ARTICLE AD BOX
أجرى وفد من حزب ديم الكردي في تركيا، اليوم الأحد، زيارة هي الخامسة لمؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في محبسه بجزيرة إمرالي، وهي الأولى بعد إعلان الكردستاني حلّ نفسه وإلقاء سلاحه. وتألّف وفد الحزب الكردي من النائبة برفين بولدان، والمحامي أوزغور أيرول، حيث جرى اللقاء في محبس أوجلان، ضمن مسار "تركيا خالية من الإرهاب" الذي تقوده الحكومة مع الكردستاني عبر حزب ديم.
وعقب اللقاء، أصدر الحزب الكردي بيانًا مقتضبًا شدّد فيه على مسألة الأخوّة التركية الكردية في البلاد، والحاجة إلى عقد اجتماعي جديد. وجاء في البيان: "هناك حاجة لعقد اجتماعي جديد حقوقي للأخوّة، وما يجري يظهر أننا بحاجة لتغيير كبير في المسار والنموذج. طبيعة العلاقة التركية الكردية مختلفة تمامًا، ما تضرر هو العلاقة الأخوية". وأضاف: "يتقاتل الإخوة، ولكن لا يمكن لأحدهم أن يوجد بدون الآخر. نحن نعمل على إزالة الأفخاخ والألغام التي تعطل هذه العلاقة واحدة تلو الأخرى، وإصلاح الطرق والجسور المتضررة".
وتأتي هذه الزيارة بعد أن أعلن حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإلقاء السلاح عقب مؤتمر عام عقد في الفترة 5-7 أيار/مايو الجاري. ومن المتوقع أن يكون اللقاء بين وفد حزب ديم وأوجلان قد ناقش المرحلة المقبلة من إلقاء السلاح وحل الحزب، مقابل الخطوات المطلوبة من الجانب الحكومي. ورغم أن الحكومة التركية تقول إن مرحلة "تركيا خالية من الإرهاب" تجري دون تقديم تنازلات من قبلها، فإن الحزب الكردي والكردستاني يؤكدان مسألة الحقوق والديمقراطية في البلاد، وهو ما يعني، بحسب متابعين، الذهاب إلى تشريعات جديدة.
وضمن الإطار نفسه، طالب زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، الذي يُعد من بادر بإطلاق المرحلة، بتشكيل مجموعة عمل برلمانية عن الوحدة الوطنية. وفي بيان صدر عنه بشكل مطول على شكل خريطة طريق للمرحلة المقبلة، قال باهتشلي: "مع إعلان الكردستاني قراره بإلقاء السلاح وحل التنظيم في 12 مايو/أيار الجاري، بدأت مرحلة جديدة حساسة ودقيقة وهشّة وتتطلب الصبر".
وأكمل: "لا ينبغي إعطاء أي فرصة لإثارة وتعزيز أجواء الاستفزاز، أو تعزيز الاستياء وسوء الفهم الذي قد ينشأ لأسباب تافهة. ومن الأهمية بمكان أن يستخدم الجميع لغة مسؤولة، ويتجنبوا الانجراف وراء الأنفاق الجدلية التي تؤدي إلى الهاوية، ولا يلتفتوا إلى المصالح السياسية والأيديولوجية، ولا يحيدوا عن خط المنطق والحس السليم". وكشف باهتشلي: "رحب الشعب التركي بكل سرور واحتضن هدف تركيا الخالية من الإرهاب، والخطوات الثابتة التي جرى اتخاذها. وفي هذه العملية التي وصلنا إليها، لن تكون تركيا بعد الآن دولة مرتبطة بالإرهاب أو محفورة في الذكريات بعناوين حزينة".
ويتطلب تحقيق النجاح، بحسب باهتشلي "تشكيل لجنة بمشاركة الأحزاب السياسية الممثلة لجميع شرائح المجتمع في البرلمان، الذي يمثل تجسيد الإرادة الوطنية بالواجبات والصلاحيات والمسؤوليات الدستورية، من أجل تحديد خريطة الطريق للفترة المقبلة". وضمن هذا الإطار، كشف باهتشلي أنه يقترح دعوة رئيس البرلمان لإنشاء لجنة للوحدة الوطنية والتضامن، تشمل جميع أحزاب البرلمان من 100 عضو، وتعيين خبراء لتحديد إجراءات ومبادئ عمل اللجنة برئاسة رئيس البرلمان، واتخاذ القرار بالأغلبية البسيطة، وتحويل القرارات إلى مقترحات ومن ثم إلى اللجان المختصة، ونهاية بإقرارها في البرلمان. ومن الواضح أن باهتشلي يحدّد مسار المرحلة المقبلة من العملية السياسية لمرحلة "تركيا خالية من الإرهاب" على الجانب التشريعي المرتبط بتنفيذ مطالب الأحزاب الكردية.
وأعلن "الكردستاني" عن حلّ الحزب وإنهاء الصراع المسلح استجابة لمؤسسه المسجون عبد الله أوجلان، وذلك بعد أيام من إعلانه عقد مؤتمره العام في 5-7 مايو/أيار الجاري. وجاءت الخطوة، التي من المتوقع أن تُسدل الستار على صراع استغرق 47 عامًا، بعد مسار عسير ومعقّد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم. وكانت المرحلة الحالية قد انطلقت في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومرّت بمراحل عديدة، منها لقاءات مع أوجلان في محبسه، ودعوات من أوجلان للحزب لحلّ نفسه وتسليم سلاحه، وصولًا إلى استجابة الحزب لدعوة مؤسسه.
