ARTICLE AD BOX

<p>خلال موسم هذا العام التقطت عدسة "اندبندنت عربية" مشاهد من تنوع الأزياء التقليدية التي ارتداها الحجاج بعد تحللهم (اندبندنت عربية)</p>
منذ لحظة وصول الحجاج لأداء مناسك الحج، يتجردون من مظاهر التفاخر الطبقي والانتماء الوطني في مشهد يوحّد الشكل والمقصد، مبتدئاً بتجرد الرجال من ثيابهم المعتادة لارتداء قطعتين من القماش الأبيض، خاليتين من الخياطة، فيما ترتدي النساء ملابس تراعي الضوابط الشرعية المعروفة.
وعلى رغم أن الأيام الأولى من الحج توحي بوحدة بصرية لكن هذا التوحد الظاهري لا يطول، فمع التحلل من الإحرام بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، تبدأ الهويات الثقافية في الظهور مجدداً، فترتدي الشعوب أزياءها التقليدية التي تعكس انتماءها وهويتها، معبرة عن فرحتها بحلول عيد الأضحى وانتهاء مناسك الحج، ليصبح المشهد لوحة غنية بالتنوع الثقافي.
وخلال موسم هذا العام التقطت عدسة "اندبندنت عربية" مشاهد من تنوع الأزياء التقليدية التي ارتداها الحجاج بعد تحللهم، فبرزت الـ "باتيك" والـ "معوز" و الـ "تشابان" و الـ "كالباك" و"المظلة القشية" وغيرها من الرموز الثقافية التي حملها الحجاج معهم من أوطانهم إلى المشاعر المقدسة.
الثقافة الآسيوية
بالنسبة إلى الحجاج الإندونيسيين فقد حضروا بأزيائهم المصنوعة من قماش الـ "باتيك" المزين بنقوش نباتية وهندسية يستخدم فيها الشمع والصبغ للرسم على القماش، حيث يعد الـ "باتيك" تراثاً وطنياً مدرجاً ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الـ "يونيسكو"، ويمثل فخراً وطنياً في جميع المناسبات، بما في ذلك موسم الحج.
وفي سياق الحضور الآسيوي يعرف التركمان بتمسكهم بالزي التقليدي الذي يجمع بين الحشمة والزخرفة الدقيقة، فيرتدي حجاجهم الـ "تشابان"، وهو عبارة معطف تقليدي ثقيل مزين بالتطريزات المعقدة والضفائر يلبس فوق الرداء الداخلي، ويعد رمزاً للمكانة والثراء، كما تلفت الأنظار قبعة "تيلبيك" المصنوعة من جلد الغنم والتي تستخدم للحماية من برد الشتاء وحر الصحارى، وتعد من أبرز رموز الزي التركماني البدوي، أما في قرغيزستان فيرتدي الرجال قبعة الـ "كالباك"، وهي غطاء رأس تقليدي مدرج في قائمة "يونيسكو" للتراث الثقافي غير المادي، ويوفر ظلاً في الصيف ودفئاً في الشتاء، ويرتدى في المناسبات والاحتفالات، ويعد رمزاً وطنياً يعكس طبيعة البلاد الجبلية المغطاة بالثلوج.
وأثارت بعض الحاجات التركيات الانتباه حين ارتدين أزياء تقليدية طويلة الأكمام ومطبوعة بنقوش شعبية، تلبس من فوقها صدرية صوفية محبوكة تعرف بالـ "يليك"، وهي قطعة تقليدية شائعة بين النساء الكبيرات في السن، ولا سيما في المناطق الريفية من تركيا، أما الغطاء فهو وشاح تقليدي يلف حول الرأس بطريقة خاصة تعكس الثقافة التركية، وغالباً ما يكون بلون أزرق أو مزين بنقوش بسيطة.
فيما تميز حجاج الهند بارتداء الـ "بنجابي"، الزي التقليدي الذي يتكون من قميص طويل يدعى "كورتا" وسروال فضفاض يعرف بـ "باجاما" أو "سالوار"، ويمتاز بأناقته وراحته، وتختار بعض النسخ منه التطريز الخفيف على الصدر والأكمام، ليرافقه عمامة أو شال خفيف يلف على الكتف، ويقول الحاج الهندي عبدالسلام خان لـ "اندبندنت عربية" إن "البنجابي لبس مريح ويمثل جزءاً من هويتنا، وله طابع روحي نرتبط به منذ الطفولة"
المعوز والشماغ
أما الحجاج اليمنيون فتميزوا بارتداء الـ "معوز"، وهو الرداء السفلي التقليدي الذي يلف حول الخصر، ويعد رمزاً للهوية اليمنية ولا سيما في المناطق الجنوبية والساحلية، وغالباً ما يرافقه القميص بألوانه المتعددة، إضافة إلى العمامة المعروفة بـ "العصبة"، ويقول أحدهم "نحرص على الـ 'معوز' في ختام الحج لأنه يمثل زينا التقليدي ويربطنا بأرضنا".
كذلك كان الحجاج السعوديون أيضاً لافتين بظهورهم بالزي الوطني المتمثل في الثوب والشماغ والعقال، والذي أثار إعجاب بعض حجاج الخارج فارتدوه مثلهم، فيما حرص آخرون على التقاط صور تذكارية مع السعوديين الذين ارتدوا زيهم الوطني في مشهد يعكس احترام وتقدير الثقافة السعودية.
أزياء القارة الإفريقية
كذلك برزت أزياء تقليدية لافتة من أفريقيا ومنها الـ "بوبو" الذي يشيع في دول نيجيريا والنيجر ومالي والسنغال، ويعد من أكثر الأزياء ارتباطًا بالمناسبات الدينية والرسمية، ويمتاز بقماشه الفضفاض والطويل الذي يوفر الراحة في المناخ الحار، ويتزين بتطريزات دقيقة على الصدر تعد سمة بارزة لملابس الرجال الرسمية في تلك البلدان، إذ يرتدى في المناسبات الدينية مثل الأعياد والحج.
ومن بين الحجاج المصريين تميز أبناء الصعيد بارتداء الثوب الصعيدي المعروف بجلاليبه الواسعة ذات الأكمام الطويلة والياقة المغلقة ولونه الرمادي أو الكحلي في الغالب، والمصنوع من القطن الثقيل أو الكتان، يرافقه في بعض الأحيان شال قطني يلف حول الرقبة أو الرأس، أما المغاربة فبرزوا بـالـ "دراعة" بألوانها المميزة، إذ تعد اللباس التقليدي في الصحراء وتتميز بكونها فضفاضة تتيح راحة كبيرة وحرية أثناء الحركة.
وحافظ الحجاج السودانيون على زيهم التقليدي المكون من الجلابية البيضاء الفضفاضة والعمامة القطنية الطويلة التي تلف حول الرأس بطريقة متقنة، إذ إن هذا الزي يعكس الروحانية والبساطة في آن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تقتصر مشاركة الحجاج على الأزياء المطرزة أو الطواقي اليدوية، فمن تونس برزت "مظلة القش" التقليدية المصنوعة من سعف النخيل أو القش، والتي وضعوها فوق رؤوسهم لحماية أنفسهم من حرارة الشمس، لتمثل رمزاً شعبياً يعكس هوية الحاج التونسي وتمسكه بها.