ARTICLE AD BOX
فاقمت الحرائق المستمرة منذ ستة أيام (حتى يوم الاثنين) في محافظة اللاذقية شمالي سورية معاناة الأهالي، وغالبيتهم من النازحين العائدين أخيراً إلى قراهم بعد سنوات من النزوح بسبب الحرب.
واندلعت الحرائق في مناطق حراجية في ناحية ربيعة، قبل أن تمتد إلى مساحات واسعة وجديدة خلال الأيام الماضية، ما اضطر العديد من العائلات إلى النزوح مجدداً خوفاً من وصول النيران إلى منازلهم. كما خسر كثيرون أرزاقهم التي عملوا على بنائها سنوات طويلة، بعد أن أتت الحرائق على أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم.
وتُعدّ منطقة ربيعة من أغنى مناطق سورية بالغطاء النباتي، وهي منطقة جبلية وزراعية تنتج محاصيل متنوعة من التفاح واللوز والدراق والمشمش والإجاص، كما تُعد وجهة سياحية يقصدها الزوار سنوياً بفضل مناخها المعتدل صيفاً.
عمار قاسم، وهو مزارع من أبناء ربيعة، قال لـ"العربي الجديد": "الحرائق قضت على آمال كثير من السكان الذين عادوا أخيراً إلى مناطقهم المدمرة بفعل الحرب. لقد التهمت النيران أراضي زراعية وأشجاراً معمرة، كما تسببت في خسائر كبيرة في أشجار السرو والسنديان والصنوبر".
وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة حرائق، إلا أن استمرارها وانتقالها إلى مناطق أوسع هذه المرة تسبب في خسائر فادحة. وختم قائلاً: "غابات اللاذقية فقدت الكثير، وسنحتاج إلى عقود لاستعادتها كما كانت قبل الحرب".
من جهته، قال حسان أبو زينب، متطوع في الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد": "رغم نجاحنا في السيطرة على 80% من الحريق يوم الأحد، فإن الرياح القوية ساهمت في انتقال النيران إلى مناطق جديدة. نواجه صعوبات كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة، والتضاريس الوعرة، ونقص الآليات الثقيلة والمعدات اللازمة".
وأشار إلى وجود حالة استنفار عامة لمواجهة النيران التي أتت حتى الآن على مساحة تتجاوز 30 هكتاراً من الأراضي. وأضاف: "نعمل حالياً على السيطرة الكاملة على الحرائق، وسنقوم لاحقاً بوضع خطط لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث، من خلال تعزيز الدوريات والاستطلاع".
وفي تصريح لوكالة "سانا" الرسمية، قال مدير الدفاع المدني في الساحل السوري عبد الكافي كيال إن فرق الدفاع المدني تمكنت من عزل مساحات الحريق إلى قطاعات، ومحاصرة المناطق المشتعلة، وفتح طرقات للوصول إلى بقية البؤر التي ما زالت تُخمد وتُبرد. وتوقع تحقيق تقدم في الساعات المقبلة.
يُذكر أن محافظة اللاذقية شهدت في عام 2023 حرائق واسعة ألحقت أضراراً بـ2400 هكتار من الغابات والممتلكات الزراعية. أما في عام 2020، فشهدت سورية أكبر موجة حرائق في تاريخها، بحسب وزارة الزراعة، ما أدى إلى خسائر فادحة في الثروة النباتية والريفية.
وقد أثرت هذه الحرائق بشكل مباشر على سكان القرى المتضررة من خلال تدمير البيوت البلاستيكية وإتلاف المحاصيل المثمرة واحتراق ممتلكات خاصة، ما عمّق معاناة الأهالي المتواصلة منذ سنوات.
