ARTICLE AD BOX
جدد رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، معاون الرئيس الروسي، وزير الثقافة السابق فلاديمير ميدينسكي، اليوم الجمعة، تأكيد موقف الكرملين الرافض للمقترح الأوكراني والغربي بإقامة هدنة مدتها 30 يوماً شرطاً مسبقاً للتفاوض، مقتبساً في ذلك الإمبراطور الفرنسي في القرن الـ19 نابليون بونابارت. ومع ذلك، أعلن ميدينسكي أنه "خلال الأيام المقبلة، سيجري تبادل عدد كبير من الأسرى يبلغ حوالي ألف مقابل ألف"، وأكد ذلك رئيس الوفد الأوكراني رستم عمروف.
وقال ميدينسكي، في تصريحات للإعلامي الموالي للكرملين بقناة "روسيا 1" الحكومية، يفغيني بوبوف، في ختام أول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ ربيع العام 2022، بهدف التوصل إلى حلّ للحرب: "يتحدث كثيرون الآن عن ضرورة إقامة هدنة أولاً لمدة 30 أو 60 يوماً. لا يهم (...) الحرب والمفاوضات تجري بالتوازي، كما كان يقول نابليون". وضرب ميدينسكي الذي يعد من المؤرخين مروّجي أيديولوجيا "العالم الروسي" التوسعية، مجموعة من الأمثلة التاريخية على ذلك، مستشهداً بالحروب الأميركية الفيتنامية والكورية والسوفييتية الفنلندية، قبل أن يضيف: "كانت المفاوضات تجري طوال الوقت بالتوازي مع أعمال القتال".
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن الخطوة القادمة في مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تكون تنظيم لقاء بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفاً أن هذا الأخير كان ينتظر نقاشاً عالي المستوى. وذكر عمروف أن موسكو "أخذت علماً بهذا الطلب"، مشيراً أيضاً إلى "إمكانية عقد اجتماع على مستوى القيادات".
واحتضنت إسطنبول اليوم أول جولة من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكنه جرى تأجيلها مرات عدة منذ أمس الخميس، واستمرت لنحو ساعتين فقط من دون أن تفضي إلى أي نتائج ملموسة في مسألة وقف إطلاق النار باستثناء إبداء الجانبين موافقة مبدئية على عقد لقاء جديد، وفق ما أكده وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي حضر المفاوضات.
وكان بوتين قد اقترح في مؤتمر صحافي عقده ليلة الأحد الماضي، على السلطات الأوكرانية استئناف المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة بهدف "إزالة الأسباب الجذرية للنزاع" و"إقامة سلام مستديم"، محملاً كييف المسؤولية عن فشل الهدن التي أعلنها في المرات السابقة. وفي معرض رده على تصريحات الرئيس الروسي، أكد زيلينسكي أنه بشخصه سينتظر بوتين في إسطنبول، مطالباً بإقامة هدنة فورية مدتها 30 يوماً، من دون أن يتوجه سيد الكرملين إلى إسطنبول في نهاية المطاف، مكتفياً بتعيين وفد من المفاوضين اعتبر مستوى أعضائه أقل من التوقعات برئاسة ميدينسكي الذي ترأس الوفد الروسي خلال مفاوضات ربيع عام 2022 في الأسابيع الأولى من الحرب.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن المسؤولين الأوكرانيين والروس الذين عقدوا محادثات مباشرة في إسطنبول اتفقوا من حيث المبدأ على الاجتماع مجدداً لإجراء مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وذكر فيدان الذي ترأس المحادثات بين المفاوضين من روسيا وأوكرانيا، في منشور على منصة "إكس" بعد اتّفاق الطرفين على تبادل ألف أسير حرب لكل منهما أنّ الخطوة هدفها بناء الثقة، مضيفاً أنهما سيتبادلان أيضاً كتابياً شروطهما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
