زيلينسكي: أنا مستعد للقاء بوتين في تركيا يوم الخميس

1 week ago 14
ARTICLE AD BOX

<p>الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ ف ب)</p>

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إنه سيكون مستعداً للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات في إسطنبول يوم الخميس بعد أن أبلغه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن يوافق على الفور على عرض موسكو إجراء محادثات.

وذكر زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" أن أوكرانيا تتوقع وقف إطلاق نار كامل يبدأ غداً الإثنين من أجل توفير الأساس الضروري للدبلوماسية لإنهاء الحرب. وأضاف "سأكون في انتظار بوتين في تركيا يوم الخميس، آمل ألا يبحث الروس هذه المرة عن أعذار".

وكان الرئيس الروسي اقترح في وقت سابق إجراء مفاوضات "مباشرة" و"بلا شروط" بين موسكو وكييف في إسطنبول الخميس.

بوتين "لم يستبعد" أن تتطرّق المحادثات مع كييف إلى وقف لإطلاق النار، لكنه شّدد على وجوب أن تتناول "الأسباب الجذرية للنزاع".

من جهته يحضّ زيلينسكي روسيا على الالتزام بوقف لإطلاق النار "كامل ومستدام وموثوق به" لمدة ثلاثين يوما.

حض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أوكرانيا وروسيا على أن تلتقيا للتفاوض من دون انتظار وقف لإطلاق النار، بعدما اقترحت موسكو إجراء مفاوضات مباشرة في حين طالبت كييف بهدنة.

وقال ترمب إن "الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين لا يريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، بل اجتماعاً الخميس في تركيا للتفاوض حول نهاية محتملة لحمام الدم. على أوكرانيا أن توافق (على ذلك) فوراً. هذا سيتيح لهما على الأقل تحديد ما إذا كان (التوصل إلى) اتفاق ممكناً، وإذا لم يكن كذلك، فإن القادة الأوروبيين والولايات المتحدةيمكن أن يتحركوا في ضوء ذلك".

وأضاف "بدأت أشك في أن تتوصل أوكرانيا إلى اتفاق مع بوتين، المنشغل جداً في الاحتفال بالنصر في الحرب العالمية الثانية".

وقف لإطلاق النار لـ30 يوماً

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي اليوم الأحد إنه يتوقع من روسيا أن تلتزم بوقف لإطلاق النار لـ30 يوماً، مؤكداً استعداد كييف للاجتماع ومسؤولين روس في إطار مفاوضات مباشرة لإيجاد تسوية للحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.

وأتت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات من طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين خلال الـ15 من مايو (أيار) في إسطنبول، من دون أن يوافق على مقترح وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً قدمه الأوروبيون بدعم من الولايات المتحدة.

ومن جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه "مستعد لاستضافة مفاوضات"، وأبلغ نظيره الروسي خلال اتصال هاتفي أن "هناك فرصة" لتحقيق السلام بين موسكو وكييف.

وعدَّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم أن عرض روسيا خوض مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا يعد "مؤشراً جيداً"، لكنه "غير كاف إطلاقاً"، داعياً موسكو للموافقة على هدنة مدعومة أوروبياً مدتها 30 يوماً.

وأفاد ميرتس ضمن بيان "نتوقع من موسكو الموافقة على وقف لإطلاق النار، يُفسح المجال لإجراء محادثات حقيقية. أولاً، يجب وقف القتال ومن ثم يمكن للمحادثات أن تبدأ".

وقال زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي "لا طائل من مواصلة القتل ولو ليوم واحد. نتوقع أن تؤكد روسيا (موافقتها على) وقف لإطلاق النار، كامل ومستدام وموثوق به، اعتباراً من غد (الإثنين) الـ12 من مايو، وأوكرانيا مستعدة للقائها".

وفي بادرة إيجابية نادرة، عدَّ زيلينسكي أن موسكو بدأت تدرس فكرة إنهاء الحرب داخل أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والتي أودت بحياة الآلاف.

وقال "إنه مؤشر إيجابي أن يبدأ الروس أخيراً دراسة إنهاء الحرب"، مشيراً إلى أن "العالم بأسره ينتظر ذلك منذ فترة طويلة جداً، والخطوة الأولى لإنهاء الحرب فعلا هي وقف لإطلاق النار".

السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دبلوماسي

تعد كييف والدول الغربية الحليفة لها أن وقف إطلاق النار غير المشروط هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دبلوماسي، لأسوأ نزاع تشهده القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

ومنذ الغزو الروسي خلال فبراير (شباط) 2022 انقطع التواصل بين روسيا وأوكرانيا، إلا في حالات تبادل سجناء الحرب ورفات القتلى. وسبق للطرفين أن أجريا محادثات عام 2022 في إسطنبول خلال الأشهر الأولى من الصراع، لكنها لم تفض إلى أي حل يذكر. وبحسب بوتين، أخفقت تلك المفاوضات في بلوغ غايتها بسبب تدخل رئيس الوزراء البريطاني حينذاك بوريس جونسون.

وقبل ساعات من تصريحات زيلينسكي، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً صحافياً فجر اليوم (22:00 ت غ، أمس السبت)، رد فيه على الإنذار الموجه له من الأوروبيين.

واقترح بوتين إجراء مفاوضات "مباشرة" و"بلا شروط" مع أوكرانيا في إسطنبول، متجاهلاً الرد على مقترح أوكراني أوروبي يحظى بمباركة أميركية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.

ومن دون التطرق إلى هذا العرض على نحو صريح، انتقد الرئيس الروسي طريقة معاملة الأوروبيين لروسيا "الفظة والقائمة على إنذارات"، مؤكداً أن كل هدنة محتملة ينبغي أن تكون في سياق محادثات "مباشرة" مع كييف.

وقال بوتين للصحافيين في الكرملين إن "روسيا مستعدة لمفاوضات بلا شروط مسبقة، نقترح أن تبدأ من دون تأخير الخميس الـ15 من مايو في إسطنبول".

أردوغان يتحدث عن "نقطة تحول تاريخية"

من جانبه، أكد أردوغان اليوم لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بلوغ الجهود الرامية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا "نقطة تحول تاريخية"، بحسب ما أفاد مكتبه.

وعدَّ ماكرون أن العرض الروسي "خطوة أولى لكنها غير كافية"، مشيراً إلى مساعي بوتين إلى "كسب الوقت".

ولا "يستبعد" فلاديمير بوتين فكرة مناقشة وقف لإطلاق النار خلال المحادثات مع كييف، لكن الرئيس الروسي شدد على ضرورة أن تتمحور المناقشات حول "الأسباب الجذرية للنزاع" الذي وصفه بـ"الحرب"، وهو مصطلح ترفض السلطات الروسية عادة استخدامه في أوكرانيا، وذلك "من منظور تاريخي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبرر روسيا حربها على أوكرانيا بحجة أنها تندرج ضمن جهودها لـ"اجتثاث النازية" من البلد المجاور، الذي يحتل الجيش الروسي 20 في المئة من أراضيه تقريباً، والذي لا تستسيغ موسكو تقاربه مع الغرب واحتمال انضمامه إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي استعراض لوحدة الصف الغربي، وجهت كييف والدول الغربية الحليفة لها بالتشاور مع الولايات المتحدة أمس إنذاراً إلى موسكو لدفعها إلى القبول بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً اعتباراً من غد، تحت طائلة تعرضها لـ"عقوبات هائلة".

ومنذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وخلطه الأوراق في الصراع الأوكراني-الروسي مع تقاربه من بوتين، رفضت موسكو كل المقترحات المقدمة لوقف إطلاق النار.

واكتفى الكرملين بالإعلان من جانبه عن هدنة لثلاثة أيام بمناسبة احتفالات الذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، التي حضرها نحو 20 زعيماً أجنبياً بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وانتهت الهدنة ليل أمس وتبادل الطرفان الاتهامات بخرقها.

ترمب: "يوم عظيم محتمل لروسيا وأوكرانيا"

صباح اليوم، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على "تروث سوشيال" شبكته للتواصل الاجتماعي، "يوم عظيم محتمل لروسيا وأوكرانيا!"، من دون أن يتضح من منشوره إن كان يشير إلى مقترح بوتين.

وأضاف "فكروا في مئات آلاف الأرواح التي قد تنقذ مع الانتهاء المأمول لـ’حمام الدم‘ هذا اللامتناهي، وسأستمر في العمل مع الطرفين لتحقيق الأمر".

وفي كييف، أجرى القادة الأوروبيون وزيلينكسي أمس محادثات عبر الفيديو مع نحو 20 زعيماً في "تحالف الدول الراغبة" الداعم لأوكرانيا، خلصت إلى "وقف لإطلاق النار" لمدة 30 يوماً "تتولى الولايات المتحدة مراقبة تنفيذه بصورة رئيسة بمساهمة من الأوروبيين"، بحسب ما أفاد الرئيس الفرنسي.

وأشار ماكرون إلى أنه في حال رفضت روسيا وقف إطلاق النار هذا أو قبلته ولكن انتهكته، "اتفقنا على إعداد عقوبات هائلة ومنسقة بين الأوروبيين والأميركيين".

واتصل زيلينكسي والزعماء الأوروبيون بترمب لإبلاغه بنتائج المحادثات.

وفي الميدان، دوت صافرات الإنذار من الصواريخ في عدة مناطق أوكرانية ليل أمس بعد انتهاء الهدنة المعلنة من موسكو.

وأعلنت أوكرانيا اليوم أن روسيا أطلقت أكثر من 100 مسيرة باتجاه أراضيها خلال الليل، بعد انتهاء الهدنة.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنه خلال ليل أمس "شن العدو هجمات بـ108 طائرات مسيرة متنوعة"، مشيرة إلى أنها أسقطت 60 منها.

وأول من أمس، حذرت السفارة الأميركية لدى أوكرانيا من خطر "هجوم جوي" روسي كبير خلال الأيام المقبلة.

subtitle: 
حض موسكو على القبول بهدنة ويأمل ألا يبحث الروس هذه المرة عن أعذار
publication date: 
الأحد, مايو 11, 2025 - 18:45
Read Entire Article