دوي ويامال.. مراهقان يُهددان مبابي وهالاند لخلافة ميسي ورونالدو

1 day ago 4
ARTICLE AD BOX

هيمن الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي (37 عاماً) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) لوقت طويل، ليأتي زمن وتشهد كرة القدم بروز مواهب مثل ديزيري دوي (19 سنة)، ولامين يامال (17 سنة)، اللذين دخلا كرة القدم العالمية بكل قوة بعد سنوات من منافسة كبيرة بين ميسي ورونالدو اللذين حطّما الأرقام القياسية، وتنافسا على الجوائز الفردية والبطولات الكبرى لسنوات طويلة، كما وبدأ الثنائي دوي ويامال يُهددان ثنائية مبابي وهالاند التي برزت مباشرةً بعد ابتعاد ميسي ورونالدو عن الساحة الأوروبية.

وبفضل تألقهما اللافت، بدا أن الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً) والنرويجي إيرلينغ هالاند (25 عاماً) هما الوريثان الشرعيان لعرش ميسي ورونالدو، خصوصاً مع غزارتهما التهديفية، وقدرتهما على حسم المباريات، وقيادتهما لأنديتهما نحو منصات التتويج. إلا أن الموسم الحالي قلب التوقعات وخلط أوراق المستقبل، فرغم حصول مبابي على لقب الحذاء الذهبي الأوروبي، فإن موسمه الأول مع ريال مدريد كان سيئاً، والأمر نفسه لهالاند مع "السيتي"، في الوقت نفسه، ظهر إلى العلن واقع جديد عنوانه: "جيل المراهقين الخارقين". فمن قلب فئتي الرديف والشباب، خرج اسمان بارزان لا يتجاوز عمر كل منهما العشرين عاماً، لكنهما فرضا نفسيهما بسرعة مذهلة في الصفوف الأولى لأكبر الأندية الأوروبية، ويتعلق الأمر بالثنائي: الإسباني لامين يامال (17 عاماً) والفرنسي ديزيريه دوي (19 عاماً)، اللذين خطفا الأضواء، ونجحا في تقديم مستويات فنية تفوق عمريهما بكثير.

وفي برشلونة، خطف لامين يامال الأضواء منذ أول لمسة له في "الليغا"، إذ قدّم المراهق الإسباني ذو الأصول المغربية موسماً استثنائياً، تجاوز خلاله كل التوقعات، بفضل نضجه التكتيكي، ومهاراته الفردية العالية، ورؤيته الحاسمة للملعب، وسرعان ما تحوّل إلى عنصر أساسي في تشكيلة النادي الكتالوني، معتمداً على قدراته في المراوغة، وهدوئه أمام المرمى، ما دفع العديد من المحللين والنقاد، على رأسهم نجم ريال مدريد السابق، الفرنسي زين الدين زيدان (52 عاماً)، إلى وصفه بـ "الظاهرة الكروية النادرة التي لا تتكرر كثيراً".

وبلغة الأرقام، بصم النجم الإسباني الشاب، لامين يامال، على موسم استثنائي، بعدما ساهم في 43 هدفاً خلال 55 مباراة خاضها بقميص برشلونة في مختلف البطولات. وسجل يامال 15 هدفاً، وقدم 28 تمريرة حاسمة، مؤكداً نضجه الهجومي رغم صغر سنه. واللافت أيضاً أنه تمكّن من التسجيل في جميع المسابقات، التي شارك فيها مع الفريق الكتالوني، وهي: الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، ما يعكس تنوع مساهماته، وثبات مستواه في كل الجبهات.

وختم يامال موسمه بأداء لافت ساهم فيه بشكل مباشر في تتويج "البلوغرانا" بثنائية الدوري والكأس، فضلاً عن الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وأعاد هذا التألق ترسيخ قناعة الكثيرين بأنه أحد أبرز الأسماء القادمة بقوة في عالم كرة القدم، وأن ما قدمه خلال بطولة أمم أوروبا الأخيرة لم يكن مجرد ومضة عابرة أو تألق ظرفي، بل كان مقدمة حقيقية لولادة نجم كبير يُتوقّع أن يترك بصمته في تاريخ اللعبة.

أما في فرنسا، فقد شهد نادي باريس سان جيرمان بروز دوي كاسم لامع، قاد الفريق نحو أغلى البطولات، بعدما تألق بشكل لافت في موسم استثنائي تُوّج خلاله "الباريسي" بأول لقب له في دوري أبطال أوروبا، إذ كتب المراهق الشاب اسمه بأحرف من ذهب، بعدما ساهم بثلاثة أهداف في النهائي أمام إنتر ميلان الإيطالي، ليصبح أول لاعب في هذا العمر يُسهم بهذا الشكل المباشر في نهائي المسابقة الأوروبية الأعرق. وكأرقام قدمها دوي هذا الموسم مع النادي الباريسي، فقد تمكن الشاب الموهوب من المساهمة في 31 هدفاً، مقسمة بين 16 تمريرة حاسمة و15 هدفاً موقعاً، في الـ 54 مباراة، التي خاضها مع فريقه طيلة هذا الموسم.

ويمكن اعتبار تألق دوي بمثابة ردّ جميل لمدربه الإسباني، لويس إنريكي (55 عاماً)، الذي منحه الثقة الكاملة، وفتح له أبواب التألق بعد رحيل كوكبة من النجوم عن الفريق، يتقدمهم كيليان مبابي. ومع خلو الساحة أمامه، استغل الفرصة وأبهر الجميع بموهبته، فسجّل وصنع وتألق على مدار الموسم، مساهماً في تحقيق الثنائية المحلية (الدوري والكأس)، قبل أن يُتوّج موسمه بأداء تاريخي في نهائي دوري الأبطال. وبفضل هذه الإنجازات، فرض النجم الفرنسي الشاب نفسه بقوة على الساحة العالمية، ليكون أحد أبرز المرشحين لخلافة الأسماء الكبيرة في كرة القدم، ويؤكد أن باريس سان جيرمان لم يفقد نجوميته برحيل مبابي، بل ربح نجماً جديداً قد يُشعل الصراع على زعامة الجيل القادم.

وسيكون هذا الأسبوع شاهداً على أول فصول الصراع المنتظر بين النجمين الشابين، وذلك عندما يلتقي منتخبا إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، في مواجهة تُعدّ قمة كروية بكل المقاييس بين منتخبين من العيار الثقيل. غير أنه خلف هذا اللقاء الكبير يبرز صراع خاص بين موهبتين صاعدتين بقوة في عالم المستديرة، يسعيان لنقل تألقهما اللافت مع نادييهما إلى ساحة المنتخبات، وتقديم الإضافة المرجوّة لبلديهما في محطة مفصلية من البطولة.

وبين ما يقدّمه دوي ويامال مع نادييهما وما يُنتظر منهما مع منتخبي بلديهما، ستكون الأيام كفيلة بكشف مدى قدرة النجمين الشابين: لامين يامال وديزيريه دوي، على مزاحمة الثنائي: كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند، سواء بالأرقام أو الألقاب، ورغم أن المقارنة لا تزال مبكرة، فإن المؤشرات الفنية والنضج، الذي يُظهره كلاهما على أرض الملعب، يدفع إلى الاعتقاد بأن خريطة النجومية في كرة القدم قد تشهد تحولاً كبيراً في السنوات القليلة المقبلة. وبينما دخل مبابي وهالاند مرحلة النضج الكامل، يبدو أن يامال ودوي يسيران بخُطى واثقة نحو القمة، وقد يكون بمقدورهما تجاوز من سبقهم، إذا حافظا على استمراريتهما، وتجنّبا شبح الإصابات الذي كثيراً ما غيّر مسارات النجوم.

في النهاية، يبدو أن صراع "خلافة ميسي ورونالدو" قد بدأ فعلاً، غير أن المفاجأة تكمن في هوية المنافسين الجدد، إذ لم يكن متوقعاً أن يأتي التهديد من مراهقين لم يبلغا بعد سن العشرين. وكأن كرة القدم تستعد لكتابة فصل جديد من فصولها، يحمل توقيع أسماء شابة بدأت تزاحم الكبار، لا تهاب المقارنات، وتخطف الأضواء بثقة تُنذر بتحوّل كبير في مشهد النجومية العالمية.

Read Entire Article