روسيا تضع شروطا جديدة أمام أوكرانيا خلال محادثات تركيا

قال مسؤول أوكراني كبير مطلع على محادثات روسيا وأوكرانيا التي انعقدت في إسطنبول أمس الجمعة إن المفاوضين الروس طالبوا كييف بسحب قواتها من جميع المناطق الأوكرانية التي تطالب موسكو بالسيادة عليها قبل موافقتهم على وقف إطلاق النار.

وتجاوز هذا المطلب، إلى جانب مطالب أخرى قال المسؤول الأوكراني إنها طرحت في محادثات أمس، شروط مسودة اتفاق سلام اقترحته الولايات المتحدة أبريل (نيسان) الماضي بعد مشاورات مع موسكو.

ومحادثات إسطنبول هي أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وانتهت بالاتفاق على تبادل أسرى لكنها لم تفض إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وذكر مصدر أوكراني أمس أن الروس وضعوا شروطاً وصفها بأنها "غير قابلة للتنفيذ"، من دون أن يذكر تفاصيل.

وفي مؤتمر مع الصحافيين اليوم السبت، سُئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن الشروط التي طرحتها موسكو والتي تحدث عنها المسؤول الأوكراني، فرفض الرد مكتفياً بالقول إن المحادثات يجب أن تنعقد خلف أبواب مغلقة.

وقال المسؤول الأوكراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته ليتسنى له الحديث عن تفاصيل المفاوضات، إن روسيا اقترحت الشروط التالية لاتفاق السلام، أولها انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون ولوغانسك في أوكرانيا، ليتسنى بعد ذلك وقف إطلاق النار.

وتخضع هذه المناطق لسيطرة القوات الروسية على نطاق واسع أو جزئي، ولكن القوات الأوكرانية لا تزال تقاتل من أجل الاحتفاظ بالأجزاء المتبقية من هذه المناطق، ولم يكن هذا المطلب موجوداً في مسودة الاتفاق التي أعدتها الولايات المتحدة.

وثانياً الاعتراف الدولي بأن خمس مناطق من أوكرانيا، وهي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014 إضافة إلى دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا، هي مناطق روسية، وكانت المسودة الأميركية قد اقترحت اعترافاً أميركياً بحكم القانون فقط بشبه جزيرة القرم واعترافاً أميركياً بحكم الأمر الواقع بالأجزاء الأخرى التي تسيطر عليها روسيا في المناطق الأخرى.

وثالثاً أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة ولا تملك أسلحة دمار شامل وألا يتمركز أي من حلفاء كييف على الأراضي الأوكرانية، وغاب هذا المطلب أيضاً من المقترح الأميركي.

ورابعاً أن تتخلى جميع أطراف النزاع عن مطالبتها بالحصول على تعويضات عن أضرار الحرب. ونص المقترح الأميركي على حصول أوكرانيا على تعويضات.

وقال المسؤول الأوكراني إن المفاوضين الروس نقلوا هذه المطالب شفهياً ولم يقدموا أية وثيقة تتضمن شروطهم.

كانت أوكرانيا قالت في السابق إن موقف روسيا من مفاوضات إسطنبول أظهر عدم جديتها في شأن السلام، ويضغط حلفاء كييف الأوروبيون الآن على الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وعبر رئيس الوفد الروسي في المحادثات عن ارتياحه للاجتماع، وقال إن موسكو مستعدة لمواصلة المحادثات مع كييف.

وجرى إعداد مسودة المقترح الأميركي للسلام في أبريل الماضي بعدما سافر ستيف ويتكوف مبعوث ترمب إلى موسكو لإجراء جولات من المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وصاغت كييف والحلفاء الأوروبيون اقتراحاً بديلاً ينص على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار أولاً حتى يمكن بدء المفاوضات وإرجاء أية مناقشة في شأن الأراضي إلى وقت لاحق.