حريق خربة داوود... لاجئون سوريون ناجون بلا هويات

1 week ago 7
ARTICLE AD BOX

اندلع حريق كبير، منتصف ليل أمس السبت، في مخيّم للاجئين السوريين ببلدة خربة داوود في قضاء عكار شمال لبنان، من دون أن يتسبب بإصابات بشرية، لكنه خلّف أضراراً مادية كبيرة، وترك خلفه شهادات موجعة تختصر حال اللجوء والمعاناة المستمرة في لبنان.

والتهمت ألسنة النيران نحو 37 خيمة، وامتدت لتطاول الأوراق الثبوتية والممتلكات الشخصية، ما عمّق معاناة عائلات لم تنجُ إلّا بأجسادها. يروي أحمد عنقور، وهو ربّ أسرة سورية لاجئة مكث في أول خيمة اشتعلت فيها النيران، لـ"العربي الجديد" تفاصيل اللحظات الأولى من الكارثة، ويقول: "نحو الساعة الثانية فجراً، عادت كهرباء الدولة بعد انقطاع طويل، وحصل ماس كهربائي للحظة تحوّلت إلى مأساة. أصبنا جميعنا بفزع وأيقظنا الأولاد، وحاولنا إخماد النيران لكنها كانت أسرع منّا، وامتدت بسرعة مخيفة من خيمة إلى أخرى".

ولم يكن الحريق عادياً إذ رافقته سلسلة انفجارات نتجت من احتراق بطاريات كهربائية وأسطوانات غاز تُستخدم في الطهو والتدفئة، وقال عنقور: "سمعنا أصوات انفجارات، وحاول كل سكان المخيّم أن يُساهموا في إخماد الحريق بوسائل بسيطة، لكن الإمكانيات كانت معدومة؛ لأن المخيّم غير مجهّز بأي وسيلة للإطفاء أو للاستجابة للطوارئ"، تابع: "انهدم بيتي. أعيش منذ عشر سنوات في هذه الخيمة، كل تعب عمري ضاع بلحظة. احترقت أوراقي الثبوتية، وضاعت أموالي وهاتفي. كل ما أملك تحوّل إلى رماد، واليوم لا أملك شيئاً، ولا أعرف من أين أبدأ. أحتاج من يدلّني على ما يجب أن أفعله، الوضع كارثي. الأولاد في حالة صدمة، ويسألونني أين سنذهب؟ ماذا سيحلّ بنا؟ لا شيء يثبت هويتي الآن. كل الوثائق احترقت. ننتظر أن يتواصل معنا أحد من الأمم المتحدة أو أي جهة إنسانية. وحتى الدرك ننتظرهم ليكتبوا لنا تقريراً بما حصل كي نستطيع التحرك وطلب مساعدة".

ويعيش نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري في لبنان، غالبيتهم في ظروف معيشية متردّية داخل مخيّمات غير رسمية تنتشر في سهل البقاع والشمال والجنوب، وتفتقر إلى الحماية القانونية والبنى التحتية والخدمات الأساسية. وتبقى هذه الحوادث المتكرّرة شاهداً على الإهمال المزمن، وعلى غياب أي سياسة واضحة تتعامل مع قضية اللجوء بمنطق إنساني يمنع تحوّل المأساة إلى موت بطيء يتكرر في كل مرة.

وأعادت الحادثة إلى الواجهة هشاشة مخيّمات اللاجئين في لبنان المشيّدة غالباً من شوادر وخشب ومواد قابلة للاشتعال، وتفتقر إلى أدنى معايير السلامة. وهي بالتالي عرضة دائمة لكوارث مس كهربائي أو اشتعال وسائل التدفئة، أو حتى حرائق متعمدة في بعض الأحيان. وفي مطلع نيسان/ إبريل الماضي شبّ حريق مشابه في مخيّم آخر قرب المركز الثقافي بمدينة صور (جنوب) التهم عشرات الخيم.

وقال ربيع مرعي، المسؤول عن تنظيم الخيم في خربة داوود، لـ"العربي الجديد": "لم يحضر ولم يسأل أحد عمّا حصل.اتصلت الأجهزة الأمنية فقط للسؤال عن أسباب الحريق، وقد اضطر قاطنو المخيّم إلى المبيت تحت الأشجار في الحديقة التابعة له، ولجأ من استطاع إلى منازل أقاربه في القرى المجاورة في انتظار أي تحرّك رسمي أو إنساني يعيد إليهم بعض الإحساس بالأمان".

Read Entire Article