ARTICLE AD BOX

<p>ترينت ألكساندر أرنولد لاعب فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)</p>
ذهب ترينت ألكسندر أرنولد إلى مدرج الـ"كوب" لتحية الجماهير، فرد كثر التحية للاعب ابن مدينة ليفربول، لكن أي من ذلك لم يكن لافتاً لولا الاستقبال الذي حظي به في وقت سابق، إذ قوبل إعلان اسم فتى "ويست ديربي"، الذي أصبح بطلاً لدوري أبطال أوروبا، بموجة خفيفة من صافرات الاستهجان، وزادت حدتها حين نزل إلى أرض الملعب.
صافرات أطلقها على الأرجح بعض من هللوا له عندما سجل هدف الفوز ضد ليستر سيتي قبل ثلاثة أسابيع، ومنطقياً، من بين من احتفلوا معه خلال لحظات كثيرة ساحرة، بينها عرضيات ملتفة أو تمريرات ناعمة، على مدار تسعة مواسم، و352 مباراة سابقة، وثمانية ألقاب.
تعرف جماهير ليفربول بولائها لأبنائها، لكن ليس هذه المرة – على رغم أن المعارضين قد يرون أن الخيانة الأولى جاءت من ألكسندر أرنولد نفسه، اللاعب الذي رفض عقداً مربحاً ويبدو في طريقه إلى ريال مدريد الإسباني.
حتى وإن كان الأمر متوقعاً، فإن واقعه بدا صادماً، وقال مدرب ليفربول آرني سلوت، من دون أن يبدو مقنعاً تماماً "ربما هو متفاجئ بشكل إيجابي من ردود الفعل" مؤكداً أن "القليل فقط" من الجماهير أطلقوا الصافرات تجاه لاعبه.
لكن العدد كان أكثر من ذلك، وكان أيضاً دليلاً على عمق المشاعر، وأنها لا تقتصر على العالم الافتراضي، وأضاف سلوت "إذا قلت لي إن النسبة 60/40 أو 50/50 أو 40/60، لا أعلم، لكن ما أعلمه هو أن التصفيق لا يكون عالياً كصافرات الاستهجان"، مشيراً إلى أن الغالبية لم تكن صامتة بل طغى عليها الصوت الأعلى.
وربما كان من المغري التساؤل عما إذا كان الهولندي يلمح بطريقة غير مباشرة إلى أحداث على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حين قال "من امتيازات العيش في أوروبا أن لكل شخص رأياً، ويمكنه التعبير عنه، وهذا ما رأيناه".
وأشار سلوت إلى التوقيت اللافت لهتاف اسم ستيفن جيرارد عند دخول ألكسندر أرنولد إلى الملعب، فجيرارد أتيحت له بالطبع فرص الرحيل لكنه اختار البقاء، كما صدحت المدرجات بإحدى الأهازيج الكثيرة لكونور برادلي، وكأن الجماهير كانت تمارس "تخطيط الخلافة" بتمجيد خليفة ألكسندر أرنولد المحتمل. وقد يكون هذا هو نهج ليفربول: المضي قدماً.
ثار تساؤل عما إذا كان سلوت، الوافد الجديد نسبياً، قد أخطأ في تقدير المزاج العام بإقحام ألكسندر أرنولد، لكنه أوضح أن قراره كان كروياً بحتاً، فبرادلي كان قد تلقى بطاقة صفراء وكان يعاني أمام لياندرو تروسارد. وقال "ما فكرت فيه هو أنني أريد الفوز بمباراة كرة قدم، وإذا رأينا أن بإمكاننا الفوز بوجود ترينت، فأنا أدين بذلك لزملائه في الفريق وللجماهير، لأنهم (ليفربول) تعاقدوا معي للفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات".
وأضاف، "إذا لم يكن كونور قادراً على الاستمرار بعد 70 دقيقة، ولدي ظهير عالمي على الدكة، سأشركه، وهذه شهادة كبرى له. بإمكانكم تفهم المشاعر المتضاربة التي كانت تعتمل في داخله، ومع ذلك قدم أداء مثل هذا، وذلك يثبت لي، كما يثبت للجميع، لماذا نراه جميعاً ظهيراً عالمياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هل سيصبح برادلي كذلك؟ الأدلة من التعادل (2 - 2) مع أرسنال كانت متباينة، إذ قد يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الخبرة، ومع ذلك يمكن الإبقاء على ألكسندر أرنولد كخيار احتياطي.
لن ينهي سلوت مسيرة اللاعب مع ليفربول باستبعاده من مباراة اليوم الأخير ضد كريستال بالاس، حيث سيتم تقديم كأس الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي سيكون بمثابة وداع ألكسندر أرنولد في ملعب "أنفيلد".
أما عن صافرات الاستهجان، فقال سلوت إنها لم تكن مصدر تشتيت للانتباه في مواجهة أرسنال، وإنه لا يقلق في شأن احتمال تكرارها. وأضاف "لا أعتقد أن هناك أي شيء، أياً كان ما قد يحدث، يمكن أن ينتقص من فرحتنا بالفوز بلقب الدوري الـ20".
وقال سلوت إن المشاعر مختلطة ومشحونة في الفترة الحالية، على رغم أن إعلان ألكسندر أرنولد عن قراره لم يمض عليه سوى ستة أيام، إلا أنه كان قد أخبر سلوت بنيته في مارس (آذار)، وكان واضحاً منذ وقت طويل ما القرار الذي سيتخذه.
وكان زملاء أرنولد، مثل مدربه، محبطين لكن داعمين. ومثالاً فإن أندي روبرتسون الذي كان أخاً لأرنولد في السلاح، وزميله في مركز الظهير الذي خاض معه منافسة مستمرة على من يقدم أكبر عدد من التمريرات الحاسمة، قال الظهير الأيسر "إنه لاعب مذهل وشخص رائع. لقد دفعني للأمام وجعلني لاعباً أفضل. إرثه سيظل دائماً حاضراً، لقد قدم كثيراً لهذا النادي. سأفتقده كأحد أفضل أصدقائي في اللعبة، لقد فعلنا كل شيء معاً. لقد رفعني إلى مستويات لم أكن أعلم بوجودها. لم يكن القرار سهلاً على ترينت، لكنه اتخذ خياره. لم يكن من اللطيف رؤيته يقابل بصافرات الاستهجان، لكن لا يمكنك أن تملي على الناس كيف يشعرون".
لكن ما حدث كان تجسيداً لما يشعرون به بالفعل. بعض المشجعين قد يعترضون على الطريقة التي سيغادر بها من دون أن يحصل النادي على مبلغ محتمل قدره 50 مليون جنيه استرليني (65.98 مليون دولار)، حتى وإن كان لاعباً لم يكلف ليفربول شيئاً عندما صعد من الأكاديمية. لكن ذلك التفاعل يعود جزئياً إلى كونه ابن ليفربول الذي قرر أن يرفض ليفربول، وقبل التصفيق الذي جاء لاحقاً، هاجم بعض الحاضرين في "أنفيلد" اللاعب الذي كانوا يحتفلون به ذات يوم بصفته "الابن السكوزي (ابن المدينة) في الفريق".