ARTICLE AD BOX
قال الرئيس التنفيذي في جهاز قطر للاستثمار، محمد السويدي، خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، اليوم الثلاثاء، إن الصندوق سيضاعف إنفاقه في الولايات المتحدة، وربما ستكون أكثر من الضعف، خلال السنوات المقبلة، مقارنةً بالسنوات الخمس أو الست الماضية. وأضاف "نؤمن بنمو ومتانة النظام الأميركي".
وتأتي هذه التعليقات بعد أيام من تعهد السويدي باستثمار 500 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل، وهو المبلغ الذي يعادل تقريباً الحجم الحالي للصندوق.
وقال السويدي، في وقت سابق، إن النفقات الجديدة الشاملة ستستهدف مجالات يفضلها الصندوق تقليدياً، مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والرعاية الصحية، بينما تتماشى أيضاً مع أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة التصنيع في الولايات المتحدة.
وخلال زيارته منطقة الخليج الأسبوع الماضي، حصل الرئيس الأميركي ترامب على تعهدات من قطر بقيمة 1.2 تريليون دولار. وسيلعب صندوق الثروة السيادية القطري دوراً رئيسياً في ذلك، من خلال خطة لاستثمار نصف تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي.
وتابع السويدي، الذي تولى منصبه أواخر عام 2014، أنه لا يتوقع تغييرات استراتيجية كبيرة قريباً من الكيان الحكومي الذي تبلغ قيمته 524 مليار دولار.
ومع ذلك، أشار إلى أن الصندوق السيادي سيزيد من وتيرة استثماراته المتخصصة. ويقوم جهاز قطر للاستثمار بمراجعة مخصصاته لفئات الأصول التقليدية، مثل أدوات الدخل الثابت والعقارات. ومن المحتمل أن تنعكس التغييرات في أساليب عمل صناديق الثروة السيادية واستثماراتها على مستوى العالم. ولفت إلى أن جهاز قطر للاستثمار أعاد نشر استثمارات في شركة إكس.إيه.آي المملوكة لإيلون ماسك في 2025.
واعتبر السويدي أن هناك حاجة لمزيد من التصنيع في الاقتصاد الأميركي، لافتاً إلى أن تراجع العلاقات التجارية بين الصين وأميركا يخلق فرص استثمار في سلاسل الإمداد في الاقتصاد الأميركي. وشرح: "نحن لا نبتعد عن الأسواق الأخرى، بل نزيد من انكشافنا على الولايات المتحدة". وأضاف أن بيئة السياسة الأميركية الحالية تُتيح "اتجاهاً أكثر واعداً" لرأس المال طويل الأجل.
وأوضح السويدي أن الصندوق عادةً ما يأخذ حصص أقلية في الشركات الناجحة، مع تفاوت كبير في حجم الصفقات حسب فئة الأصول. وأضاف: "في مجال الأسهم العامة، يُمكننا الاستثمار بشكل كبير".
قال السويدي: "في مجال الاستثمار الخاص، نحن قادرون على إبرام صفقات بمليارات الدولارات، ولكننا قادرون أيضاً على الحفاظ على مرونتنا، لا سيما في قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية".
وأصدر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، قراراً بتعيين محمد سيف سعيد السويدي رئيساً تنفيذياً لجهاز قطر للاستثمار (صندوق الثروة السيادي)، خلفاً لمنصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود الذي تولى حقيبة وزارة الصحة العامة، في تعديل تشكيل مجلس الوزراء.
استثمارات جهاز قطر في أميركا
وجاء السويدي ليدير صندوق الثروة السيادي القطري، من قلب الجهاز الذي انضم إليه قبل 14 عاماً، إلى أن وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي للاستثمار في جهاز قطر للاستثمار في الأميركتين، إذ يقود عمليات الاستثمار بمختلف فئات الأصول هناك.
كما يشترك في عضوية اللجنة التنفيذية للجهاز، ومنذ التحاقه بالجهاز عام 2010 شغل عدداً من المناصب من ضمنها مدير صناديق الأسهم الخاصة، ومدير محافظ الصناعات والتكنولوجيا والإعلام والاتصالات، وسبق أن ترأس مكتب الجهاز في نيويورك بين عامي 2015 و2020، وساهم في تأسيس مكتب الجهاز في الولايات المتحدة، الذي يضمّ فريق العمل الداعم لرسالة الجهاز في أن يصبح من أهم المستثمرين بالولايات المتحدة.
وعام 2015 افتتح جهاز قطر للاستثمار مكتباً في نيويورك لاستثمار 35 مليار دولار بالولايات المتحدة، واستحوذ على نحو 10% من شركة إمباير استيت ريالتي تراست، المالكة لمبنى "إمباير استيت" في عام 2016. ودخلت شركة الديار القطرية، التابعة للصندوق السيادي، الاستثمار العقاري في أميركا، عبر مشروع "سيتي سنتر دي سي" في العاصمة واشنطن باستثمارات تصل إلى أكثر من 1.5 مليار دولار.
وفي نيويورك، استحوذ صندوق الثروة السيادي القطري على فندق "بارك لين"، المطل على منطقة "سنترال بارك" الشهيرة وسط المدينة، ويتكون من 46 طابقاً، مقابل 623 مليون دولار.
واحتلت قطر صدارة الدول الأجنبية الأكثر استثماراً في ولاية نيويورك خلال عام 2023، وذلك بقيمة استثمارات بلغت مليار دولار، وفقاً لما نقلته صحيفة "الشرق" القطرية، عن تقرير لموقع "The Real Deal".
وانطلق الحوار الاستراتيجي السنوي بين قطر والولايات المتحدة في دورته الأولى في واشنطن مطلع عام 2018، وناقش الطرفان آفاق الشراكة في مجالات الدفاع، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة التطرف، والتجارة، والاستثمار، ووقّع الجانبان مذكرات تفاهم مختلفة وخطابات نوايا في مجالات التجارة الثنائية والاستثمار والتكنولوجيا وغيرها.
وفي مارس/آذار 2024، عُقد الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي، دورته السادسة في واشنطن، وناقش قضايا التعاون الأمني، والتجارة والاستثمار، والتغير المناخي، إلى جانب الصحة العالمية، والمساعدات الإنسانية، والتنمية الدولية، والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
في 30 إبريل/ نيسان الماضي، دخلت مؤسسة ترامب أول اتفاق تطوير عقاري لها في قطر، إذ وقّعت شركة الديار القطرية اتفاقية مع شركة دار غلوبال لتطوير نادي ترامب الدولي للغولف في سميسمة شمالي الدوحة، الذي يضم ملعب غولف فاخراً، مكوناً من 18 حفرة، ونادي غولف، ومجموعة حصرية من الفلل الفاخرة التي تحمل علامة "ترامب التجارية".
