شاومي تعلن استثمارًا ضخمًا لتطوير رقائق إلكترونية متقدمة وتعزز استقلاليتها التقنية

في خطوة استراتيجية كبيرة، أعلنت شركة شاومي الصينية عن خططها لاستثمار ما لا يقل عن 50 مليار يوان (6.9 مليار دولار) خلال العقد المقبل لتطوير رقائق إلكترونية محلية الصنع، في إطار سعيها لتعزيز استقلالها التقني في مواجهة القيود الأمريكية المتزايدة على قطاع أشباه الموصلات.

الإعلان جاء عبر منشور للرئيس التنفيذي لي جون على منصة Weibo، يوم الاثنين، ونقلته قناة CNBC، مؤكدًا أن أولى مراحل الاستثمار ستنطلق رسميًا في عام 2025.

وكشف لي جون أن الشركة تستعد للكشف عن معالجها الجديد Xring O1، وهو نظام متكامل على شريحة (SoC) سيظهر لأول مرة في هاتف ذكي جديد ستطرحه الشركة، وذلك خلال حدث تقني مرتقب يوم الخميس.

ويعتمد Xring O1 على تقنية تصنيع بدقة 3 نانومتر، وهي من أكثر التقنيات تطورًا حاليًا في صناعة الرقائق، تُضاهي تلك المستخدمة في معالج Apple A18 Pro الموجود في هواتف iPhone 16 Pro وPro Max.

تقليديًا، اعتمدت شاومي على معالجات Snapdragon من شركة كوالكوم الأمريكية في هواتفها الرائدة. لكن دخول Xring O1 على الخط قد يمثل بداية تحول في هذه العلاقة.

ورغم ذلك، قلّل الرئيس التنفيذي لكوالكوم، كريستيانو آمون، من أهمية هذه الخطوة، مؤكدًا لقناة CNBC أن شراكتهم مع شاومي “استراتيجية ومستدامة”، وأن معالجات Snapdragon ستظل تُستخدم في طيف واسع من أجهزة شاومي المستقبلية.

التحول نحو تصميم المعالجات داخليًا يُعد خطوة نادرة في قطاع الهواتف الذكية، لا تُقدم عليها سوى شركات تقنية كبرى مثل آبل، سامسونغ، وهواوي، نظرًا لما تتطلبه من موارد مالية وتقنية ضخمة.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تتيح لشاومي تحكمًا أعمق في تكامل الأجهزة والبرمجيات، ما يُعزز قدرتها على تقديم تجربة مستخدم فريدة ومخصصة.

الجدير بالذكر أن شاومي سبق أن دخلت عالم تصميم المعالجات بإطلاق Surge S1 في عام 2017، لكن المشروع توقّف لاحقًا لأسباب تتعلق بالتعقيد والتكلفة. ورغم ذلك، واصلت الشركة تطوير رقائق مساعدة، مثل شرائح التصوير والطاقة.

اليوم، يمثل Xring O1 عودة قوية وطموحة إلى قلب صناعة الهواتف الذكية، في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على الهيمنة في مجال أشباه الموصلات، ووسط توجه صيني واضح لتقليص الاعتماد على الموردين الأجانب.