ARTICLE AD BOX
اعتبر رئيس البرلمان التركي نعمان قورطولموش، اليوم الاثنين، أن المرحلة الحالية التي تمر بها بلاده، بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل كيانه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه المسجون عبد الله أوجلان، "هي مرحلة ممتازة للغاية مقارنة بالجهود السابقة، وهي تتقدم وفقاً للخطة العامة، ويمكن إتمامها قبل نهاية الصيف". وأعرب عن أمله في أن تكتمل بسرعة دون أن أي استفزاز، مضيفاً "لن تكون هناك المزيد من المراثي، ولن يموت الناس، ولن تندلع أصوات البنادق والقنابل، وستسود بيئة سلمية حيث تُغنى أغاني الأخوة وتُقام رقصات الدبكة".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، لقناة "خبر تورك"، تطرق فيها إلى تركيا خالية من الإرهاب بعد خطوة "العمال الكردستاني" التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي. واعتبر قورطولموش أن عملية تسليم السلاح لن تستغرق وقتاً طويلاً، مضيفاً: "أعتقد أنه سيتم طرح آليات مختلفة في أماكن مختلفة بشأن كيفية تسليم الأسلحة، وبمجرد أن يتضح للرأي العام أن المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) قد ألقت سلاحها، ستبدأ عملية المفاوضات السياسية. وهنا تحديداً سيتدخل البرلمان لمتابعة القضية، وكيفية تطورها، وأين ستتطور، هي عملية تحتاج إلى مناقشة سياسية، وبالطبع فإن البرلمان هو مركز السياسة والعنوان. سنجد حلاً من خلال الحوار والنقاش مع الأطراف حول آلية العمل".
وبخصوص اقتراح رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي أمس تشكيل لجنة في البرلمان بشأن مرحلة "تركيا خالية من الإرهاب"، تطرق رئيس البرلمان التركي إلى أهمية إلقاء السلاح في هذه المرحلة، وأشار إلى عدم الحاجة إلى تشريعات لإنشاء اللجنة المعنية. وقال "قد لا تكون هناك حاجة لسن قانون خاص، سنعمل على آلية واحدة سنحدد مسارنا هنا بمراعاة آراء الأحزاب السياسية والآراء المختلفة". واقترح باهتشلي تشكيل لجنة برلمانية باسم "الوحدة الوطنية" تضم جميع الأحزاب في البرلمان تتولى النظر في مستقبل العملية السياسة في البلاد بعد قرار حزب العمال الكردستاني. ودعم حزب "ديم" الكردي الذي يتولى التواصل بين الحكومة التركية وأوجلان المسجون في جزيرة إمرلي قبالة إسطنبول منذ أشهر مقترح باهتشلي. وقالت النائبة برفين بولدان التي التقت أوجلان بمحبسه خمس مرات في تصريح صحافي "لقد عبر باهتشلي عما يجب أن يقال، حيث أعربنا دائماً عن وجهة نظرنا بأن الحل الرئيسي لهذه القضية يجب أن يكون البرلمان، ومن المهم جداً تحويل هذا إلى واقع من خلال إنشاء لجنة برلمانية".
وعقب زيارة خامسة أمس إلى جزيرة إمرلي، أطلق الحزب مرحلة جديدة من اللقاءات مع الأحزاب السياسية في تركيا. وأعلن "ديم" أن وفداً من الحزب ضم رئيسيه المشاركين تولاي حاتم أوغللاري أوروج، وتونجر بقرهان ونواباً في البرلمان زاروا حزب "دواء" في مقره بالعاصمة أنقرة. وكشف الحزب في بيان أن اللقاء تناول الزيارة الأخيرة إلى أوجلان وقرارات حزب العمال الكردستاني التي أعلن عنها في 12 أيار/ مايو الجاري في مؤتمره الـ12 حيث جرى تقييم القرارات المتخذة ومسؤوليات الأحزاب السياسية في البرلمان.
وأضاف الحزب "نقل وفدنا إلى محاوريه مقترحاً بإنشاء لجنة ذات صلاحيات كاملة تحت سقف البرلمان، حيث سيتم تمثيل جميع الاتجاهات السياسية، والتي من شأنها تسهيل البحث عن توافق ديمقراطي، من أجل تقدم العملية صحياً". وكشف الحزب أن لقاءاته السياسية ستتواصل، حيث سيعقد لقاءين غداً مع "حزب الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة، وحزب "الرفاه من جديد"، على أن يلتقي الجمعة المقبل مع حزب "المستقبل"، فيما يخطط لعقد لقاءات مشابهة مع حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، جناحي التحالف الجمهوري الحاكم.
