ARTICLE AD BOX
يقدّم الفنان الفلسطيني السوري أسامة دياب (1977) رؤية فنية حول الحرب التي تتحوّل إلى واقع يومي، في معرضه "حلم سريالي" الذي افتتح في السادس من الشهر الماضي، ويختتم اليوم في "غاليري سنا" بمدينة أوترخت الهولندية.
ينطلق الفنان من ذكرياته وتجربته لاجئا، حيث يلملم شظايا الدمار من أوراق الشجر، الزهور، وأجزاء مشوهة من الأجساد، ويعيد بناءها كما لو أنه يعيد تركيب العالم وفق شروطه الإبداعية. ويأتي المعرض ضمن مقاربته لمفهوم المسرح بوصفه فضاءً حراً للخلق وإعادة التكوين لقصص ومشاهد حياتية، مستلهماً لوحة "غرنيكا" لبيكاسو، التي أعاد تفكيكها وإسقاط فلسفتها على تجربته الخاصة.
تتحول لوحات دياب إلى مسارح صغيرة؛ أشياء تتدلى من السقف مثل أضواء المسرح، كتل وخطوط تملأ المساحة، وإشارات إلى واقع ممزق؛ حيث تصبح اللوحة منصة لتمثيل الواقع السياسي والاجتماعي والمكاني، بتكوينات تتساقط من أعلى نحو الأرض.
وتستمد أعماله قوتها من تجربته الشخصية مع اللجوء والدمار، سواء في سورية حيث نشأ، أو من المشاهد الدامية التي شهدها في غزة، حيث يتحول القصف والدمار إلى رافد بصري لإعادة بناء الأجساد والطبيعة المهشمة بطريقة ثنائية وثلاثية الأبعاد، مستخدماً عناصر حية في تركيب بصري مكثف وتأويلي لفهم الحروب.
ويستند المعرض إلى مشاهد الحرب والانفجارات والأشلاء، حيث عمل الفنان على تصوير الدمار ليكون انعكاساً سريالياً لعالم محطم يشتبك فيه الإنسان مع الطبيعة في لحظة انكسار دائم عبر عناصره ومفرداته، مقترحاً إعادة خلق الحياة بعد الموت، شاهدة على صراع لا ينتهي.
التلاقي بين الإنسان والطبيعة، ثيمة تحضر في بعض لوحاته حيث يستخدم نباتات عادية يعالجها فنياً، لتتحول إلى حركات بصرية تتصارع فيها الحياة مع الموت. تظهر بنية العمل من خلال تكثيف العناصر في أعلى اللوحة، وتلاشيها تدريجياً نحو الأسفل، وتتحول الأشجار والنباتات إلى انعكاس رمزي لمعاناة الإنسان، وتصير الطبيعة شاهداً وناجياً من الحروب، كما هو الإنسان.
يُذكر أن أسامة دياب تخرج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 2002، ويمزج في أعماله بين الواقعية التعبيرية والتجريد السريالي، مستخدماً تقنيات متنوعة تتراوح بين الرسم التقليدي والكولاج والتركيب المجسم، قدّمها في عدد من المعارض الفردية والجماعية في السعودية وهولندا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة.
