سورية: مجموعة مسلحة تعتدي على محافظ السويداء وسط استنكار محلي

14 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

أقدمت مجموعة مسلحة من الشبان على اقتحام مكتب محافظ السويداء مصطفى بكور، ظهر اليوم الأربعاء، وأهانته لفظيًا، مطالبةً بفك احتجاز موقوف لدى الأمن العام. وذكرت مصادر "العربي الجديد" في السويداء أن فصيل "لواء الجبل" تدخّل على الفور لحل المشكلة، وطرد المقتحمين من المبنى، فيما أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بيانًا شديد اللهجة، كلّفت خلاله الفصائل المحلية ضبط الأمن، وحذّرت من أي اعتداء على المؤسسات الرسمية، مؤكدة ضرورة تعزيز هيبة القانون وردع أي محاولات لخلق الفوضى.

وفي تسجيل مصور بثّه الناشط المدني معتصم العفلق على صفحته في "فيسبوك"، قال إن وساطات عشائرية وأهلية تدخلت لاحتواء الأزمة، من بينها أهالي الشبان الذين اقتحموا المبنى، حيث قدموا اعتذارًا رسميًا إلى المحافظ، فيما اعتذر الشبان المقتحمون أيضًا من الفصيل المكلف حماية المحافظة. وأشار العفلق، الذي قال إنه شهد بنفسه جزءًا مما حدث، إلى أن الحادثة جاءت بعد شهر من الانتظار من قبل مجموعة شبان اعتُقل صديقان لهم، وهما راغب قرقوط وضياء برجاس، اللذان اعتُقلا خلال محاولتهما التوجه إلى دمشق بسيارة قيل إنها مسروقة وتحمل أسلحة ومخدرات.

وكان المحافظ قد وعد سابقًا بالتدخل والوساطة لإطلاق سراحهما، لكن أمر فك احتجازهما تأخر نتيجة الأحداث التي شهدتها المحافظة، ما دفع المجموعة إلى التصعيد خوفًا على صديقيهما من التعرض لانتهاكات كالتي يجري تداولها يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي.

وكشفت مصادر من مكتب المحافظة أن المحافظ أرسل مبعوثًا من قبله إلى دمشق لتسليم المعتقلين لفصيل محلي آخر غير المجموعة المهاجمة، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، إلا أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات عن مدى توازن آليات فضّ النزاعات بين الأعراف المحلية والأنظمة الرسمية. ومع ذيوع خبر الحادثة، انتشرت روايات متناقضة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحدّث بعضها عن "اختطاف المحافظ" أو "تعرضه لإطلاق نار"، لكن مصادر مقرّبة من المحافظ نفت لـ"العربي الجديد" تلك الأخبار، وأكدت أن أهالي السويداء وفصائلها تصدّوا للمهاجمين وطردوهم.

من جهة أخرى، أثارت الحادثة نقاشًا واسعًا حول حدود سلطة المؤسسات الرسمية في ظل تنامي نفوذ الفصائل المحلية. ووصف ناشطون من المحافظة الحادثة بأنها "مرفوضة مجتمعيًا"، ولا تمثّل قيم أبناء السويداء وعاداتهم. وفي هذا السياق، قال الناشط عمر الحلبي لـ"العربي الجديد": "ما حصل لا يمثّل أخلاق أبناء السويداء. نحن مجتمع يعتمد على الحوار والعقل، وليس السلاح. هؤلاء الخارجون عن القانون يجب أن يُحاسبوا أمام الجميع، ليعود الهدوء إلى منطقتنا".

أما محمد الأحمد، فيرى أن "التصرف الفردي لا يجوز أن يتحوّل إلى فوضى تُهدد أمن العائلات. المحافظ مدير مؤسسة للدولة، والاعتداء عليه اعتداء على كل أهالي السويداء". من جانبه، شدد فصيل "لواء الجبل"، الذي أصدر بيانًا بعنوان "الرأي الصالح مَتبوع"، على ضرورة تفعيل دور "الضابطة العدلية"، وهو ما اعتُبر تأكيدًا لأهمية الأدوات المجتمعية في إدارة الأزمات، وسط غياب نسبي لدور الأجهزة الحكومية المركزية.

Read Entire Article