ديدي.. اسم يغذي نظريات المؤامرة والتضليل في مواقع التواصل

يتدفّق سيل من المعلومات المضللة بالتزامن مع أخبار محاكمة مغني الراب الأميركي شون "ديدي" كومز، الذي يواجه سلسلة من التهم بينها الابتزاز والاتجار بالجنس، وقد قالت صديقته السابقة كاساندرا "كاسي" فينتورا لهيئة المحلفين الثلاثاء الماضي إن كومز أخضعها لجلسات جنسية جماعية وصفتها بـ"مُقززة". ومع ظهور هذه الأقوال في المحكمة، انتشرت نظريات مؤامرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يهدد بإخفاء الحقائق المُحيطة بمحاكمة المشاهير البارزين.

ديدي محوراً للأكاذيب

حصدت أغنية بعنوان "فقدتُ نفسي في حفلة ديدي" ونُسبت زوراً إلى المغني الكندي جاستن بيبر ملايين المشاهدات أخيراً عبر المنصات، ما أثار موجة من نظريات المؤامرة حول علاقة بين النجمين. ووفقاً لموقع نيوزغارد لمراقبة التضليل الإعلامي، فإن مقطعاً صوتياً من الأغنية، يتضمن كلمات تتحدث عن فقدان بيبر لبراءته بعد حضوره إحدى حفلات ديدي، هو من فبركة الذكاء الاصطناعي.

كذلك اكتسبت صورة مُعدّلة تجمع ديدي وجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي، وهما يجلسان بجانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أريكة مع شابات، رواجاً كبيراً على الإنترنت. وفي ادعاء آخر لا أساس له من الصحة انتشر على نطاق واسع، صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي شريطاً يُظهر هيلاري كلينتون وهي تقتل طفلاً في إحدى حفلات ديدي الجنسية. وأفاد "نيوزغارد" بأن صوت المُبلّغ المزعوم الذي أدلى بهذا الادعاء في فيديو انتشر على نطاق واسع كان مُولّداً بالذكاء الاصطناعي.

التضليل للردّ على التضليل

تكشف نظريات المؤامرة هشاشة عالم الإنترنت المُثقل بالمعلومات المُضللة، حيث غالباً ما يعتقد أن المشاهدات والانتشار الواسعين دليل على دقة المعلومات. ويقول الكاتب الرئيسي في موقع رومرغارد لكشف التضليل الإعلامي، دان إيفون، لوكالة فرانس برس للأنباء: "لا أحد يُصدق أن الأرض مسطحة عند سماع ذلك لأول مرة، لكن التعرض المتكرر لنظريات المؤامرة قد يُشعِر بأنها حقيقية". وأضاف: "بهذا المعنى، من المُحتمل أن يُؤثر سيل الأكاذيب حول محاكمة كومز في الرأي العام أو يُعززه".

وتتسبب الأكاذيب في تآكل الثقة، يقول الأستاذ المشارك في موسيقى الهيب هوب بجامعة فرجينيا، إيه دي كارسون، للوكالة إن "نظريات المؤامرة أميركيةٌ تماماً كلعبة البيسبول وفطيرة التفاح". ويوضح أن انعدام الثقة واسع النطاق في وسائل الإعلام والمؤسسات العامة قد غذّى جيوشاً من محققي الإنترنت، الذين يعملون على مبدأ "عدم وجود حقيقة" و"هناك قوى تُخفي المعلومات أو الحقيقة عنا"، وهكذا، "غالباً ما تكون المعلومات المضللة رداً على ما يعتبره الناس معلوماتٍ مضللة".