ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ ب)</p>
نشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم السبت مقطع فيديو لرهينتين إسرائيليين على قيد الحياة في غزة، يدعو فيه أحدهما إلى وضع حد للحرب، بينما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني السبت مقتل 15 شخصاََ بغارات وقصف إسرائيلي على أماكن عدة في القطاع.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية يظهر في الفيديو البالغة مدته ثلاث دقائق ونيفاً، إلكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا، وهما اختطفا في إسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي شنّته "حماس".
يظهر الرجلان في الفيديو بغرفة صغيرة أحدهما متربع أرضاً وحليق الرأس وذراعه موشومة ويتحدث محركاً يديه، بينما الآخر ممدد ومغطى ويبدو واهناً وقد لزم الصمت.
على غرار مقاطع الفيديو السابقة التي نشرتها كتائب "عز الدين القسام" وهي تحدث رهائن تحت الضغط، شرح الرجل الحليق الرأس أن رفيقه في وضع جسدي وذهني صعب جداً، ودعا المسؤولين الإسرائيليين إلى وضع حد للحرب.
ويبلغ يوسف حاييم أوهانا 24 سنة فيما يبلغ إلكانا بوحبوط 36 سنة وقد اختطفا خلال مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل في هجوم "حماس" الذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.
وسبق أن ظهر الرجلان في تسجيلات فيديو سابقة نشرتها "حماس".
من بين 251 شخصاً خطفوا في هجوم "حماس"، لا يزال 58 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.
وتحتفظ "حماس" برفات جندي إسرائيلي قُتل في حرب سابقة اندلعت في القطاع عام 2014.
غارة على خيمة
وفي تقاصيل الضربات على القطاع، أعلن الدفاع المدني السبت، مقتل خمسة أشخاص في غارات إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في مدينة غزة، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الضربة بعد، بينما أفاد قريب للضحايا بأن القتلى زوجان وأطفالهما الثلاثة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية "تم انتشال خمسة قتلى وعدد من المصابين في استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي لخيمة بحي الصبرة في مدينة غزة".
وأظهرت لقطات لمصور وكالة الصحافة الفرنسية، عدداً من الأشخاص ينتحبون قرب الضحايا الذين سجيت جثامينهم أرضاً وقد لفت بأكفان بيضاء مختلفة الحجم.
وقال عمر أبو الكاس، جد الأطفال لأمهم، للصحافة الفرنسية "ثلاثة أولاد ومعهم أمهم وزوجها، كانوا نائمين داخل خيمة وتم قصفهم من دون ذنب أو إنذار".
وأفاد محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة بأن أربعة أشخاص قتلوا بقصف على دير البلح (وسط)، وطفل قتل بقصف البحرية الإسرائيلية على ساحل رفح (جنوب)، وشخص آخر قتل بضربة على مطبخ تضامني في مدينة غزة.
خطة لتوزيع المساعدات
وطرحت الولايات المتحدة خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية حادة في ظل الحرب بين إسرائيل و"حماس"، من دون أن تشارك فيها إسرائيل، بحسب ما أفاد السفير الأميركي أمس الجمعة.
وتنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية في غزة وتقول إن فيها ما يكفي من غذاء على رغم الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع منذ مطلع مارس (آذار) ومنعت بموجبه دخول أي شكل من المساعدات.
وأعلنت إسرائيل خططاً لتوسيع عملياتها العسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع، قائلة إن هدفها زيادة الضغط على حركة "حماس" ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي الجمعة إن إسرائيل لن تشارك في توزيع المساعدات الغذائية بموجب الخطة، وسيقتصر دورها على توفير "الأمن العسكري اللازم". وأضاف للصحافيين في القدس "سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة".
انتقادات دولية
قوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تُغيب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستُجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حالياً في غزة.
وأضاف هاكابي "ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة. ندعو كل من كان مهتماً بالأمر للانضمام إلى هذه العملية"، آملاً في أن تنفذ الخطة في وقت "قريب جداً"، من دون أن يقدم معلومات إضافية في شأن الجدول الزمني أو المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها.
وأكد هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، أن "شركاء عدة وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد"، من دون أن يسميهم.
ورأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه سيكون "من الصعب جداً" توزيع المساعدة في غزة من دونها.
وخلال إحاطة إعلامية من عمان صرحت الناطقة باسم الوكالة جولييت توما "من المستحيل الاستعاضة عن (الأونروا) في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية"، مضيفة أن لديها في القطاع "أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية"، كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"عسكرة المساعدات"
لقي الطرح الأميركي انتقاد حركة "حماس" التي اعتبرت على لسان القيادي باسم نعيم أنه يصب في خانة "عسكرة المساعدات". وقال نعيم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الخطة الأميركية المقترحة ليست بعيدة عن التصور الإسرائيلي لعسكرة المساعدات".
ورأى أن حصول الشعب الفلسطيني "على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال".
وتسببت الحرب التي دخلت شهرها الـ20 في أزمة إنسانية كارثية بالقطاع المحاصر والمدمر، والذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون شخص.
وتتهم إسرائيل "حماس" بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية المخصصة للقطاع. وبينما ألقى هاكابي اللوم على الحركة أيضاً، إلا أنه قال "من الواضح أن هناك أزمة إنسانية. ولهذا السبب نحتاج إلى برنامج مساعدات إنسانية".
إلى ذلك أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها في شأن الخطة الأميركية. وقالت في بيان "تستخدم إسرائيل الحصار المستمر كسلاح حرب وعقاب جماعي غير قانوني، وهو ما يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر بصرامة استخدام العقاب الجماعي، ويلزم جميع الأطراف توفير المساعدة الإنسانية وتسهيل وصولها للمدنيين من دون تمييز".
"نكبة أخرى"
في غضون ذلك حذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة الجمعة من "نكبة أخرى" مماثلة لتهجير الفلسطينيين في عام 1948، بسبب "معاناة لا يمكن تصورها" ناتجة عن الممارسات الإسرائيلية.
وقالت اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة "تواصل إسرائيل إلحاق معاناة لا يمكن تصورها بالشعب الواقع تحت احتلالها، في حين تسرع وتيرة مصادرة الأراضي ضمن طموحاتها الاستعمارية الأوسع". وأضافت "يمكن لما نشهده حالياً أن يكون نكبة أخرى"، في إشارة الى تهجير 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل قبل أكثر من سبعة عقود.
تجمع نادر من أجل السلام في القدس
تجمع آلاف الأشخاص الجمعة لحضور "المؤتمر الشعبي للسلام" في نشاط نادر من نوعه في القدس، بينما تدخل الحرب في غزة شهرها الـ20 وتعتزم إسرائيل توسيع عمليات العسكرية، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية.
ونظمت النشاط نحو 60 مجموعة شعبية مؤيدة للسلام وإيجاد تسوية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وخلال المؤتمر قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت ووزير الخارجية الأسبق للسلطة الفلسطينية ناصر القدوة خطتهما للسلام التي كشفا عنها للمرة الأولى العام الماضي. وشارك القدوة، ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عبر بث مباشر من الضفة الغربية.
وتشمل الخطة الدعوة إلى سيادة مشتركة على البلدة القديمة في القدس، عبر نظام وصاية تشترك فيه إسرائيل والدولة الفلسطينية. وتستند رؤيتهما لحل الدولتين إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وقال أولمرت "حل الدولتين هو الصيغة الوحيدة لتغيير جذري في المسار الذي تسلكه بلادنا والمنطقة بأكملها"، مضيفاً "علينا إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، غزة فلسطينية، وعليها أن تكون جزءاً من دولة فلسطينية".