ARTICLE AD BOX
غيّبَ الموت، أمس السبت، الشاعر والكاتب المسرحي المصري يوسف مسلم، وهو في منتصف العقد الخامس، ولا تزال الكتابة شغله الشاغل، بالإضافة إلى عمله مديراً دار عرض مسرح المواجهة والتجوال بالبيت الفني للمسرح في القاهرة.
ونعى عدد من الكتّاب والمسرحيين المصريين الكاتب الراحل (1979 – 2025) على وسائط التواصل الاجتماعي، متوافقين على حساسية خاصة تميّزت به نصوصه، بما احتوته من جرأة ووضوح في تقديم أفكاره المحمّلة بالغضب والسخرية وتصوير الألم الإنسانية وطرح الأسئلة الوجودية الحادة.
وكتب الكاتب أشرف الصباغ على صفحته في فيسبوك منشوراً يقول فيه "مات يوسف... بوضوحه وجديته وسلاطة لسانه وغضبه الطفولي الشفيف ونزقه الإبداعي... مات وهو يقف وحيداً في مواجهة القبح والرثاثة وقلة الحياء، ممسكاً بسيف خشبي ودرع من الوهم".
عَبّرت معظم قصائده عن وجعه وتمرّده الداخلي، وسخريته من السلطات
أصدر مسلم عدداً من المسرحيات، منها: "الحارس" (2007)، و"الشبيهان أو مؤامرة العباقرة" (2009)، و"عيون زجاجية"، و"هكذا رقصت سالومي". إلا أن أبرز أعماله تبقى مسرحية "وليمة عيد"، الكوميديا السوداء التي تُصور لنا كيف يغدو الإنسان "وليمة" على مائدة مجتمع فقد عقلَه، فـ"عيد" في المسرحية، يُقدّم كخروف للجمهور، في مشهدية عبثية، جعلت المتفرج يتساءل: "هل نحن من التهمه؟".
أمّا في الشعر، فقد ترك عدداً من المجموعات من بينها: "فقه الغضب" (2014)، و"شاعراً يموت شاهراً إصبعه الأوسط في وجه العالم" (2016)، و"حقائب منسية بقصد" (2024). وعَبّرت معظم قصائده عن وجعه وتمرّده الداخلي، وسخريته من الأنظمة والسلطات السياسية والاجتماعية والدينية، حتى وصف نفسه بأنه "عاشقٌ حتى الكراهية".
يقول في أحد نصوصه "اسمي يوسف مسلم، جثتي فسختها الكراهية، على ظهري سبع وثلاثون طعنة، حسبما تقول شهادة المِيلاد، أُمي فَلّاحةٌ وأَبِي إِسكَافي بالكادِ يفكّ الخط، منذ مَات وقَدماي تلهبانني، حين أَضعهما في حذاء ليس من صنعِ يديهِ. كنت ذَلك الطِّفل الذي أَطْعموه قِطْعةً مِن قَلب ذِئب كي يهابه الخَوف، لكنّهم نَسوا أن ينزعوا بريق السَّذاجةِ الوراثيةِ من عيني فَأَصبحت ذِئباً يأكل الأَزهار نيئةً".
نال يوسف مسلم عدة جوائز في مجال التأليف المسرحي، وجائزة محمد تيمور للإبداع المسرحي، والميدالية الذهبية للتأليف المسرحي من مهرجان الشباب، وتكريماً في ملتقى الشارقة للشباب العربي.
