ARTICLE AD BOX
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل الغارات العنيفة التي أوقعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عشرات الشهداء والجرحى، وسط تفاقم للأزمة الإنسانية في مختلف مناطق القطاع. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 65 شهيداً و315 جريحاً إلى المستشفيات، إضافة إلى 26 شهيداً و117 إصابة أخرى من بين ضحايا المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات، ما يرفع عدد الشهداء في تلك المناطق إلى 300، وعدد الجرحى إلى أكثر من 2,649، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة بفعل الحصار والقصف المتواصل وندرة المساعدات. ومع تعاظم الخسائر البشرية، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مستشار الأمن القومي في دولة الاحتلال قوله إن إسرائيل وافقت على مقترحات تتعلق بصفقة مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، تشمل وقفاً طويل الأمد لإطلاق النار، وإن نتنياهو وجّه بالتعامل معها بمرونة أكبر.
في موازاة استمرار القصف، دخلت البنية التحتية والخدمات الأساسية في غزة مرحلة الانهيار التام، إذ أعلنت بلدية النصيرات توقف جميع خدماتها الحيوية بدءاً من صباح الغد، بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي وآليات جمع النفايات، محذّرة من كارثة بيئية وصحية قد تهدد حياة آلاف السكان إن استمر توقف الخدمات. ووجّهت البلدية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتحرك السريع وتحمّل مسؤولياتهم، خصوصاً في ظل الانقطاع الكامل لشبكات الدعم والتوريد، واستحالة تنفيذ أي تدخل إنساني في ظل الوضع الأمني الراهن. ويُشار إلى أن الأزمة لا تقتصر فقط على البنية التحتية، بل تشمل أيضاً توقف إمدادات الغذاء والماء والدواء، في ظل القيود الإسرائيلية الخانقة وانعدام أي ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
كذلك تزامنت المجازر المتصاعدة في غزة مع تحركات شعبية ودولية انطلقت من مصر بهدف كسر الحصار والدخول إلى سيناء، لكنها قوبلت بردّ أمني حازم من السلطات المصرية التي منعت تقدم القوافل واحتجزت مئات النشطاء لفترات قصيرة، قبل أن ترحّل عدداً كبيراً منهم. وتُظهر هذه الحادثة تشابكاً معقداً بين الأوضاع الإنسانية والسياسات الإقليمية، وسط دعوات حقوقية متزايدة إلى تسهيل إيصال المساعدات إلى سكان القطاع المحاصَر منذ سنوات. وبينما تتزايد الضغوط الشعبية والدولية لوقف العدوان ورفع الحصار، لا تزال المعطيات على الأرض تشير إلى مزيد من التصعيد، في ظل عدم وجود أفق واضح لحل سياسي عاجل أو تهدئة مستدامة.
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب على غزة أولًا بأول..
