كبيراً في مؤسسات التعليم العالي، بما في ذلك الجامعات والكليات والمؤسسات التقنية التي توفر الفرص لمزيد من الطلاب لمتابعة التعليم العالي.
وبخصوص لغة التدريس: في العديد من مؤسسات التعليم العالي، يتم تقديم الدورات باللغتين الكردية والعربية، مما يسمح للطلاب بالدراسة بلغتهم الأم. كما تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العلمية الدولية للأبحاث والمنشورات.
الصحفية المقيمة في إقليم كردستان ديما علي أكدت بأن هذا القرار ستستفيد منه الآلاف من العوائل التي كان امام أبنائها عوائق للاستقرار في مدن الإقليم، أو المدن العراقية الأخرى.
وأضافت خلال حديثها لـ(المدى) إلى أن "العديد من العوائل ممن كانت مستقرة في محافظات إقليم كردستان تضطر للانتقال إلى بغداد والمحافظات الأخرى، بعد دخول أبنائها في الجامعات، بسبب عدم السماح لهم بالقبول في جامعات كردستان".
كما أن، العكس حيث توجد عوائل كردية من إقليم كردستان لديها فرصة عمل في بغداد ومحافظات أخرى، ولكن بسبب وجود أبنائهم في الجامعات، فلا يستطيعون الانتقال لتلك المدن.
وعانى التعليم الجامعي في إقليم كردستان خلال السنوات الأخيرة من تراجع بسبب الأزمة المالية التي أثرت على كل مفاصل الحياة في الإقليم، حيث اضطرت عدد من جامعات الإقليم، لتقليص برامجها العلمية، وتقليل نشاطاتها ودوراتها، والإيفادات لجامعات الخارج.
The post توحيد القبول.. خطوة أكاديمية جديدة تُنهي قطيعة طويلة وتعزز الشراكة العلمية بين بغداد وأربيل appeared first on جريدة المدى.